تقلبات أسعار المعدن الأصفر خلال 2018.. رحلة صعود وهبوط الذهب محليا وعالميا
الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 08:00 ص
شهد عام 2018، تقلبات حادة جدا فى أسعار الذهب وهو المعدن الأكثر رواجا وطلبا فى العالم بصفته الملإذ الآمن للمستثمرين عند حدوث تقلبات فى أسعار العملات أو عند الأحداث السياسية الكبيرة. رحلة الذهب عالميا ومحليا طوال هذا العام وكيف بدأ "النفيس" رحلته وكيف يختم العام الجارى؟ نسلط عليها الضؤ فى التقرير التالى:
كان سعر أوقية الذهب بنهاية شهر يناير 2018 حوإلى 1350 دولار وهو مستوى عالى جدا نتيجة ضعف كبير لأداء الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى وبالأخص الين اليابانى وهو ما دفع المعدن الأصفر للتعافى بهذا الشكل، وقتها سجل سوق الذهب فى مصر اضطراب كبير جدا ليصعد فوق 664 جنيها للجرام من عيار 21.
مبيعات الذهب فى الشهر الأول من 2018 شهدت حالة من الركود، نتيجة هذا الارتفاع الكبير فى الأسعار لينهى المعدن النفيس شهر يناير على أعلى سعر له طوال مدة قاربت العام، إلا أنه خلال شهر فبراير بدأت الأسعار فى التراجع ورغم أنه تراجع ليس كبيرا إلا أنه ساهم فى تحرك السوق، لينهى هذا الشهر عند 648 جنيها، وعالميا تراجعت الأوقية قرابة 29 دولار لتستقر عند 1321 دولار.
وخلال شهر مارس 2018 ومع ازدياد التوتر فى العلاقات التجارية بين أمريكا والصين بدأ المعدن النفيس رحلة صعود مرة أخرى لكن ليس بنفس ارتفاعات يناير من نفس العام حيث عادت الأوقية للارتفاع لتصعد إلى 1240 دولارا يوم 23 مارس وفى مصر يرتفع لـ 658 جنيها للجرام، قبل أن ينهى الذهب هذا الشهر على انخفاض طفيف ليغلق عند 650 جنيها وعالميا 1325 دولار.
إيهاب واصف عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بالغرفة التجارية، يقول إن وجود تكهنات لدى المستثمرين ببداية حرب تجارية، وفرض رسوم على الواردات بين كل من الصين وأمريكا رفعت أسعار الذهب فى البورصات العالمية خلال مارس لذلك كان للقرارات التى اتخذها الرئيس الأمريكى ضد الواردات الصينية تأثير بالغ جدا على الذهب.
أما شهر أبريل يعتبر شهر الاضطرابات لسوق الذهب عالميا ومحليا، حيث صعدت الأوقية لنفس معدلات شهر يناير، لكنها تراجعت بصورة طفيفية، وظل الاضطراب هو السمة الأبرز فى هذا الشهر، ليغلق المعدن النفيس هذا الشهر عند 650 جنيها فى مصر وهو سعر مرتفع جدا وعالميا عند 1320 دولار.
ومع دخول شهر مايو واقتراب شهر رمضان عَوَّلَ تجار المعدن النفيس على الشهر الكريم وبعده عيد الفطر لتحريك المبيعات ولتكون "شبكة العيد" طوق نجاة السوق، لكن الأوضاع لم تتغير كثيرا بالنسبة لحجم المبيعات، وشهد منتصف مايو تراجعا فى الذهب بقيمة 10 جنيهات مع انخفاض الأوقية قرابة 18 دولار، إلا أنه اختتم الشهر على سعر 648 جنيها، وهو سعر رآه تجار المعدن النفيس وقتها أنه حرك المبيعات لكن بشكل ضعيف جدا.
وبدأ الذهب فى رحلة هبوط ملحوظة فى شهر يونيو ليختم هذا الشهر عند 629 جنيها للجرام ثم فى شهر يوليو يختم على تراجع آخر ليسجل 622 جنيها للجرام، فى ظل هبوط حاد فى الذهب العالمى لتنزل الأوقية لأدنى من 1230 دولار بعد تهدئة فى التصعيد الأمريكى الصينى بشأن أزمة الرسوم الجمركية .
أشهر التراجع للمعدن النفيس
وفى أغسطس سجل الذهب أدنى مستويات له فى أكثر من عام ليهبط لأقل من 595 جنيها للجرام وكذلك تهبط الأوقية لـ 1191 دولارا وهو السعر الأقل لها فى 2018، وخلال شهر سبتمبر ظل الذهب فى أدنى مستويات له، وفى أكتوبر من العام الجارى تعافى الذهب، لكنه لم يصعد بصورة كبيرة ليغلق هذا الشهر عند 615 جنيها وهو سعر جيد نسبيا، وفى نوفمبر الماضى لم يختلف الوضع كثيرا عن أكتوبر ليكون هناك شبه استقرار فى جميع الأسعار، وخلال الشهر الجارى ارتفع الذهب 7 جنيهات ليسجل آخر سعر له عند 622 جنيها للجرام.
وقال إيهاب واصف عضو مجلس إدارة شعبة الذهب، إن مبيعات الذهب 2018 ارتفعت بنسبة 20% قياسا على عام 2017 مرجعا ذلك إلى تحسن فى الحالة الاقتصادية وتراجع فى معدلات التضخم، إضافة إلى انخفاض الفائدة على شهادات البنوك، الأمر الذى رفع الطلب على المعدن النفيس.
وأضاف واصف فى تصريحات صحفية أن هناك تراجعا ملحوظا فى تصدير الذهب الخام بعد تحسن حركة البيع بالسوق المحلى خلال الربع الأول والثالث من 2018، مشيرا إلى أن هناك انخفاضا فى صادرات مصر من الحلى والأحجار الكريمة بنسبة 26% خلال أول 9 أشهر من 2018 فى الفترة من "يناير- سبتمبر لتسجل نحو 1.203 مليار دولار نظير 1.626 مليار دولار، خلال نفس الفترة من 2017.
ولفت إلى أن عام 2018 كان به ظاهرة جديدة وهى ارتفاع نسب البيع لعيار 18 مقارنة بعيار 21 طوال العام والذى كان يستحوذ على النسبة الأكبر من المبيعات، لافتا إلى أن القاهرة الكبرى والدقهلية والاسكندرية قادت الزيادة فى نسب البيع لعيار 18 وهو ما يشير إلى تغير فى الذوق العام لدى هذه المحافظات لأنه حتى وقت قريب لم يكن هناك اقتناع بهذا العيار لدى فئة كبيرة من المواطنين.
وبشأن مصير الأعيرة التى تم طرحها فى وقت سابق وهى 12 و14 قال واصف "تقريبا اختفت تماما من السوق وشبه تلاشت وتم سحبها خلال شهر يونيو ويوليو من العام الجارى من قبل الشركة التى طرحتها لأن طرحها كان خاطئ من البداية لأننا نجد صعوبة كبيرة فى اقناع المواطن بأى عيار أقل من 21".