داعش ما زال باقيا.. التنظيم يحاول إثبات وجوده في دول المنشأ بما يصب في صالح أمريكا
السبت، 08 ديسمبر 2018 11:00 ص
نفذ تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا عمليات اختطاف لمدنيين من بينهم أطفال، كذلك عمليات قتل وتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق وسوريا، في محاولة لإثبات الوجود والبقاء على الساحة.
صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية قالت إن التنظيم الإرهابي يقاتل بضراوة فى سوريا مع عودة الجماعة المتطرفة إلى جذورها فى العمل المتمرد بعد أن تم طردها من أغلب المناطق التى كانت تسيطر عليها من قبل، مستندةى إلى تقرير صدر عن البنتاجون.
تقرير وزارة الدفاع الأمريكية إن تنظيم داعش السرى الفعلى بدأ يترسخ بعد أربع سنوات من سيطرة الجماعة على أراضى فى سوريا وحوالى ثلث العراق وإعلان دولة الخلافة المزعومة، حيث يشتبه أن قنبلة لداعش قتلت على الأقل ثلاثة من أطفال المدارس فى الموصل الشهر الماضى، بينما أسفر تفجير سيارة عن مقتل خمس أشخاص على الأقل فى تكريت فى منتصف نوفمبر.
وبحسب التقرير تضاعفت الهجمات على محافظة كركوك الغنية فى هذا العام مقارنة بما كانت عليه العام الماضى، وفقا للمركز الدولى للدراسات الاستراتيجية والدولية.
تضيف الصحيفة أنه برغم طرد داعش من المناطق التى سيطر عليها فى العراق من قبل الجيش المدعوم من التحالف الدولي إلى جانب القوات الكردية والميليشيات الشيعية، إلا أن عودة ظهور التنظيم كقوة عصابات يشير إلى التهديد المستمر الذى تفرضه جماعة كانت مصدر إلهام هجمات إرهابية دموية فى أوروبا وصدمت العالم بمذابح وعمليات إعدام فى العراق وسوريا إلى جانب الاستبعاد الجنسى للنساء بشكل منظم.
كينو جابريل، المتحدث باسم القوات الديمقراطية السورية، المدعومة أمريكا قال إن التنظيم يستفيد من عدم الاستقرار السياسة المستمر فى سوريا والعراق، مضيفًا أن تقديراتهم لقوة داعش كانت خاطئة، وقد أدركوا أن هناك مقاتلين لداعش أكثر مما كانوا يعتقدون.
وتذهب فاينانشيال تايمز إلى القول بأن إحياء داعش يطيل أمد وجود القوات الأمريكية فى سوريا، حيث يتمركز نحو ألفين جندى. وكان مسئولو إدارة ترامب قد تعهدوا مرارا فى الآونة الأخيرة بأن يظل الجنود الامريكيون فى البلاد حتى الهزيمة الدائمة لداعش وخروج القوات الإيرانية ووكلاء طهران.
وأوضحت الصحيفة أن عودة داعش مرة أخرى تشير إلى أن الهيكل التنظيمى للجماعة الذى ساعد فى نموها لم يتم القضاء عليه. وتتابع الصحيفة البريطانية: إنه على الرغم من أن داعش قد خسر الكثير من حقول النفط فى سوريا والعراق والتى ساعدته فى أن يصبح الجماعة الإرهابية الأكثر ثراء فى العالم، فإن المحللين يقولون إنه لا يزال لديه تمويلا جيدا، ويكسب عائدات من الابتزاز من الشركات ومن بينها المتاجرين فى السيارات وحتى التجارة فى العملة.
وفى العراق، يمتلك داعش إمكانية تقويض جهود الحكومة الجديدة لتعيز التحسينات فى الأمن وتحقيق التنمية الاقتصادية المطلوة بشدة، لاسيما فى المناطق ذات الأغلبية السنية التى دمرت بسبب المعرة ضد داعش.
ويقارن هشام الهاشمى، مستشار الحكومة العراقية موقف داعش بموقف قوات القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وحصارها فى منطقة تورا بورا فى العراق وداخل كهوف الجبال والمناطق الصحراوية، لكنهم قادرين على شن هجمات على غرار العصابات.
وتراجع عدد المدنيين القتلى فى المعركة ضد داعش. وسجلت الأمم المتحدة مقتل 41 شخصا فى نوفمبر، وهو أقل عدد منذ بداية حصر البيانات فى نوفمبر 2012. إلا أن مايكل نايت، الباحث فى معهد واشنطن يقول إن البحث يظهر نمطا من استهداف داعش لقادة الجماعات المحلية، وهو ما يؤثر على كل شخص فى القرية، فهم يعرفون أن داعش بإمكانه أن يدخلوا إلى قريتهم ويقتلون الشخص الأكثر أهمية فيها ويغادرون.