يعطي الفتات للفرنسيين.. خطاب ماكرون لا يُرضي "السترات الصفراء"
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 01:00 م
اعتبرت حركة "السترات الصفراء" الخطاب الذى أدلى به الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مساء أمس الاثنين عن الإصلاح الاقتصادي، غير مقنع وغير كافي رافضة تقديمات الرئيس الفرنسى.
ونقلت صحيفة (لوموند) الفرنسية - على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء - عن عدد من أعضاء الحركة قولهم "تقديمات ماكرون غير كافية.. يعطى الفتات للفرنسيين".
وأكدت الحركة أنها ستواصل احتجاجاتها فى العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها، والتى تضم قائمة بـ40 مطلبا تم إرسالهم فى وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية.
وسعى ماكرون، فى أول كلمة للشعب بعد أسوأ احتجاجات تشهدها فرنسا منذ سنوات، إلى استعادة الهدوء بعد اتهامات بأن أساليبه السياسية وسياساته الاقتصادية أدت إلى تصدع البلاد.
وقال ماكرون، فى كلمته، "نريد فرنسا يعيش فيها المرء بكرامة من خلال عمله.. وقد سرنا فى هذا السبيل ببطء أكثر من اللازم.. وأطلب من الحكومة والبرلمان القيام بما هو ضروري"، كما أعلن أن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 يورو شهريا دون تكاليف إضافية على أصحاب العمل، وستلغى الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الاجتماعى لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من 2000 يورو.. فيما أكد أنه سيلتزم بأجندته الإصلاحية، ورفض إعادة فرض ضريبة على الثروة.
وأضاف "سنرد على الوضع الاقتصادى والاجتماعى الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع، ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا، ولكن دون التراجع عن سياستنا".
وكانت المظاهرات الفرنسية قد شهدت زيادة كبيرة فى أعداد المحتجين، حيث وصلت أعدادهم، بحسب تقديرات بعض وكالات الأنباء إلى أكثر من 125 ألف شخص. واتجهت السلطات الفرنسية نحو اعتقال 1723 شخصا بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية الفرنسية، بينما استخدمت الشرطة الفرنسية الرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع لمجابهة الاحتجاجات ومثيرى الشغب.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه هو أن مطالب المتظاهرين لم تعد تقتصر على مجرد قرارات حكومية من شأنها الارتقاء بحياة المواطنين، وإنما امتدت إلى مطالب أخرى سياسية، من بينها حل البرلمان، ورحيل الرئيس الفرنسى، بالإضافة إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، فى نقطة تحول خطيرة تعكس المغزى السياسى للمظاهرات، والتى تجد دعما كبيرا من قوى سياسية بالداخل، وعلى رأسها تيارات اليمين المتطرف، بالإضافة إلى قوى دولية خارجية تسعى إلى تأجيج الأوضاع فى الداخل الفرنسى لتحقيق أجنداتها.
وفى محاولة أخرى لتهدئة الشارع، يبدو أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى طريقه لتقديم تنازلات جديدة، حيث قالت مصادر إن ماكرون ربما يتخذ قرارا بإقالة رئيس وزراءه إدوار فيليب لاحتواء حالة الغضب المتأجج بالشوارع الفرنسية.