أنا أو الفوضى شعار ترامب.. هل يتسبب «جنون العظمة» في الإطاحة بالرئيس الأمريكي؟
الخميس، 13 ديسمبر 2018 11:00 ص
يوما تلو الاخر يؤكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنه مصاب بجنون العظمة «بارانويا»، حتى بات يعتقد أن بلدا يمثل قائدا للعالم الديمقراطى، مثل الولايات المتحدة، يمكن أن تجتاحه الفوضى حال تحرك الكونجرس لعزل الرئيس.
وفى تصريحات مثيرة أدلى بها لوكالة رويترز ونقلتها صحيفة "بولتيكو"، الأمريكية على موقعها الإلكترونى، (الأربعاء)، قال ترامب: «أن الفوضى سوف تجتاح كافة أرجاء الولايات المتحدة إذا ما تم التصويت بحجب الثقة عنه». مضيفا أنه غير قلق من احتمال حجب الثقة عنه لاعتقاده بأن الشعب الأمريكى سيثور على مثل هذا القرار.
وذكرت الصحيفة أن ترامب خلال حوار مع رويترز فى المكتب البيضاوى، "تجاهل" ادعاءات المدعين الفيدراليين بأنه حرض محاميه الخاص آنذاك مايكل كوهين لإسكات نساء زعمن إنهن ارتبطن بعلاقات جنسية مع ترامب، الأمر الذى يخالف القانون الفيدرالى للحملات الانتخابية.
وكان مدعون فيدراليون فى المنطقة الجنوبية لمدينة نيويورك قد كشفوا، الجمعة الماضية، المزيد من تفاصيل الاتهامات الموجهة ضد كوهين، إذ قالوا أن كوهين قام بمقاضاة ممثلتى الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز وكارين مكدوجال، خلال الفترة الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية، بتنسيق من ترامب وتوجيهه. الأمر الذى إذا ثُبتت صحته سيعنى اتهام ترامب بارتكاب جناية.
وكان نواب ديمقراطيون، قالوا فى وقت سابق من الأسبوع، إن ترامب قد يواجه مساءلة والسجن إذا ثبت أن الأموال التى قال محاميه السابق، إنه تم دفعها لأشخاص لالتزام الصمت تمثل انتهاكا لقواعد تمويل الحملة. وقال النائب الديمقراطى الأمريكى جيرولد نادلر لمحطة (سى.إن.إن) إنه إذا ثبت أن هذه المبالغ تمثل انتهاكا للقواعد المالية للحملة الانتخابية فستكون أساسا لمساءلة الرئيس.
وأضاف نادلر الذى سيرأس اللجنة القضائية عندما يتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب فى يناير "حسنا ستكون مخالفات تستحق المساءلة". وبموجب القانون الأمريكى يتعين كشف المساهمات فى الحملة الانتخابية. ويحدد القانون هذه المساهمات بأنها أشياء ذات قيمة تقدم لأى حملة انتخابية من أجل التأثير على الانتخابات. ويجب ألا تتجاوز مثل هذه المساهمات 2700 دولار لكل شخص.
وخلال لقاءه مع رويترز ذهب الرئيس الأمريكى لإلقاء اللوم على محاميه السابق قائلا إنه إذا وقع أى أنتهاك للقوانين بسبب تسويات مالية غير قانونية، فهى خطأ كوهين. مضيفا: كوهين محامى ومن المفترض أنه يدرك ما يفعله".
لكن تعليقات ترامب بشأن ما يمكن أن يحدث من إضطراب حال عزله من منصبه ليست جديدة، ففى أغسطس الماضى، قال فى مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "أعزلونى وشاهدوا ما سيحدث من جحيم". وأضاف "أخبركم بما سيحدث، إذا تم عزلى أعتقد أن البورصة ستنهار وأن الجميع سيكونون فقراء للغاية، لأنه بدون هذا التفكير، سترون - سترون أرقام لن تصدقوها".
هذه التحذيرات الفضفاضة رددها بعده محاميه، رودى جوليانى قائلا "تريدون فقط عزله لأسباب سياسية، فالشعب الأمريكى سوف يثور ضد ذلك". وأضاف "سوف تتضطرب الأسواق! الجميع سيكونون فقراء! الناس سوف يثورون!"
ويبدو ان لغة التضخيم هى المعتادة فى البيت الأبيض، فكل ما يفعله ترامب يتم تصويره غالبا على أنه الأكبر أو الأفضل أو تاريخيا، لكن بشكل عام فإن مشهد الجحيم الذى يصوره الرئيس الأمريكى حال عزله هو أبعد كثيرا مما يمكن أن يكون.
ويستبعد خبراء قانونيون خطوة عزل ترامب فبموجب الدستور الأمريكى، هناك حاجة إلى أغلبية بسيطة داخل مجلس النواب لتوجيه اتهامات بالعزل، وهو ما يمكن أن يحدث مع استعادة الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب، لكن الأمر يتطلب أيضا أن يقوم 67 من أعضاء مجلس الشيوخ بإدانة الرئيس وإبعاده عن منصبه. ويبدو أن الإدانة غير مرجحة، بالنظر إلى أن الجمهوريين يهيمون على الأغلبية فى الشيوخ. ومن الناحية التاريخية فإن رئيسا الرئيسين الأمريكيين السابقين أندرو جونسون وبيل كلينتون، الذين تم التصويت على عزلهم فى مجلس النواب، تمت تبرئتهما فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ.