الحوثي يتلاعب بـ«جريفيث» في مشاورات السويد ويضع عراقيل جديدة.. والتحالف العربي يعلق
الأحد، 02 ديسمبر 2018 11:00 ص
في الوقت الذي تتهيأ فيه السويد لعقد مشاورات السلام بين تحالف دعم الشرعية وحركة الحوثي الإرهابية، بدى الحوثي مُتناقضًا بين تصريحاته وأفعاله، وكأنه يصنع لعبة للخروج من المأزق، فالزعيم الإرهابي بعدما أكد مشاركته في مشاورات السلام التي يتم اجراؤها خلال هذه الأيام. يضع العراقيل من جديد في طريق المفاوضات اليمينة.
كيف وضعت الحركة عراقيل جديدة في طريق المشاورات؟
تحدّث محمد عبدالسلام، الناطق باسم الجماعة الحوثية ورئيس وفدها التفاوضي، من جديد، حول ما أسماه «القضايا الجوهرية»، وهي ما يخص الترتيب ملف الرئاسة والحكومة، وهذا هو جوهر الخلاف الذي أفشل جولات المشاروات السابقة.
إذ ترفض الحكومة الشرعية ومن ورائها التحالف العربي الداعم لها، أية نقاش حول الرئاسة والحكومة قبل تنفيذ القرارات الدولية وخاصة قرار «2216»، الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من المدن وتسليم السلاح وعودة الحكومة لممارسة مهامها من العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون منذ أواخر سبتمبر 2014.
وشكك «عبدالسلام» في قدرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، على عقد جولة مشاورات السويد: «حتى الآن لا يبدو أن المبعوث الأممي قادر على عقد جولة مشاورات جديدة بسبب أنه لم يقدم أي رؤية أو إطار سياسي لهذه المشاورات».
وقال «عبد السلام» في تصريحات لصحيفة «الثورة» اليمنية، التابعة للحوثيين، إن المبعوث الأممي من الناحية العملية لم يقدم حتى الآن شيئًا، وما زال نشاطه يأتي في إطار الكلام وتبادل النقاش وتقديم الوعود.
ويستمر قادة الحركة في التقليل من جدية المشاورات، إذ قلّل القيادي في الجماعة، محمد البخيتي، من أهمية المشاورات، ووصفها بأنها ضعيفة جدًا، ولا ترقَ إلى مفاوضات أو حوار لحل أزمة البلاد، وأن مسار الحل يجب أن يكون مسار يمني داخلي، وحوارًا يمنيًا يمنيًا.
الحوثيون يعملون على زرع الألغام البحرية بشكل عشوائي
العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لـ«تحالف دعم الشرعية في اليمن»، قال إن الجهود مستمرة في السويد بشأن مفاوضات السلام، مؤكدا إصدار التحالف 16 تصريح لسفن متجهة للموانئ اليمنية تحمل مواد أساسية وطبية ومشتقات نفطية.
وحسب وكالة «سي إن إن» الأمريكية، اتهم المالكي الحوثيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية لعملياتهم، وخلال كلمته في مؤتمر الرياض، أكد المالكي أن التحالف يواصل عمليات «تحييد الصواريخ البالستية» التي يطلقها الحوثيون، الذين يعملون على زرع الألغام البحرية بشكل عشوائي.
شروط جديدة للحوثيين في ثاني جولة للأمم المتحدة
وأعاد محمد البخيتي إلى الواجهة، الحديث عن شروط جماعته المتعلق بمطالبة التحالف العربي بـ«السماح بنقل جرحى الجماعة إلى سلطنة عُمان، وضمان ذهاب الوفد من وإلى اليمن»، وهذه شروط تأتي ضمن سلة العراقيل التي تضعها الجماعة في طريق المشاورات المرتقبة، وهي ذاتها التي أفشلت مشاورات كان مقرر اجراؤها بشهر سبتمبر الماضي في جنيف.
وأعلنت الحكومة اليمنية، رفضها أي مبادرات تحاول الانتقاص من القرار 2216، وهذا فيه تلميح إلى الاشتراطات الحوثية التي تسبق أية مشاورات وتؤدي إلى فشل انعقادها.
وأشار وزير الخارجية، خالد اليماني، في تصريحات نقلتها صحيفة «الشرق الأوسط»، أن بلاده ليست في حاجة إلى قرار جديد؛ فهناك حزمة من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وأبرزها قرار 2216، في إشارة واضحة إلى رفض مشروع القرار البريطاني، الذي قال إنه لا يخلو من أجندة خفية
ومن المقرر أن تنعقد جولة مشاورات بين الحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثي المسلحة، في منتجع خارج استوكهولم السويدية، برعاية الأمم المتحدة، خلال الأيام الجارية من شهر ديسمبر، غير أن اشتراطات الحوثيين قد تؤدي إلى تعطيلها.