لكل شاب وفتاة.. كيف تتصدى لأزمة زيادة معدلات انهيار الأسرة؟
الجمعة، 07 ديسمبر 2018 08:00 ص
في الحقيقة هناك علاقة تكاملية بنائية بين الرجل والمرأة حيث يسد كل واحد منهما نقص الآخر في بناء المجتمع المسلم، وفكرة الصراع بين الرجل والمرأة انتهت بتسلط الرجل على المرأة كما في بعض المجتمعات العربية، أو بتمرد المرأة وخروجها عن سجيتها وطبيعتها التي خلقت من أجلها كما في مجتمعات أخرى.
فى التقرير التالي تحاول «صوت الأمة» رصد تلك العلاقة بين الرجل والمرأة التي من خلالها يستطيعان معاَ مواجهة صعاب الحياة، فضلاَ عن التصدى للعوامل التي تتسبب في فشل إقامة الأسرة بسبب عدم التفاهم بين الطرفين أو نتيجة تغيير طبائعهما بعد الزواج، وذلك وفقاَ للخبير القانوني وعضو لجنة المرأة السابق بنقابة المحامين، هيام محمد.
تقول هيام: المرأة في الحقيقة هي بداية الحياة.. هي الأم والأخت والابنه والحبيبة.. هي أصل الحياة منها تبدأ وعندها تنتهي، كما أن الرجل هو بداية الحياة هو الأب والأخ والابن والحبيب هو أصل الحياة منه تبدأ وعنده تنتهي، فقد خلق الله الرجل ليعطينا الإشارة أنه هو قوام الدنيا وخلق الأنثى من ضلعه الإيسر وتحديدا الأيسر، ولم يكن ذلك اعتباطا أو اختيارا عشوائيا، وإنما لحكمة من الله ورسالة للبشرية، وهي أن المرأة يجب أن تكون بجوار قلب الرجل وفي عطفه لا أن تكون فوق رقبته ولا أن يكون فوق رقبتها، وأكبر دامغ لذلك قول رسولنا الكريم: «رفقا بالقوارير» عليه أفضل الصلاة.
وتضيف: فالرسول عليه السلام شبهه المرأة بالقارورة لحساسية المرأة و ضعفها المتأصل فيها، فالأصل في المرأة الضعف والحنان، ولكن بما يطرأ على المجتمع من جحود و تغيرات في أخلاق الناس وفي صعوبة الحياة كل ذلك فرض على المرأة أن تتطبع بسلوكيات لا تولد فيها، وإنما تكتسبها من ضغوط الحياة.
«أما الرجل، فأيضا بكثرة ضغوط الحياة يزداد صلابة وجمود في التصرفات والمشاعر، وأول من تعاني من ذلك الجمود هي المرأة و بالأخص الزوجة، فهي من تقابل زوجها وهي من تتقابل بكل ما يعانيه الزوج من ضغوط للحياة في الخارج ليأتي إليها بعد شقاء اليوم، ليفرغ فيها كل شحنته التي تشبع بها طول اليوم، وفي نفس الوقت المرأة تعاني من ضغوط كثيرة في الحياة، فهي تعاني من ضغوط الأولاد والبيت و ضرورة توفير الحياة المستقرة الآمنه لبيتها وأولادها، وتعاني من ضغوط عملها ومتطلباته وتعاني من ضغوط زوجها و متطلباته».. تضيف الخبير القانوني.
وتتابع: «كل هذا في الوقت الذي لا يتحمل فيه كل منهما ضغط الآخر فيحدث الصدام المحتوم، ويبدأ كل طرف في استعراض قوته على الآخر، وقد يتحول الأمر إلى ضرب الرجل لزوجته أمام الأطفال، ويتحول الأمر من الزوجة إلى التطاول أو إلى أن تضطر إلى السكوت خوفا على الأطفال، وكل ما يحدث يحدث أمام الأطفال، وهنا تأتينا الكارثة الكبرى فبدل أن ننشئ نشأ محطم النفسية.
