كيف يمكنك العثور على شخصيتك الحقيقية بدون آراء الآخرين؟
الخميس، 13 ديسمبر 2018 08:00 م
نتآثر بآراء الآخرين عنا منذ نعومة أظافرنا، فآراء الآباء والآمهات ومن ثم الأقارب وبعدها الأصدقاء والزملاء تشكل طريقة تفكيرنا فى أنفسنا، وبعد مرحلة الطفولة وبدء مرحلة شبابك، تجد نفسك أمام خيارين، إما أن تصيغ رؤيتك للعالم بالطريقة التي تناسبك وهذه مجازفة كبيرة وقليلون من ينجرفون وراءها وإما أن تظل على معتقداتك وأفكارك التي اكتسبتها من محيطك لكنها ليست أصيلة فيك ولا تعبر عن شخصيتك بشكل كبير خصوصًا أنك لا زلت في مرحلة بناء الشخصية والعثور على الذات.
البحث عن الذات
وهناك جهات عدة تؤثر فينا وفى نظرتنا لأنفسنا، سواء بقصد أو بدون قصد، فهناك صفات مثالية للجميع وإذ نتسابق كي نتصف بها حتى لو من باب الإدعاء وقد نعتقد مبادئ من أجل ذلك تحتاج لتغير جملة وتفصيلا، وتبدأ نوات التأثير فينا من الأسرة هي الأب والأم والأقارب الذين يوجهونك وأنت طفل نحو الصواب والخطأ بالتالي تستقي ثقافة الصواب والخطأ منهم حيث يرمون فيك البذرة ويتركونها تنمو فيك حتى تستوطن وجدانك بالكامل، وبعدها وسائل الاتصال الحديثة ثمة حرب الآن بين المجتمع بما يشكله من جيل قديم وآباء وأمهات لم يكن لديهم روافد ثقافية غير مكتسبات الأجداد والموروثات التقليدية وبين الشباب على وسائل الاتصال الحديثة وأهمها الإنترنت الذين يحاولون إعادة صياغة هذه الموروثات وإعادة النظر فيها من جديد ويبثون أفكارا مغايرة لأفكار المجتمع ، ويقع العديد من الناس فريسة التأثر بالآخرين عبر الإنترنت.
كيف يمكنك العثور على شخصيتك الحقيقية؟
يجب أن تتوقف فورا عن التآثر بأراء الآخرين والبحث على شخصيتك الحقيقية، بعد أن تاهت وسط كل المؤثرات الخارجية التي توجهنا طوال الوقت في الطريق الذي لا نريد أن نمشي به بل آلفنا السير فيه من أجل إرضاء الآخرين، فالتأثر بالآخرين مرض كبير ينشأ منذ الولادة ويحرم الإنسان من متعة الاكتشاف ومن بناء شخصيته بنفسه وتحديد مفرداتها وتفاصيلها عن طريق تجربته واختياراته، ولذلك يبذل الإنسان جهدا كبيرا حتى لا يقع في هذا الفخ المميت أو يتخلص منه، وهذه خطوات هامة فى رحلة البحث عن شخصيتك.
القرأة
القراءة كنز لمن يدركها، لذا عليك أن تقرأ كثيرا بعين حيادية وبعيدة عن كل التحيزات والأحكام المسبقة، وعليك أن تمتلك النظرة النقدية وأنت تقرأ لأن كثير من الكتاب يريدون التوجيه أيضًا وأنت كفاك ما نلت من التأثر بالآخرين بالتالي لا تصدق أيضًا كل ما تقرأه، فنمى لديك العقل الناقد، والقرأة هى وسيلة رئيسية لتطوير ذاتك بعيد عن آراء أصدقائك أو دوائرك الاجتماعية.
التأمل والتحليل
لمعرفة شخصيتك الحقيقية عليك تحليل وتأمل كل فعل وموقف يحدث معك، يجب ألا تأخذ الأمور من سطوحها عليك أن تقرر ما الذي يرضيك وما الذي تراه غير جائز، والأسباب التى تدفعك لفعل موقف معين، وأن تنظر لكل ما يقال لك بنظرة متشككة مبنية على احتمالية الصدق والكذب، الصواب والخطأ، الموضوعية أو الانفعالية، تأمل في كل الأمور ورد الأمور إلى أصولها.
كن نفسك
لا تقلد الآخرين، فى أفكارهم أو تصرفاتهم، كن نفسك فحسب رغم كل المصاعب التي تنطوي عليها هذه النصيحة، كل المخاوف بالوحدة والاغتراب والقلق الوجودي والنفسي والطريقة غير المريحة التي سيتعامل بها محيطك معك حين تعثر على شخصيتك خصوصًا إن كان مغايرا لأفكارهم وتوجهاتهم، وقتها فقط سوف تخسر انخراطك بين محيطك بشكل كامل ولكن ستكسب أن يكون لك شخصية مستقلة حتى إن لم تستطع الاندماج بشكل كامل فعلى الأقل سوف تربح احترامهم حتى إن لم يعترفوا لك بهذا بشكل كامل.