شاكر خزعل من مخيمات اللاجئين إلى الأكثر تأثيرا حول العالم.. كيف هذا؟ (حوار)
الجمعة، 14 ديسمبر 2018 12:00 م
في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة اللبنانية بيروت، وقبل 31 عامًا وُلد شاكر خزعل، وسط عائلته المُهجرة من الأرض الفلسطينية بفعل قوات الاحتلال الاسرائيلي. ورغم ما تعانيه المخيمات من ألام فقر وبؤس إلا أن شاكر خرج منها ليكون أحد أكثر الشباب العربي تأثيرًا حول العالم، مُدافعًا عن حقوق اللاجئين عبر ما يزيد عن 200 منصة دولية حول العالم حتى الآن، بالإضافة لرواياته التي رُصت بقوائم الأكثر مبيعًا بمكتبات بعض الدول.
يصف الكاتب الفلسطيني- الكندي شاكر خزعل، في حديثة لـ صوت الأمة البيت الذي تربى فيه بمخيم برج البراجنة بـ «البيت الحلو» لأن والده هو المخرج الفلسطيني محمود خزعل، ووالدته هي الناشطة الاجتماعية ألفت محمود، وهي ممرضة شاهدة على مجزرة صبرا وشاتيلا ومآسيها، ويقول إن ذلك كله جعله يعشق الفن والسينما والحياة، ويناضل من أجل قضية وطنه وأهله.
يقول شاكر، وُلدت ورُبيت في المخيم ببروت، وشعرت بقسوة الحياة، لأن أرضنا مُحتلة ومُغتصبة من العدو الاسرائيلي، وشعرت بالظلم والمرارة منذ طفولتي، لكني مع ذلك كنت أشعر داخل المخيم بأنني وسط أسرة كبيرة، كُلنا داخل المخيم أسرة واحدة، وقضيتنا واحدة، وعشقت فلسطين من حكايات ومرويات أبي وأمي وأجدادي وسط المخيم، وخرجت من المخيم وأنا على يقين بأن القضية الفلسطينية لن تموت، فرغم مرور كل هذه السنوات عليها مازال العالم كله يعتبرها القضية الإنسانية الأولى.
خلال مشاركته في منتدى شباب العالم2018
وأضاف، خلال لقاءه مع صوت الأمة، على هامش زيارته لمصر: ظللت لسنوات طويلة لا أرى فلسطين على أرض الواقع، لكني أسرتي رسموها في خيالي، أرض جميلة طيبة يتمنوا جميعًا العودة إليها، وتعلمت منهم المثابرة والمقاومة وعدم اليأس، وحينما أصبحت في الثالثة عشر من عمري، بدأت في الخروج إلى كندا، عبر المنح التعليمية، واستقريت بها وعمري ستة عشر عامًا، وتخرجت عام 2009 من جامعة يورك الكندية.
حل شاكر خزعل في المركز الأول ضمن لائحة أربيان بيزنس للشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم تحت سن الأربعين، وفي العام 2015 حصل على لقب رجل العام من مجلة أسكواير الشرق الأوسط، حصل على جائزة «منتور العربية، كما حصل على جائزة «ساينت لازرس اوارد».
وشارك خزعل كمتحدث في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، هافنغتون بوسك جوجل في سان فرانسيسكو، رود ماب الذي عرضته أم أس أن بي، مؤتمر الشباب العالمي في البحرين، تومسبون رويترز فاوندايشن في لندن، وفي مؤتمر هارفرد العالم العربي في الأردن ومؤتمر ماركومز وفيسبوك في دبي.
وعن انطباعاته حول منتدى شباب العالم، قال: كنت في غاية السعادة حينما منذ أن وصلت لشرم الشيخ، وجدت تنظيم في غاية الدقة والاحترافية، والموضوعات المطروحات كانت في غاية الأهمية، كما أن المنتدى له رمزية ودلالات كثيرة، فمصر نجحت في تجميع شباب من مختلف دول العالم ومن خلفيات ومعتقدات مختلفة، ليكونوا على منصة واحدة وبقاعة واحدة، والمنتدى أعطى للعالم كله صورة إيجابية ليس عن مصر وحدها ولكن عن الوطن العربي ودول الشرق الأوسط كله.
ويرى شاكر، أن أهم ما خرج عن المنتدى من وجهة نظره هو الأمل الذي أعطاه للشباب سواء الذين شاركوا أو من لم يشارك، حيث أعطاهم الأمل في إيجاد الفرص والاهتمام بهم، العدو الأول للشباب هو «اليأس» وأخطر شيء على الشباب العربي هو «اليأس» فالجماعات الإرهابية استغلت يأس الشباب في بعض الدول لتجنيدهم.
وعن حبه لمصر يقول: أعشق مصر، زياتي لها هذه هي العاشرة، عشقت مصر حتى قبل أنا أراها، من حكايات جدي عنها، خاصة الإسكندرية، مصر حقًا أم الدنيا، ولا تعالم اللاجئين هنا من السوريين وغير ذلك كلاجئين، ولا تضعهم في مخيمات أو غير ذلك كما تفعل دول العالم، لكنها تحتضنهم ويندمجوا مع المجتمع، مصر برهنت بالفعل أنها «أم الدنيا» لأنها تحتضن «أبناء الإنسانية».
الشباب الأكثر تأثيرا
«حكاية تالا» Tale Of Tala هي الراوية الأخيرة لشاكر خزعل، التي صدرت العام الماضي باللغة الانجليزية، وتم ترجمتها باللغة العربية، وكانت الرواية احتلت المرتبة الثانية في الكتب الأكثر مبيعاً على موقع متجر أمازون الإلكتروني، وتم تكريمه بعدد من الدول من بينها أمريكا وبريطانيا وكندا والإمارات عن تلك الراوية.
يقول شاكر: إن «حكاية تالا» تروي قصة فتاة فلسطينية لاجئة سافرت إلى إحدى الدول الأوروبية وتحولت لفتاة هوى بعد أن ضاق بها الحال ووقعت في أيدي إحدى عصابات الاتجار بالبشر، وتقابل كاتب أمريكي يقع في غرامها.
وربما تتحول «حكاية تالا» إلى عمل سينمائي، وسبق ورشح شاكر خزعل الفنانة إليسا لتجسيد شخصية «تالا»، وقال لـ «صوت الأمة»، إن إليسا مثال للمرأة العربية القوية المثابرة والناجحة. وقبل «حكاية تالا» ألف خزعل ثلاثية اعترافات طفل الحرب (Confessions of a War Child) وهي كذلك تتطرق لمعاناة اللاجئين.
حكاية تالا
ويكشف خزعل، خلال حديثة مع صوت الأمة لأول مرة عن مشروع كتابه القادم وهو «أكاذيب ليلى» ويتطرق لما حدث من مآسي وتدمير لمدينة تدمر السورية على أيدي عصابات داعش.
تأثر شاكر كثيرًا بكتابات نجيب محفوظ وعشقها، كما يقول إن كتابات الأديب الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد كان لها الفضل الأكبر في تشكيل وجدانه، ويختتم حديثه بقوله «أنا أعيش حاليًا في نيويورك، وأعشق لبنان لأنني وُلدت فيها، وأتمنى أن أموت بوطني فلسطين»، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي لا يوجد فيه حكاية كـ «حكاية تالا» على وجه الأرض.
شاكر خزعل أثناء حواره مع صوت الأمة