شاهد على التاريخ.. «الألفي» أقدم الشوارع المصرية
الأحد، 09 ديسمبر 2018 06:00 صزينب وهبة - تصوير: أسامة طلعت
- كان قصر «شبرد» الذى هدم وبنى مكانه المبنى الجديد للبنك المركزى المصرى والمبانى الحديثة المجاورة له جنوباً
- عاصره «الريحانى» بأعماله المسرحية وغنت فيه «أم كلثوم» وعبدالناصر وضع حجر أساس «التأمينات الاجتماعية»
يعود تاريخ شارع الألفى فى وسط البلد إلى عهد الخديو توفيق، والذى سماه فى بداياته بشارع التوفيقية حتى عام 1906، واستبدل الاسم بشارع محمد بك الألفى، وهو الأمير المملوكى الذى عاصر الحملة الفرنسية على مصر حيث سمى الشارع بالقصر الذى كان يعيش به.
يضم شارع الألفى العديد من المنشآت التاريخية، منها ما زال موجودا حتى الآن ومنها ما هدم، وتعد «سراى الأزبكية» من المعالم التاريخية فى شارع الألفى وكان لها استخدامات متعددة على مر السنين، وكانت تسكنها زينب هانم الابنة الصغرى لمحمد على باشا الكبير، وتم إطلاق أكثر من اسم عليها حيث عرفت السراى أيضاً باسم زوج زينب هانم وهو كامل باشا.
وتوجد سينما «ديانا بالاس»، والتى تم افتتاحها فى عام 1931 وتطل على شارع بستان الدكة، كما كان يوجد مسرح «برنتانيا» أكبر مسرح فى القاهرة حيث كان بداية مشوار الفنان نجيب الريحانى إلا أنه هدم وبنى مكانه سينما «كايرو» وأسفله مطعم الألفى السياحى.
ويعد مسرح وكازينو وسينما «أبيه دى روز» من المسارح الهامة، والتى كانت نقطة تحول فى حياة الفنان نجيب الريحانى حيث أصبح مشهورا بعد مسرحيته كشكش بيه فى عام 1916، إلا أن المسرح هدم وبنى مكانه حالياً العمارة رقم 3 ميدان عرابى.
وعلى الجانب الشمالى من شارع الألفى كان قصر «شبرد» الذى هدم وبنى مكانه المبنى الجديد للبنك المركزى المصرى والمبانى الحديثة المجاورة له جنوباً.
أما سينما حديقة «ركس»، فقد حل مكانها الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، والتى وضع حجر أساسها الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر فى عام 1959 وسينما «سان جيمس»، وبنى مكانها عمارة الثورة، أما مسرح «الكورسال القديم» الذى أنشأه المسيو دلبانى فى 1913، وقدم نجيب الريحانى علية أعمال مسرحية عام 1931 و1932، كما غنت عليه سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وهدم وبنى مكانه عمارة ضخمة، ويوجد أسفلها محل شركة الأزياء الحديثة « عدس» فى نفس مكان المسرح.
وأكد محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى، أن تطوير شارع الألفى هو ضمن منظومة تطوير محاور وممرات وسط البلد، والتى بدأت منذ حوالى عامين وشملت مجموعة من الشوارع والممرات منها الألفى وسراى الأزبكية، وممر بهلر، وكان آخر تطوير شارع البورصة والشريفين.
وأشار أبو سعدة إلى أن التطوير يشمل العقارات المسجلة وغير المسجلة، وكذلك الفراغ نفسه معماريا من حيث إعادة تنظيم اللافتات وامتدادات المحلات وتوحيد الشماسى وأماكن الجلوس وتوحيد ألوان اللافتات.
وأضاف أبو سعدة، أن أفضل تجربة نجحت فى الألفى هى فكرة اتحاد الشاغلين التى قامت بها محافظة القاهرة، وهذه أول مرة يتواجد اتحاد شاغلين لشارع يكون مسئولا عن نظافته وصيانته، مؤكدا أنه يعتبرها من التجارب الناجحة جداً ويأمل أن تعممها محافظة القاهرة على باقى المحاور والشوارع المهمة فى وسط البلد.
وأوضح أن مشروع «القاهرة الخديوية» على رأس أولويات جهاز التنسيق الحضارى بالتعاون مع محافظة القاهرة التى تعتبر المطور الحقيقى للبلد من خلال الحملات التى تتم من خلال إزالة المخلفات، وعودة الرونق للمبانى الموجودة حيث تم الانتهاء من تطوير شارع قصر النيل وعبدالخالق ثروت وسراى الأزبكية والألفى والبورصة وكل هذه شوارع تم تطويرها حيث تم ترميم 217 عمارة إلى الآن مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد إنجازا أكبر لمجموعة أكبر من التى تم تنفيذها.
وأكد أبو سعدة أن دور جهاز التنسيق الحضارى وضع الرسومات والتصميمات والرؤية العامة والإشراف على التنفيذ أما التعاقد مع شركات المقاولات التى تنفذ يكون من خلال محافظة القاهرة، موضحا أن أعمال تطوير شارع الألفى تمت فى الميدان الخاص به من عند آخر ساعة والممشى، كما تم إعادة هيكلة المبانى وتنظيم الواجهات وتوحيد لونها إلى أصلها والتى أنشئت به مع عمل ممشى وأماكن جلوس وتشجير للمكان