رئيس هيئة السكك الحديدية: «النقاط السوداء» وراء ارتفاع عدد ضحايا حوادث القطارات (حوار)

السبت، 08 ديسمبر 2018 04:00 م
رئيس هيئة السكك الحديدية: «النقاط السوداء» وراء ارتفاع عدد ضحايا حوادث القطارات (حوار)
اشرف رسلان
كتب- مصطفى مكي

نسعى بكل الطرق لتطوير قطارات السكك الحديدية، وتقليل الحوادث.. بهذه الكلمات بدأ أشرف رسلان، رئيس هيئة السكك الحديدية، حديثه، مؤكدا أن هناك نجاحات كبيرة تحققت بالفعل، منها إعادة تجهيز 139 محطة، وشراء 100 جراء جديد، وإعادة عدد كبير من القطارات الموقوفة للعمل بعد إصلاحها، مشيرا إلى أن هناك خطة طموحة، يتم تنفيذها على مراحل لتحقيق الأمان التام للمواطن.

فى البداية ما هى الإجراءات الرادعة التى قامت الهيئة باتخاذها للحد من الحوادث؟ 
 
- تقوم هيئة السكك الحديدية بتنفيذ اللوائح والقوانين، التى نعتبرها من وجهة نظرنا كإدارة للهيئة ليست برادع، بل نعتبرها انضباطا فى تأدية المهام، وهذا ما تلتزم به جميع عناصر الهيئة وعامليها، وعندما يلتزم كل منا فى عمله، تجد مردود ذلك بالإيجاب، فهناك لوائح وقوانين خاصة بـ «السلامة والأمن»، نقوم بتطبيقها بدقة وتفانٍ، كما أن هناك ما يسمى بـ «بطاقات وصف»، إذ أن العامل بالسكك الحديدية، يؤدى وظيفة ما، وهناك «بطاقة وصف»، تقوم باستخراجها الموارد البشرية للعامل، ويتم اعتمادها من جهة التنظيم والإدارة بالهيئة، وهى البطاقة التى تحمل مؤهلاته، وطبيعة وظيفته، والواجبات الوظيفية المكلف بها، وفى هذا الصدد، يؤدى عمال التشغيل أعمالهم، طبقا للمهمة المنوط بها بالبطاقة، وهذا أساس العمل بمنظومة السكك الحديدية، وما نسعى نحن بتفعيله.
 
 لوحظ فى الفترة الماضية أن معظم حوادث السكك الحديدية تأتى بسبب عناصر خارج المنظومة، ما هو تفسير ذلك؟
 
- لدينا فى السكك الحديدية المعابر القانونية، وهى «المزلقانات»، التى وصلت إلى 1332 مزلقانا على مستوى الجمهورية، ونعمل على تطوير نظم التحكم عن طريق البوابات الأوتوماتيكية أو من خلال أنظمة التحكم باللوحات، التى يقوم بتشغيلها عامل المزلقان، كما نعمل على محور التطوير المدنى عن طريق عمل حوائط دخول وخروج، ومثلثات رؤية، ومطبات، وإعادة تهيئة غرف عمال المزلقانات، وكذلك رصف الطرق المؤدية للمزلقانات، وهذا التطوير بدوره يقلل من عوامل الخطورة، ويزيد من عوامل الأمان، حيث ظهر منذ ثورة 2011 المبانى غير الشرعية والعشوائيات على جانبى السكك الحديدية، وهذا ما نسميه بـ «النقاط السوداء» التى تؤدى إلى اصطدام المركبات والمواطنين بالقطارات، وبالتالى ارتفاع عدد الضحايا، وهنا يأتى دور الهيئة بغلق تلك المعابر بإبلاغ عمال الهيئة بمختلف المحافظات وبالتنسيق مع كل من شرطة السكة الحديد والشرطة المحلية.

ماذا عن الإجراءات التى تتخذها الهيئة لردع التعدى على الأراضى التابعة لها؟
 
- هناك شركة خاصة باستثمار الأراضى التابعة للسكة الحديد «MOT»، ومراجعة التعديات على الأراضى، وهناك قرار أخير صادر من مجلس الوزراء بشأن التعديات على أراضى السكة الحديد، والذى يعطى الأولوية للمحافظين بإزالة التعديات على تلك الأراضى بالتعاون مع الشرطة المحلية، وشرطة السكة الحديد.

 تحدثنا عن وسائل الأمان لمنع الحوادث.. لكن ماذا عن زيادة أسعار التذاكر فى الفترة القادمة؟
 
- لا توجد نية لزيادة الأسعار فى الوقت الحالى، فعلى الرغم من زيادة أسعار المواد البترولية، فإن أسعار قطارات السكك الحديدية ثابتة، ونتج عن ذلك ترك المواطنين لوسائل المواصلات العادية لاستقلال القطارات، وهو ما أحدث تكدسا بها، لأن خطوط السكك الحديدية لها طاقة استيعابية، وهناك بعض الخطوط التى مازالت على الطراز القديم، وبالتالى فإن قدرتها الاستيعابية لا تزال ضعيفة، فضلاً عن الموسم الدراسى الذى أحدث حركة نقل غير طبيعية للطلاب والموظفين باستخدام القطارات، حيث قمنا بإعادة القطارات على الخطوط، التى تم إيقافها، والتى وصل عددها لـ 45 قطارا منذ الأول من سبتمبر الماضى، وتم تشغيل قطارات مميزة لكل من خط «منوف- الشرق» و «المناشى»، حتى يشعر المواطن بتغير وتحسن الخدمة المقدمة له، حيث يستقل القطار المميز بنفس سعره القديم دون أى زيادة، مشيرا إلى أن قرار زيادة أسعار التذاكر، يصدر من قبل مجلس الوزراء وليس الهيئة.

