لماذا يستمر أردوغان في الترويج لقضية خاشقجي؟.. سياسي سعودي يفسر موقف ديكتاتور تركيا
الخميس، 06 ديسمبر 2018 02:00 م
يتضح خلال الأيام القليلة الماضية عودة الترويج التركي لحادث مقتل الإعلامي والمواطن السعودي، جمال خاشقجي ومحاولة الدفع به مجددًا إلى الساحة ليكون حاضرًا مرة أخرى أمام الرأي العام.
ربما تمثل قضية «خاشقجي» الأمل الوحيد بالنسبة لحلف الشرّ القطري التركي الإيراني في محاولاتها لكسب حلفاء جدد وعلاقات أقوى مع دول عظمى بعد أن أصبحت تلك الدول ذات صورة سيئة أمام المجتمع الدولي إثر فضح ممارساتهم ودعمهم للإرهاب والتطرف حول العالم. فيما أعلنت المملكة العربية السعودية بشفافية عن ملابسات الحادث معترفة بما ارتكبته بعض الشخصيات السعودية المسؤولية من خطأ فادح، معلنة محاسباتهم وإتخاذ العدالة لمجراها.
ولكن يبدو أنه بعد نجاح جولة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى عدد من الدول العربية خلال الآونة الأخيرة، وترحيب قادة العالم به خلال فعاليات قمة العشرين التي شهدتها الأرجنتين مطلع الأسبوع الجاري؛ قررت «تركيا أردوغان» في إعادة صفحة «خاشقجي» مرة أخرى إلى الواجهة.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أن قضية جمال خاشقجي كانت حاضرة في كلمته بقمة العشرين، وأنه كشف لوسائل الإعلام العالمية التي كانت هناك لتغطية القمة عن مزيد من المعلومات حول ذلك الحادث. كما أعلنت وسائل إعلام تركية الخميس عن تصريحات لمدعي عام إسطنبول ذكر فيها أن طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق المستشار السعودي السابق، سعود القحطاني، ورئيس الإستخبارات السعودية السابق، أحمد عسيري بعد ان تم اتهامهما بالتخطيط لقتل «خاشقجي، لافتًا إلى رغبة تركية في الكشف عن هوية المتعاون المحلي المتورط في الحادث وتحدثت عنه التحقيقات السعودية.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو أن «التحقيقات حول حادث جمال خاشقجي يجب أن تتم وفق معاهدة فيينا من خلال الإجراءات والقوانين الدولية»، مُلمحًا بإستعداد تركيا إلى تدويل القضية.
المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي أوضح خلال تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» الأسباب التي تقف خلف استمرار تركيا في محاولاتها بالتصعيد ، قائلًا: «لم تنفك تركيا عن انتهاج سياسة انتهازية متكشفة ضد المملكة العربية السعودية منذ بداية حادثة خاشقجي وحتى الآن وهي تواصل ضخّ محتوى إعلامي عدائي مُضلل يخدم توجهاتها التي تحاول من خلالها تلطيخ سمعة المملكة».
وأضاف «عادت تركيا لإثارة القضية بعد عودة أردوغان من الأرجنتين ونجاح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خطف الأضواء السياسية والإعلامية وتمكنه من عقد 18 لقاء مع كبار قادة العالم في مجموعة العشرين، وعقد مباحثات معمقة معهم تناولت العلاقات السياسية والاقتصادية والقضايا الدولية في الوقت الذي كان فيه أردوغان أشبه بالمعزول سياسيًا، محاولًا في مؤتمره الصحفي الذي عُقد في الأرجنتين إثارة القضية لكنه أخفق في مساعيه».
وتابع «آل عاتي» بأن «تركيا تريد توظيف هذه القضية سياسيًا في إطار الابتزاز السياسي للهرب من قضاياها الاقتصادية التي تهدد عملتها؛ بل واقتصادها بالكامل مع تزايد هروب رؤوس الأموال الأجنبية من السوق التركية التي لم تعد تتمتع بأي أمان اقتصادي».
وزير المالية التركي
في السياق ذاته نشرت صحيفة «أحوال» التركية تقريرًا بعنوان «التلهي بقضية خاشقجي وسيلة أردوغان للتهرب من أزماته الاقتصادية»، يؤكد على أن قضية جمال خاشقجي أحد الوسائل التي يحاول بها النظام التركي إلهاء شعبه عن المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الداخل التركي. كما أنها أسلوب لإبتزاز المملكة العربية السعودية، والتي أعلنت عن المتورطين في الحادث بكل وضوح، وقال: «الحكومة التركية لاتزال تمضي في محاولتها ابتزاز المملكة واستغلال الحادث إعلاميًا ودعائيًا لصالحها، وجعله قضيتها، بحيث لا تترك أي مجال للحديث عن المآسي التي يعيشها الأتراك في ظل اقتصاد منهار». كما لفت التقرير إلى اختفاء وزير المالية التركي، بيرات البيرق عن الظهور الإعلامي، مكتفيًا بالتغريد عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، حيث أن ظهوره ربما يُذكر الأتراك بمعاناتهم الاقتصادية وعملتهم الوطنية المنهارة (الليرة)، وقال: «لذلك غاب وأفسح المجال لجوقة الإلهاء والتعتيم كي تمارس دورها في توجيه الأنظار بعيدًا عن محنة الاقتصاد».