ملوك فن «التكفيت».. «آل الحسين» 200 عام من صناعة التاريخ
الأحد، 09 ديسمبر 2018 06:00 م
فى شارع المعز تجد عبق الحضارة المصرية يتجلى فى شكل قطع نحاسية مطعمة من معدن النحاس، منقوشة برسومات من العصر الفرعونى والإسلامى والقبطى، إنه فن التكفيت، والتكفيت هو فن من فنون زخرفة المعادن اليدوية حيث يتم تطعيم معدن رخيص مثل النحاس بواسطة معدن أثمن منه مثل الفضة أو الذهب، وهو ابتكار مصرى أصيل ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى فيه فجميع مراحل تصنيع القطع النحاسية يدوية باستخدام بعض الأدوات البسيطة.
وأثناء زيارتك للمتحف المصرى بالتحرير، وقبل أن تغادره تجذبك قطع نحاسية على هيئة رسومات فرعونية داخل الباز، وترى شابا فى منتصف الثلاثينات يجلس على كرسى وبيده قطعة نحاسية، يطعمها بالفضة، وأمامه قطع كثيرة من النحاس، يدعى "عماد حسين" أحد أحفاد عائلة "آل الحسين" ملوك فن التكفيت فى القاهرة.
ويقول «عماد حسين» أنه أحد أحفاد عائلة الحسين المشهورة باحتراف فن التكفيت: «أسرتى تعمل فى مهنة فن تكفيت النحاس منذ 200 عاما ولنا ورش بدار السلام وبازارات عديدة بشارع المعز وخان الخليلى لعرض منتجتنا من التكفيت، والتكفيت بالنسبة لنا هو الحياة، حيث 15 من أفراد عائلتى يعملون بهذه المهنة تعلمنها من الأجداد والآباء، وعائلتى من أشهر وأقدم العائلات المصرية التى عملت فى فن التكفيت حى نفذ والدى باب ضريح مقبرة الأغاخان سنة1963، كما قام جدى الكبير بالمشاركة فى تكفيت المساجد الأثرية الكبرى بشارع المعز وخان الخليلى».
وتابع «عماد»: «نقوم بسبك ونصب القطع النحاسية ثم نقوم برسم نقوش عليها، وأن فن التكفيت على النحاس يتطلب جهد كبير من أجل الحفر أو النقش على النحاس، على هيئة أشكال كثيرة مثل السيوف والقطع النحاسية وكراسى العشاء وأدوات التجميل والمكاحل، ونقوم بعمل قطع مطعمة بنقوش من العصر الإسلامى والفرعونى والقبطى والإيرانى، والأجانب يقبلون على شراء القطع النحاسية المطعمة بالنقوش الفرعونية، ولكن يميل العرب والخليج إلى القطع المطعمة بنقوش الفن الإسلامى، موضحا أن القطعة التى يقوم بتطعيمها بالفضة تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين للانتهاء».
وأوضح «عماد» أن فن التكفيت فى طريقه للانقراض وأن من يعمل فى هذه المهنة يتعد على الصوابع، وأنه سمح لنا بالتنسيق مع وزارة الآثار، بعرض منتجتنا بأحد بازارات المتحف المصرى، ونقوم بعمل ورش عمل لتدريب الشباب على هذا الفن حفاظا عليه من الانقراض.