وتكمل: «فلو كانت (فتاة) ترى والدها يقوم بضرب والدتها، وترى أمها قدوتها في الحياة تتحمل الإهانة وتتغاضى عنها ستخرج للحياة ضعيفة الشخصية ناقمة على كل رجل وفي داخلها، حيث يتولد إحساس بالقهر داخلها قد يجعلها أداة في يد حقدها وغلها وقد يتطور بها الأمر لإحداث جرائم كثيرة، كان تقوم بقتل زوجها عند أول صدام بينهما كما نسمع ونقرأ في صفحات الجرائد ووسائل الإعلام بشكل يومي تقريباَ».
وتضيف الخبير القانوني، أنه إذا كان الطفل ولد ويرى والده يفعل بأمه ما يفعل ويرى والدته في خنوعها وخضوعها، سيخرج للحياة مترسخة لديه فكرة «السيد» و «الجارية» و لن يعرف عن القوارير سوى اسمها، وبمرور الحياة واستمرارها وبتحطم نفسية النشئ يتولد لدينا جيل لا يعرف كيف يبني أسرة، وأمام أول مشكلة بينهما تنهار تلك الأسرة ويتحطم نشئ آخر ويتحطم جيل جديد، وبانهيار الأجيال تنهار الأمم، لذلك يجب على كل رجل وكل امرأة قبل اتخاذ قرار الزواج أن يعرف كلا منهما ما هي احتياج كل منهما من الآخر، وما هو المقابل المنتظر من كل طرف للآخر، وهل سيستطيع أن يوفي كل منهما التزامه تجاه الآخر أم لا.
ووفقا لـ «هيام محمد»، يجب أن يكونا صادقين مع أنفسهما، فاذا شعرا أنهما لن يستطيعا أن يتوافقا معا عليهما صرف النظر عن فكرة زواجهما حتى لا ينتج عن هذا الزواج أطفال كل جريمتهم فى الحياة هى أنهما يأتيان من رجل وامرأة غير أمينان مع أنفسهما، ومن ناحيه أخرى فإن هناك رجال لا يعرفون عن الزواج سوى أنه علاقة جنسية في إطار الحلال، ويبدأ حياته مع زوجته كل ما يشغل باله هو النهل منها جنسيا قدر إمكانه ويستمر الوضع لا يشغل باله سوى متع الحياة والتمتع بزوجته إلى أن يمن الله عليه بالذرية.
وتضيف: «وفي تلك الأثناء، يصطدم بواقع الحياة والتزاماتها، فتظهر شخصيته الأنانية، التي لا تريد إلا أن تحيا وحدها فيبدأ بالضغط على زوجته حتى تنهار، وتطلب منه الطلاق، فيبدأ في ممارسة الضغط الزائد بتنازلها عن حقوقها و أولادها مقابل أن تنال حريتها وهنا تتغلب عليها عاطفة الأمومة، فتضطر أن ترضي على نفسها أن تحيا جسد بلا روح حفاظا على أولادها، وقد تجيا حتى ينفرط عقد صبرها وتحملها ويكون الجزاء هو قتل الزوج وحبس الأم وتشرد الأطفال».
وتكمل: «ويواجهنا نوعا أخر من النساء تأبى على نفسها الإنصياع لعاطفتها ويتجلد قلبها وتلقى بأطفالها إلى والدهم وتنأى بنفسها منه لتبدأ حياة جديدة مع زوج آخر ويتزوج الزوج من أخرى، ويكون الضحيهة الأطفال الذين هم عماد حياة الرجل والمراة، بداية الحياة و نهايتها والأطفال هم عمادها، فإذا لم نستطيع تكوين حياة مستقرة وأطفال أسوياء فلا داعي منها فبالحياة السوية تنهض الأمم نهضة سليمه، و بالحياة مزعزة الآواصر تنشأ أمم خاوية ممزقة».