اعتدى طيران "التحالف الأمريكي" بغارات عدة على مدينة هجين جنوب شرق دير الزور بنحو 110 كم ما تسبب بتدمير مشفى المدينة بالكامل ووقوع مجزرة جديدة استشهد إثرها 8 مدنيين على الأقل ووقوع دمار كبير فى المنازل السكنية وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
وقالت مصادر أهلية لـ"سانا" أن "طائرات تابعة للتحالف الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابى اعتدت بصواريخ عدة على منازل سكنية فى مدينة هجين صباح اليوم ما أسفر عن ارتقاء 8 شهداء من عائلة واحدة ووقوع عدد من الجرحى” مشيرة إلى أن من بين الشهداء 3 نساء وطفلتين.
ولفتت المصادر فى وقت لاحق إلى أن "اعتداء طيران التحالف الأمريكي استهدف مشفى هجين بريف دير الزور الجنوبى الشرقى ما تسبب بتدمير المشفى بشكل كامل".
يأتى ذلك في وقت تشهد فيها سوريا الكثير من الانتصارات والتقدمات التي يحرزها الجيش السوري مقابل خسائر تجنيها التنظيمات المتطرفة والمشددة خاصة في الشمال، بدأت تظهر خطط عدائية لمواجهة هذا التقدم أو إحداث توازن على المستوى العسكري على الأرض، وذلك عبر إنشاء كيانات موازية على الأراضي السورية.
وعلقت الرئاسة الروسية على هذه الخطط، مؤكدة عبر المتحدث باسمها دميتري بيسكوف أن موسكو تدين الخطوات التي من ِشأنها أن تؤدي إلى ظهور كيانات موازية في سوريا وذلك لعدم زعزعة استقرار المنطقة.
وقال بيسكوف - خلال لقائه مع طلبة معهد موسكو للعلاقات الدولية وفقا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية - نحن لا نؤيد على الإطلاق الخطوات التى من شأنها أن تؤدى إلى إنشاء كيانات موازية على أراضى سوريا، لأنه من شأنها أن تؤدى إلى انتهاك وحدة أراضى سوريا، مضيفًا أن مثل هذه الأعمال ستؤدى إلى زعزعة شاملة للاستقرار فى المنطقة.
وبشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح فى إدلب، قال بيسكوف إن الأمور تسير بصعوبة أكبر مما كان متوقعا، فيما أعربت موسكو عن قلقها أكثر من مرة إزاء الحضور الأمريكى بشمال سوريا، متهمة واشنطن بإنشاء "أجهزة سلطة موازية" فى المنطقة.
في سياق آخر، كشفت اتهامات روسيا لتركيا بعدم الالتزام بالاتفاقيات التى تمت توقعيها بين الجانبين عن وجود خلاف بين موسكو وانقرة في الملف السوري ، حيث كانت آخر هذه الاتفاقيات الفاشلة، اتفاق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى سوتشى، والمعروف بـ"اتفاق إدلب"، والذى ينص على تفكيك الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة، ونزع أسلحتها، مقابل عدم قيام الجيش السورى وحلفائه الروس بأى هجوم على المنطقة التى تتواجد بها تلك الفصائل، إلا أن تلك الاتفاقيات لا تؤدي إلى الثقة الكاملة بين الجانبين.
جاء اتهام الرئيس الروسي فلادمين بوتين لتركيا مؤخرًا بالفشل في حل أزمة إدلب السورية ليكون نقطة فارقة ليس فقط فى مستقبل الدور التركى فى سوريا، وإنما أيضا في العلاقات التركية الروسية فى المرحلة المقبلة، الأمر الذي يكشف عدم الثقة في أنقرة كحليف مهم لروسيا في الملف السوري رغم توقيع العديد من الاتفاقيات بشأنه بين الدول الضامنة.
وقال بوتين بحسب ما نقلته روسيا اليوم إن تركيا لم تنجح فى حل أزمة إدلب السورية، معربا عن قلق موسكو من الوضع فى إدلب، التى تسيطر عليها عناصر من المعارضة السورية، معربًا رغم اتهام تركيا بالفشل عن تفاؤله بشأن نجاح الجهود التى تبذلها الدول الضامنة لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية.