واحدا من أسلحة التطوير التي يجابه بها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني مشكلات النظام التعليمي المصري، فارضا من خلاله بنود الخطة القومية لتطوير التعليم، كما أنه أحد أهم الخطوات الساعية إلى القضاء على شبح الدروس الخصوصية، وتخفيف أعبائها المادية عن كاهل الأسرة المصرية، بعدما أرهقتهم عبر سنوات طويلة مضت.
يقدم بنك المعرفة المصري، موادا تعليمية وتثقيفية مصورة تساعد الطالب على الاستيعاب وتحصيل المعلومات الدراسية بسهولة ويسر بشكل يمنحه التفاعل مع تلك المواد ويغنيه عن الحاجة إلى حصص الدروس الخصوصية، ويخرج به من عالم توحد مصادر المعلومة سواء في الكتاب المدرسي، أو الخارجي، أو مذكرات الشرح غير الرسمية من قبل مايسمون أنفسهم بـ«الأباطرة» في موادهم التعليمية.
ولاستكمال خريطة التطوير قرر «شوقي» إدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة إلى الحقل التعليمي للاستفادة منها بدلا من استخدامها عبثا في مجالات لاتعود بالنفع على الأجيال الجديدة بناة المستقبل والحضارات، وأبرزها «التابلت» الذي سيتيح للطالب الانتقال بين عوالم بنك المعرفة وتحصيل المعلومات من مصادر مختلفة بما يساهم في إثارئه معرفيا وثقافيا وعلميا.
بدأت الحكاية، حينما قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، تفعيل بنك المعرفة المصرى خلال عام 2016، بشكل قليل فى بعض المدارس الثانوى على مستوى الجمهورية، ولكن مع وضع خطة تطوير التعليم قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تدريب المعلمين على آلية استخدام بنك المعرفة المصرى، حيث تم تدريب ما يزيد على نصف مليون معلم خلال العام الماضى على بنك المعرفة مع ربط التدريب بالحصول على الترقيات المقررة وفقا للقرارات الوزارية لتشجيع أعضاء هيئة التدريس على استخدامه داخل فصول المرحلة الثانوية وتحديدا الصف الأول الثانوى، ليصبح الآن هو محور وإضافة كبرى لمنظومة التطوير فى المرحلة الثانوية وتطبيق الثانوية التراكمية، بعد أن تم تزويده بمحتوى خاص لشرح وتدعيم مناهج التعليم المصرى، يساعد الطلاب من استخدام المحتوى عن طريق أجهزة التابلت التى سوف تسلم للطلاب خلال الأيام المقبلة.
الوزراة من جانبها أكدت أنه تم مراجعة كافة المصادر والفيديوهات والأفلام الموجودة على بنك المعرفة من خلال مركز تطوير المناهج والوسائل التعليمية لتكون جاهزة للطلاب للاستفادة من المصادر الرقمية التعليمية على بنك المعرفة والتى تصل إلى آلاف الموضوعات والمحتويات، موضحة أن كافة المحتويات الموجودة على بنك المعرفة المصري متاحة باللغتين العربية والانجليزية لتلبية رغبات الجميع، حيث أن مناهج الماث والساينس والمواد الأخرى بالإنجليزية مع اتاحة نسخة باللغة العربية حتى يتمكن جميع الطلاب من الاستفادة منها، مؤكدة إن إتاحة المضمون والفيديوهات باللغتين كلف جهد كبير ولكن لا بد من تلبية احتياجات جميع الطلاب سواء الدارسين باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، حيث تم تزويد محتوى البنك بتطبيقات تفاعلية للصف الأول الثانوى.
وبنحو 6 آلاف فيديو تعليمي، أثرت الوزارة بنك المعرفة المصري، موضحة أنه تم صناعة محتوى رقمى فى العلوم والرياضيات ومواد أخرى، وإتاحة هذا المحتوى عبر البنك، ولعرض أطر الاستفادة منه شارك الدكتور طارق شوقي بنك المعرفة بالمعرض والمؤتمر الدولى للتعليم Cairo Ict بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ليعد واحدا من أكبر منصات المعلومات في العالم من الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت ويمكن الوصول إلى موارد البنك مجانًا لكافة المصريين، حيث يوفر بنك المعرفة المصري مقاطع فيديو، ومقالات، وموارد أخرى لمساعدة المصريين من كافة الأعمار على تطوير معارفهم ومهاراتهم فى إطار القرن الحادى والعشرين.
وشارك عدد من الناشرين على مستوى العالم فى تقديم مقاطع فيديو، ومقالات، وصور، وملفات صوتية، ومواد تفاعلية، وأدلة تعلّم لإنشاء مكتبة ثرية تضم موارد تعليمية قيّمة يُقدر عددها بالملايين، لافتة إلى أن إنشاء بنك المعرفة كان هدفه خلق مجتمع مصرى يتعلّم، ويفكّر ويبتكر، كما أن بنك المعرفة المصرى، يتضمن محتوى تعليمى قيّم على مستوى عالمى لطلاب المراحل الابتدائية، والإعدادية والثانوية؛ حيث تسعى الوزارة ل توفير أكثر من 15 ألف مقطع فيديو متنوع وتحويل دروس العلوم والرياضيات إلى مادة مرحة ومثيرة لاهتمام الطلاب مع تقديم خطط للدروس، وأدلة تعلّم، واستراتيجيات تدريس.
وقالت وزارة التربية والتعليم، إن منصة ويب بنك المعرفة حققت نجاحًا كبيرًا حيث شهد العام الأول لإطلاقها منذ يناير 2016 أكثر من 70 مليون عملية بحث، ما أسفر عن 40 مليون عملية تنزيل للملفات و250 ألف عملية تسجيل لحسابات مستخدمين في موقع ويب بنك المعرفة المصرى وقد اتسع نطاق قاعدة المستخدمين ليضم الطلاب، والأطفال، والباحثين، والمهتمين بالقراءة والاطلاع، مؤكدة أن دخول بنك المعرفة فى عملية التعلم سوف يكون له دور كبير فى إثراء المنظومة التعليمية لتحقيق التطوير المطلوب.