شرعنة الاحتلال لهضبة الجولان.. تفاصيل قوانين بـ«الشيوخ الأمريكي» لتمرير مخطط تل أبيب
الجمعة، 21 ديسمبر 2018 09:00 م
خطوة أخرى تعتزم اتخاذها الولايات المتحدة الأمريكية ضد القضية الفلسطينية بعد اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منتصف العام الجارى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
الإدارة الأمريكية تخطط لشرعنة الاحتلال الاسرائيلى للجولان السورى المحتل عبر إصدار قوانين لمجلس الشيوخ الأمريكى لتمرير المخطط الإسرائيلى بضم الجولان.
وقالت تقارير اعلامية أمريكية أن مجلس الشيوخ الأمريكى سيقر مشروع قرار العام المقبل لضم هضبة الجولان إلى إسرائيل، ومن ثم الحصول على موافقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ينص مشروع القرار على الاعتراف الأمريكى بالسيادة الإسرائيلية على هضبة ومرتفعات الجولان المحتلة، وقدمه عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان السيناتور تيد كروز والسيناتور توم كوتن إلى ساحة النقاش تحت قبة الكونجرس الأمريكى، ويشير إلى أنه "حتى عام 1967، كانت هضبة الجولان تحت سيطرة سوريا التى كانت تستغلها لشن هجمات على إسرائيل".
ويرى المشرعان أن إيران تموضعت وحلفاؤها فى سوريا، وهم يهاجمون إسرائيل من الأراضى السورية.
قوات الاحتلال الاسرائيلى فى الجولان
وفق وثيقة المشروع "من غير الممكن ضمان أمن إسرائيل من الجبهتين السورية واللبنانية من دون سيادتها على الجولان"، وأثار مشروع القرار الأمريكى ارتياح إسرائيلى تجاه التحرك الأمريكى بشأن الجولان السورى.
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كثف من جهوده من أجل ثنى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على قرار انسحاب القوات الأمريكية من الأراضى السورية، وسعى إلى ربط قرار الانسحاب الأمريكى بالانسحاب الايرانى من سوريا.
التواجد الاسرائيلى فى الجولان
ويطرح مشروع القرار الأمريكى فى مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ حرب عام 1967 والذى ينص على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بـ"السيادة" الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة.
وتابع مشروع القرار الأمريكى أن حرب أكتوبر عام 1973 أثبتت أن "هذه المساحة تشكل عمقا استراتيجيا حيويا بالنسبة لإسرائيل، والآن تموضعت إيران وحلفاؤها فى سوريا، وهم يهاجمون إسرائيل من الأراضى السورية".
وقال السيناتوران في بيان لهما "إن الحدود الشمالية لإسرائيل مهددة من قبل القوات الإيرانية وحلفائها في لبنان وسوريا، بما في ذلك 150 ألف صاروخ يملكها حزب الله، وطائرات مسيرة هجومية، وأنفاق إرهابية تم الكشف عنها حديثا، وغيرها".
وحذر مشروع القرار من أنه "فى هذه الأثناء، يقترب نظام الأسد بمساعدة الملالى، من تحقيق الانتصار فى الحرب الأهلية، وسينتقل بعد ذلك إلى تهديد الدولة اليهودية من جديد".
وكان مسؤولون فى إدارة ترامب قد ألمحوا خلال الأشهر الأخيرة، إلى أن إمكانية الاعتراف الأمريكى بـ"سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، أمر وارد.
فيما اعتبر سكرتير الحكومة الإسرائيلية السابق، تسفي هاوزر، الذي يشغل منصب رئيس التحالف من أجل مرتفعات الجولان، أن واشنطن "تكيف نهجها الدبلوماسى مع الواقع الجديد فى الشرق الأوسط. فبعد نقل السفارة إلى القدس، آن موعد الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان والقضاء على الآمال الإيرانية فى الغطس فى مياه بحيرة طبريا".
وعملت حكومة الاحتلال الإسرائيلى منذ 5 سنوات على جعل الجولان السورى المحتل، القبلة السياحية الأولى للإسرائيليين، لأهداف عديدة، من أهمها تشجيعهم على الاستيطان فيها، وإقناعهم بأنها آمنة، ونظمت شركات السياحة الإسرائيلية جولات تحت برنامج "سياحة الاقتتال بين السوريين" لمتابعة الصراع المسلح بين حكومة دمشق والمسلحين فى البلاد.
نتنياهو
برنامج "سياحة الاقتتال السورية" يرعاه قسم السياحة فى المجلس الإقليمى للمستوطنات الإسرائيلى، وحققت حكومة الاحتلال مكاسب مالية ضخمة عبر جعل الجولان أكبر منطقة سياحية فى إسرائيل، وعمل جيش الاحتلال على جذب محبى الإثارة لرؤية الغبار المنبعث من المعارك وأصوات الرصاص فى سوريا، ومعاينة الاقتتال بالعين المجردة، مع وجود مرشدين إسرائيليين، هم بالأساس ضباط فى جيش الاحتلال الاسرائيلى، لترويج أكاذيب عن ارتباط الجولان السورى بإسرائيل.
ونشرت مواقع اسرائيلية تقريراً تحدث عن خطة عُرضت، الأسبوع الماضى، على مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، تقضى بتطبيق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على الجولان، مع الاعتراف بالتغييرات التى فرضتها إسرائيل على أرض الواقع.
ويسعى القائمون على الخطة إلى تحرك مماثل لاعتراف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرئيل شارون، عام 2004، حول الكتل الاستيطانية الكبرى فى الضفة الغربية المحتلة.
وتحتل إسرائيل هضبة الجولان الاستراتيجية، التى تبلغ مساحتها نحو 1200 كليو متر مربع منذ العام 1967، وأعلنت ضمها فى العام 1981، وأعلن الرئيس السورى حافظ الأسد شن حرب على إسرائيل لاستعادة الجولان في 1973، انتهت بهزيمة وتوقيع هدنة استمرت إلى اليوم.