 هل انتهت الهيئة من تطوير محطات كل من وجهى قبلى وبحرى؟
 
- بدأنا بمرحلة تطوير 139 محطة، تتضمن إعادة إنشاء كامل لبعض المحطات، فضلاً عن وجود خطة شاملة من قبل الإدارة المركزية للمنشآت، وقد أنجزنا 90 % تقريبا من هذه المرحلة بتكلفة مليار جنيه، أما بالنسبة للمرحلة الحالية، فنقوم بتطوير أرصفة المحطات فى الخطوط التى تعمل بالكهرباء، مثل خط «ميناء بورسعيد»، و«بنى سويف - أسيوط»، و «أسيوط- نجع حمادى»، وكذلك تطوير المحطات الصغيرة من خلال عمل أرصفة وشباك تذاكر واستراحة ودورة مياه، كما تم ترحيل 5 محطات فى كل من خطوط «منوف- كفر الزيات»، و«طنطا- منوف»، و«منوف- بنها»، وسيتم الانتهاء بحلول 2020 من عمل نظم إشارات ووحدات متحركة وتطوير المحطات.

 ماذا عن التعاقدات المستقبلية الخاصة بالجرارات؟
 
- تعاقدنا بالفعل مع شركة «General Electric»، بشأن شراء 100 جرار، وإعادة تأهيل 81 جرارا، كما وقعنا عقد صيانة لمدة 15عاما، وجارٍ التعاقد مع شركة «تالجو» الأسبانية على 6 قطارات أخرى، فضلاً عن قرض البنك الأوروبى للإعمار والتنمية بقيمة 290 مليون يورو، وذلك للتعاقد على 100 جرار.

 هل هناك نية لعودة القطارات الملكية القديمة مرة أخرى، خاصة أن مصر الأولى فى الشرق الأوسط فى إنشاء السكك الحديدية؟
 
- مازلنا نحتفظ بعربات النوم ذات الطراز الألمانى، التى تعمل بالفعل حتى الآن، أما العربات الملكية القديمة، فلا يمكن تشغيلها لانتهاء عمرها الافتراضى، وذلك حفاظًا على سلامة وأمن المواطنين، ولكننا نحتفظ بتلك العربات بالورش ومتحف السكة الحديد.

 ماذا عن الأفكار التى عُرضت من خلال مشاركة الهيئة فى مؤتمر «Cairo ICT»؟
 
- تعتبر مشاركة وزارة النقل وبالتبعية هيئة السكك الحديدية فى هذا المؤتمر الأولى فى تاريخها، حيث تم عرض المشروعات التى تقوم بها الهيئة، بالإضافة إلى عناصر تدريب العنصر البشرى التى عُرضت من خلال نظام محاكاة الواقع «سيميلاتور»، وقد زار الرئيس عبدالفتاح السيسى، جناح وزارة النقل بالمعرض، وشاهد العرض «السيميلاتور».

 كيف تستعد السكة الحديد لطقس فصل الشتاء، وكذلك لرحلات الشباب والرياضة؟
 
- تتخذ الهيئة إجراءات بالنسبة للخطوط التى تعمل بالكهرباء عند هطول الأمطار من حيث تهوية السكة وإزالة الأتربة، وكذلك إطلاق التعليمات لسائقى القطارات لاتخاذ الحيطة والحذر عند التعامل مع متغيرات الطقس، كما أن هناك قطارا أسبوعيا لطلبة الجامعات تابعا لمبادرة وزارة الشباب والرياضة «اعرف بلدك»، علاوة على وجود قطار أسبوعى آخر، يتوجه لأسوان يوم الجمعة، ويعود الخميس، وقد بدأت تلك الرحلات منذ شهر أكتوبر، وستستمر حتى شهر أبريل.

 ما المشكلات التى يمكن أن تواجه هيئة السكك الحديدية؟
 
- تواجه الهيئة مشكلات بسبب تقادم الأسطول، وكذلك المشكلات المتعلقة بسلوكيات المواطنين الخاطئة من حيث التزاحم بعد تحرك القطارات، والتدافع عن ركوب القطار والنزول منه، وهو ما يدعونا لمناشدة المواطنين بالالتزام بسلوكيات ركوب القطارات، والحفاظ على مهمات القطارات من حيث الإنارة والسباكة والنظافة، وكذلك الالتزام بالمرور عبر المزلقانات الشرعية، والعدول عن الطرق غير الشرعية التى تؤدى إلى خسائر بشرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق