126 قتيلا ضحايا التعذيب.. الحوثيون يرتكبون أبشع الجرائم ضد أبرياء اليمن
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 12:00 م
ارتكبت ميليشيا الحوثي الإرهابية، أبشع جرائم التعذيب في السجون التي حكمت سيطرتها عليها في اليمن، جرائم تعذيب مُروعة كشف عنها تحقيق صحفي لوكالة أسوشيتد برس الأمربكية، عرض حكايات من قلب الوجع لأناس تعرضوا لأساليب تعذيب، كالضرب المُبرح والحرق ونثر الأحماض الحارقة على أجسادهم إضافة إلى الخطف والابتزاز.
ثقافة الموت .. قانون ميليشيا الإرهاب في اليمن
امتثالا لأجندة إيران التخريبية التي تُدين لها بالولاء، باتت ثقافة الموت نهج مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن متّبعة سياسة الأرض المحروقة، فالحوثيين يرتكبون أبشع جرائم التعذيب في السجون من أبرز هذه الانتهاكات زرع أكثر من نصف مليون لغم تسبب في الكثير المآسي وإعاقة الآلاف من اليمنيين.
وكشف التحقيق الصحفي للوكالة الأمريكية، الذي أعدته ماجي ميشيل مراسلة الوكالة، عن جرائم بشعة ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين في السجون، وتضمّن التحقيق شهادات لسجناء يمنيين قضوا فترات في سجون مختلفة تابعة للحوثيين، وتحدثوا عن طرق التعذيب التي تعرضوا لها داخل تلك السجون.
تحدثت «ميشيل» خلال تحقيقها مع 23 شخصًا قالوا إنهم تعرَّضوا للعنف، أو شهدوا التعذيب في سجون الحوثيين، بجوارهم 8 من أقارب المعتقلين و5 محامين ونشطاء حقوقيين و3 من ضباط الأمن المسؤولين عن عمليات تبادل سجناء، وجميعهم شاهدوا آثار التعذيب على السجناء.
ويكشف تحقيق ميشيل عن اختطاف الحوثيين لشخصيات مدنية من أماكن عملهم أو من الشارع العام لمجرد الاشتباه بهم، وجرى إخفاؤهم قسريا، وطلب مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم، كما حولت ميليشيات الحوثي الكثير من المباني والمقرات الحكومية بما في ذلك أندية رياضية وكليات إلى مراكز للتعذيب واحتجاز المختطفين، وبلغ عدد تلك الأماكن في العاصمة صنعاء لوحدها 30 سجنًا.
1
أسوشيتد برس تكشف عن شهادات صادمة
حالة الطبيب فاروق باعقر، الذي شهد اقتحام رجال الميليشيا المستشفى التي يعمل بها في مدينة الحديدة الساحلية، وعصبوا عينيه وألقوا به في شاحنة صغيرة. ولأنه قدم مساعدة طبية لعدو الحوثيين، أخبروه أنه تحول أيضًا إلى خصم لهم.
كان كل الخطأ الذي ارتكبه فاروق باعقر أنه أخذ صورة مع أحد مرضاه، بعدما نجح في إزالة الرصاصات وإخاطة أمعاء المصاب التي تمزقت، أشرف على حالة هذا المريض حتى شُفي لمدة وصلت إلى 80 يوماً، وفي النهاية، قرر أن يأخذ معه في مستشفاه صورة بواسطة هاتفه الشخصي للذكرى.
وبعد اعتقال "باعقر" في منتصف عام 2016، أمضى 18 شهرًا في السجن وكشف إنه خلال تلك الفترة، قاموا بإحراقه وضربه وقيدوه بالسقف من معصميه.
وقال الطبيب باعقر في اعترافاته، إنه بعد اعتقاله علقه رجال الميليشيا من السقف وجردوه من ملابسه وقاموا بجلد جسده العاري ثم أزالوا أظافره ومزقوا شعره. بعد ذلك فقد باعقر وعيه. وذكر من ضمن ممارسات التعذيب التي تعرض لها، كيف كانوا يحضرون الزجاجات البلاستيكية التي يذيبونها باستخدام ولاعة فوق رأسه وظهره، وبين فخذيه.
وكان باعقر ومريضه من بين الآلاف الذين سجنهم المتمردون الحوثيون خلال الحرب الأهلية التي استمرت أربع سنوات في اليمن -هكذا يكشف تحقيق اسوشيتدبرس-، كما وجد التحقيق، تعرض هؤلاء للتعذيب الشديد حيث تلقوا ضربات عنيفة بواسطة العصي في وجوههم، وتم تعليقهم في السقف من معاصمهم أو أعضائهم التناسلية لأسابيع، وتم نثر الأحماض الحارقة على أجسادهم.
3
حكايات أخرى شهدتها سجون الحوثي الإرهابي. أنس السرارى الذي يجلس على كرسيه المتحرك في منزله في مدينة مأرب منذ 29 يوليو 2018، أكد أنه أصيب بالشلل جراء التعذيب الذي تعرض له على يد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وكشف التحقيق الانتهاكات التي تعرّض لها، حيث تم تعليقه من السقف من معصميه دون توقف تقريبًا لمدة 60 يومًا مع تعرضه للضرب المُبرح، وحكى رجل رفض الكشف عن هويته لعدة أشهر في سجون الحوثيين، حيث قال إنه تعرض للضرب والتعليق من السقف من معصميه المقيدين بالأصفاد.
وتؤكد هذه الشهادات على أهمية التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء الخميس في بداية محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية.
ووثقت رابطة أمهات المختطفين وهي جمعية لأقارب النساء المحتجز ذويهن في سجون الحوثيين أكثر من 18 ألف محتجز في السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك 1000 حالة تعذيب في شبكة سجون سرية وفقاً لصباح محمد ممثلة الرابطة في مدينة مأرب. وتقول رابطة الأمهات إن 126 سجين على الأقل ماتوا بسبب التعذيب منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014، وكشف التحقيق عن وجود 18750 مختطف ومعتقل في السجون التابعة للحوثيين كما تم رصد عدد 3188 مخفيين قسرا وتوثيق عدد 730 حالة تعذيب تعرّض لها المعتقلين داخل سجون هذه الجماعة الإرهابية.