فيسبوك يشعل احتجاجات فرنسا.. حركة «السترات الصفراء» تتسلح بمواقع التواصل
الأحد، 09 ديسمبر 2018 07:00 م
وصفت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية (AFP)، موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أصبح «أرض خصبة لحركة السترات الصفراء»، مشيرة إلى أنه لعب دوراً رئيسياً في تطور الحركة، لافتا إلى تنوع المجموعات الموجودة على فيسبوك، ينطبق على خلفيات أعضائها المتنوعة مثل مطالبهم.
وبحسب الوكالة، فإن سائقي السيارات الفرنسيين الغاضبين «بنوا صفوفهم حول مجموعات على موقع فيسبوك من أجل تنظيم أول يوم لتظاهراتهم في 17 نوفمبر الماضي»، ونقلت في الوقت نفسه عن تريستان منديس فرانس، أستاذ الثقافات الرقمية في جامعة باريس ديدرو قوله إن «فيسبوك هو الفضاء المثالي لازدهار هذا النوع من التحركات غير المنظمة في بنية محددة وتدور حول نواة بدون ممثل حقيقي لها».
ونقلت الوكالة أيضا عن كلوي تيسييه التي تدير مجموعة «سائقو السيارات الغاضبون في نورماندي» على موقع التواصل الاجتماعي، التي تضم نحو خمسين ألف عضو، إن «فيسبوك يفيدنا في كل شيء من الحصول على معلومات إلى الاتفاق وتنظيم الصفوف والاجتماع».
وتضيف: «عندما نقوم بنصب حاجز وتنقصنا مواد لإضرام نار أو نحتاج إلى مواد غذائية، نضع رسالة على صفحة المجموعة على فيسبوك فيصل شخص ما بسرعة لجلب المطلوب».
وذكرت مديرة مجموعة «السترات الصفراء» النورماندية: «نحاول أن نقوم بانتقاء ما ننشره بأكبر قدر ممكن من الدقة»، إلا أن ذلك التصريح لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع مع اعترافها بوجود بين 500 وألف منشور يوميا.
وسمح فيسبوك لمحتجي «السترات الصفراء» الاتفاق على لائحة مطالب، بعدما شكلت استطلاعات الرأي التي يؤمنها فيسبوك أحدى أدواتهم المفضلة.
وبحسب تقرير الوكالة الفرنسية، فإن «تيسييه» تشير إلى أن الشبكة الاجتماعية واسعة جدا وهي الأولى في فرنسا و«تضم الكثير من المسنين». ويشكل المتقاعدون جزءا مهما من حركة الاحتجاج بسبب شعورهم بالاستياء من زيادة الضرائب المفروضة عليهم.
وقال أوليفييه ارتشيد الأستاذ الباحث في علوم المعلومات في جامعة نانت: «لو لم يكن فيسبوك موجودا لما بلغ هذا الاستياء الاجتماعي هذا الحجم من حيث الشكل».
في غضون لك، قال خبراء تقنيون، إن تغيير الخوارزميات الذي قرره مارك زاكربرج في بداية السنة لعب دورا كبيرا في انتعاش حركة الاحتجاج. فهذه الحركة تقلص إمكانية رؤية الصفحات أي المضامين التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية، وترجح كفة ما تنشره المجموعات والأشخاص والأخبار المحلية.
وأضاف ارتشيد: «المشاعر المرتبطة بالغضب هي الأكثر انتشارا على المنصة».
لكن منديس فرانس، رأى أن أعضاء المجموعات على فيسبوك يبدون حذرا أقل حيال المعلومات التي ينشرها الأعضاء الآخرون عن تلك التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية. وفي وصفها لنفسها كتبت مجموعة «مواطنون غاضبون»، التي تضم 16 ألف عضو أن «السياسة كاذبة ووسائل الإعلام كاذبة».