تفاصيل قمة الشر "التركية- القطرية".. كاتب سعودي: الدوحة أنبوب غاز يمول المشروع التركي الإيراني
الخميس، 29 نوفمبر 2018 09:00 مكتبت - منة خالد
في قمة عقدها كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع تميم بن حمد، كشفت عنها وسائل إعلام قطرية وعن أهم البنود التي تم الاتفاق عليها بين دولتي التحالف في غياب طرفهم الثالث الإيراني.. انتهت القمة بتوقيع عدد من الاتفاقات لدمج أجهزة الأمن التركية والقطرية في عمليات تأمين كأس العالم 2022، بعد اهتزاز المنظومة القطرية جراء نشر سلسلة الإنتهاكات في ملف مونديال الدوحة 2022، وفساد المنظومة الرياضية. فضلاً عن تأسيس شراكة إعلامية للتأثير في وسائل الإعلام العالمية، وتولي الصناعة العسكرية التركية إعادة تأهيل الجيش القطري وحصار نفوذ دولة الإمارات وتقليص طموحاتها ومحاولة إبعادها عن دوائر القرار السياسي في السعودية.
قطر تعيش منذ المقاطعة التي فرضتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين في يونيو 2017، حالة عدم ثقة استدعت استعانتها بتركيا، فالتأثير النفسي والأمني على دويلة قطر جعلها تُنشيء تحالف ثُلاثي قطري تركي إيراني، لكن القمة التي جاءت ضمن الاجتماع الرابع للجنة الاستراتيجية التركية – القطرية العليا، بحضور خبراء ومسؤولين من البلدين. اعتدمت على سياسة جديدة في محاولة تخفيف حدة الصراع بين دول المقاطعة بالتحديد السعودية.
هل ستتراجع قطر عن مُساندة أجندة إيران في المنطقة؟
حسب ما جاء في الصحف القطرية، أن الخطة التي تم الاتفاق عليها بين أردوغان والحمدين، شملت تجنب التصعيد السياسي مع السعودية، والعمل المشترك على استثمار الفرص للحوار معها، بخلاف اتفاق الثنائي على صديقتهم إيران، إذ اعتمدت القمة سياسة مشتركة تقوم على "عدم التورط" في سياسات مساندة لأجندة إيران "المزعزعة لاستقرار المنطقة" حسب وصف الصحيفة.. فهل ستتراجع قطر عن مساندة إيران في المنطقة؟
يقول محمد الساعد، الكاتب والمحلل السعودي، إن تركيا لديها طموحات إقليمية في المنطقة ولن تتراجع عنها؛ تركيا أردوغان استبدلت أوروبا بالمنطقة العربية بعدما طردت منها، لتكون المنظقة العربية منطقة نفوذ وسوق خلفية وشعوب تابعة لها.
ويضيف "الساعد" في تصريحات لـ "صوت الأمة": قطر مُستعدة لتقاسم ذلك المخطط مع إيران ضمن خطة "طويلة المدى" لاستعمار الفضاء العربي ، أما قطر فليست سوى أنبوب غاز غادر يموّل المشروع التركي والإيراني، وأميرها سيبقى قائم مقام للدوحة -أي محافظ لمدينة نائية- ضمن المخطط التركي، قدره فقط أن لديه مال.
وتتناقض السياسة التركية – القطرية الجديدة تجاه السعودية مع حملة شرسة، اعتمدت على حرب إعلامية وتسريبات استخباراتية، عكست اندماجا واضحا للأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام في البلدين، بهدف توظيف التماهي في استهداف القيادة السعودية بشكل مباشر.
خطة حصار نفوذ الإمارات إعلاميًا
خطة حصار نفوذ الإمارات إعلاميًا
بحث الإجتماع القطري التركي مساعي البلدين في حصر نفوذ الإمارات إعلاميًا، ويتطلب هذا الحصار استراتيجية موسعة، من المرجح أن تستهدفها مباشرة، من خلال السياسة الإعلامية المشتركة، التي جاءت ضمن الاتفاقات التي عقدت خلال القمة.. وتقوم هذه السياسة على تكليف قناتي "الجزيرة" القطرية و"تي.آر.تي" التركية المتحدثة بالإنجليزية لوضع رؤية تُمكّن البلدين من التاثير على كبريات وسائل الإعلام العالمية لتحقيق مصالحهما.
هناك تنسيق بين أنقرة والدوحة لتشكيل قيادة عمليات أمنية مشتركة في الدوحة تتولى تأمين مباريات كأس العالم، المقرر إقامتها في قطر 2022، رغبةً من قطر تعزيز نفوذها الأمني والعسكري بعد الضغوط التي تواجهها مؤخرًا، مُستندة في ذلك إلى وجود قاعدة عسكرية تركية مهمتها توفير حماية مباشرة لمؤسسات الدولة في قطر، وتأمين الأسرة الحاكمة في حالة اندلاع أي اضطرابات.