«الإفتاء»: التطرف ليس وليد الأديان وإنما للعقليات الفاسدة

الثلاثاء، 05 يناير 2016 12:36 م
«الإفتاء»: التطرف ليس وليد الأديان وإنما للعقليات الفاسدة

أكد مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن التطرف والإرهاب غير مرتبط بالإسلام والمسلمين، مشددًا على أنه ظاهرة عالمية متخطية للحدود والمسافات، ولا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى العقائد الدينية المقدسة.

وأوضح المرصد في بيان له، اليوم الثلاثاء، أنه قد تم الكشف عن التحاق 847 شابًا ينتمون إلى عائلات تنتمي لديانات وتوجهات مختلفة بفرنسا، لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، وذلك حسبما أكدت دراسة حديثة صادرة عن مركز الوقاية من الانحرافات الطائفية في فرنسا، والمعني برصد ومتابعة الإسلام والمسلمين هناك.

وذكر أن هذه الدراسة تتوافق مع عدد من التقارير، والتي تحدثت عن انضمام الكثير من الشباب إلى التنظيم لأغراض دنيوية لا علاقة لها بالمعتقد أو المنهج الفكري، أو حتى سردية «الجهاد» المعتبرة لدى التنظيمات الإرهابية، وإنما أملًا في الحصول على فرص حياة أفضل، وذلك بعد نشر عدد من عناصر التنظيم صورًا لطبيعة عيشهم لدى التنظيم، ومدى الرفاهية التي ينعمون بها، وهو أمر دفع الكثيرين إلى السعي للانضمام للتنظيم.

ودعا المرصد وسائل الإعلام العالمية إلى التناول الرصين والمحايد لطبيعة العلاقة بين التطرف والأديان السماوية، وعدم ربط التطرف والعنف بالإسلام، ومن ثم وصم المسلمين بالإرهابيين، وما يترتب عليه من تزايد موجات الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين، والذي يولد بدوره حملات منظمة ودعوات موجهة للكراهية، ورفض المسلمين في المجتمعات الغربية.

وأضاف أن «التطرف والغلو» لا يرتبط بدين من الأديان، أو بعقيدة من العقائد، وإنما هو سلوك بشري ينتشر في شتى المجتمعات، نجده في تصريحات لشخصيات دينية وسياسية وفكرية، ونجده أيضًا في ممارسات الجماعات المتطرفة والتكفيرية، كما شهدنا في الآونة الأخيرة التصريحات العنصرية للمرشح الأمريكي للرئاسة دونالد ترامب المعادية للمسلمين والمشوهة للإسلام، وهي تمثل الخطاب نفسه الذي تتبناه جماعات العنف والتطرف تجاه الديانات والعقائد الأخري، وهو خطاب متبادل من الجانبين، ويغذي كل طرف الآخر، وقد صدر منذ أيام خطاب مماثل عن أحد الحاخامات الإسرائيليين يحض على هدم الكنائس والمساجد في القدس، وطرد غير اليهود من المدينة.

وأشار إلى أن التطرف ليس قصرًا على فئة بعينها أو مجتمع بعينه، وإنما هو ظاهرة عابرة للحدود والأيديولوجيات، تواجه العالم كله، وينبغي أن يتكاتف الجميع لمواجهته والقضاء عليه.

وأكد المرصد أن القضاء على الجماعات التكفيرية والمتطرفة في المنطقة العربية، يتطلب محاربة التطرف والعنصرية وحملات الكراهية المنظمة ضد المسلمين في الدول الغربية، كما يتطلب مواجهة تطرف حاخامات يهود ضد المسيحيين والمسلمين في فلسطين، بعبارة أخرى، ينبغي أن تكون مواجهة التطرف شاملة وعامة وغير مقتصرة على فئة بعينها دون الأخرى، أو أصحاب ديانة دون سواهم، فالعنف والتطرف لا يمكن أن يكون وليد الأديان وإنما هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية والنفوس المتكبرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق