الانشقاقات تضرب ركام هيكل التنظيم: «إقرارات التوبة» مسمار نعش الإخوان الأخير
الخميس، 29 نوفمبر 2018 09:00 م
لا زال زلزال الانشقاقات داخل صفوف الإخوان يضرب الهيكل التنظيمي للجماعة الإرهابية، بعد أن كشفت المؤشرات على ارتفاع وتيرة التبرؤ من التنظيم، واقتناع أعداد كبيرة من العناصر إخوانية، أن التنظيم يحمل أفكارا شاذة ويتخذ الدين ستارا لتحقيق أهدافه الخبيثة.
وتشير الوتيرة المرتفعة للانشقاقات داخل صفوف قياداتها في السجون، والتوقيع على ما يسمى بـ «إقرارات التوبة»، ومن ثم الانفصال عن التنظيم بشكل كامل ورسمي، إلى حجم الأزمة التي يعاني منها تنظيم الإخوان أو ركام التنظيم.
قطار اقرارات التوبة وصل مؤخرا إلى محافظة البحيرة، بعدما شهدت إعلان عدد كبير من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية تبرؤهم من التنظيم تماما، وإعلان توبتهم عن أفكار الجماعة بشكل وأضح، إذ توافد العشرات من عناصر التنظيم على أقسام الشرطة لتحرير محاضر رسمية يعلنون رسميا ترك التنظيم، وأخرهم 5 قيادات بمراكز دمنهور وإيتاي البارود، وشبراخيت.
في محضر رسمي حمل رقم 3827 لسنة 2018، أعلن القيادي الإخواني «محمد محمود النمر»، 48 سنة، مدرس، يقيم بمدينة دمنهور، انشقاقه عن الجماعة، وكذلك القيادى الإخواني الدكتور وجيه أبو حليمة، 55 سنة، طبيب، بمدينة دمنهور، الذي حرر بدوره محضرا رسميا حمل رقم 3827 لسنة 2018، إضافة إلى تحرير القيادي الإخواني «يحيى محمود الخوالقة» 50 سنة، موظف بشركة مياه، مقيم دمنهور محضر مماثل تحت رقم 1493 لسنة 2018.
كما قام القيادى الإخوانى يوسف عبد العزيز عطا، 48 سنة، مدرس، ومقيم بمركز إيتاي البارود بتحرير محضر رقم 5083 لسنة 2018 للتبرؤ من الجماعة، وكذلك تحرير القيادي الإخواني عاشور إبراهيم عكاشة، 47 سنة، مقيم بمركز شبراخيت محضر رقم 32 43 لسنة 2018.
في غضون ذلك، كشف مصادر مطلعة، إعلان المئات من عناصر الإخوان الإرهابية انشقاقها عن الجماعة خلال الفترات الماضية، وحرروا محاضر رسمية بذلك، مؤكدة أن الكثير من قيادات جماعة الإخوان يقدمون على تلك الخطوة بإرادتهم الحرة اقتناعا منهم بزيف تلك الأفكار الظلامية، التي اعتنقوها طوال السنوات الماضية، خاصة مع هروب الكثير من قيادات التنظيم إلى الخارج واستغلال شباب الجماعة في أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة.
وقالت المصادر، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، إن من أبرز القيادات الإخوانية التي أعلنت انشقاقها عن التنظيم بمحافظة البحيرة النائب البرلماني السابق محمد أحمد الجزار، ومعتز شاهين - نجل شقيقة القيادي الإخواني محمد جمال حشمت النائب البرلماني السابق الهارب، الذي يعتبر من أبرز القيادات الإخوانية الشابة بالبحيرة، وعاطف سعد السعدني القيادي الإخواني، بمركز إيتاي البارود الذي حرر محضر رقم 8048 إداري مركز شرطة إيتاي البارود، والقيادي الإخواني سليمان فرج خاطر، بمركز دمنهور، الذي حرر محضر رقم 7571 إداري قسم شرطة دمنهور.
بدوره، أوضح الدكتور جمال المنشاوي، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أسباب إعلان عناصر إخوانية إقرار توبة، بقوله إن «الشخص المتزن الطبيعي يعيد تقييم حياته وأفكاره في كل مرحله تمر به فيترك ما يضره ويستمر فيما ينفعه».
وأشار الشناوي، إلى أن الارتباط التنظيمي بجماعة ما يخضع لهذا التقييم خاصة إذا ارتبط الانضمام لها بأحداث جسام تهدد حياة الشخص وترتبط بتمزيق الوطن، كما أن كثير ممن تراجعوا عن الاستمرار في الارتباط بجماعة الإخوان ينطبق عليهم هذا الأمر من تحكيم العقل في الأحداث التي حدثت وتسببت فيها الجماعة بسوء تقديرها للأمور واختلال حساباتها الشرعيه والسياسية.
وأشار الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن كثير من المنضمين للجماعة اصبحوا مصنفين أمنيا ومطاردين..لذا فيؤثروا السلامه والبعد عن الشبهات والمضايقات الامنيه وخطر القبض عليهم.
من ناحية أخرى، أكد طارق البشبيشي، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن إقرارات التوبة التي يوقع عليها قيادات إخوانية في السجون، سيكون لها تأثير كبير على صفوف الجماعة، وستزيد من معدل الانشقاقات داخل التنظيم خلال الفترة المقبلة.
ودعا القيادي السابق بجماعة الإخوان، في تصريحات صحفية، أن يعلن الخارجين عن الإخوان، توبتهم بشكل إعلامي صريح، وأن يؤكدوا على هذا التبرؤ من الجماعة علنا أمام الشعب المصري كله، وإلا ستعتبر توبتهم نوع من التقية، فإذا تم ذلك عندها ستكون تلك التوبة عامل مؤثر على التنظيم.
وأشار البشبيشي، إلى أن التنظيم انهار تماما ولم يعد له وجود سواء في مصر أو في الخارج، مؤكدا أن التنظيم لم يتبق منه سوى الركام، خاصة أن الشعوب العربية تيقنت من خطر أفكارهم، واكتشفت منهجهم العنيف خلال الفترة الماضية.
وتابع: «يسعى من يوظفون تنظيم الإخوان سواء قوى دولية أو إقليمية يسعون بألا ينهار التنظيم حتى لا يفقدوا ذراع مهم لهم في مصر والمنطقة العربية لذلك سيسعون لبقاء التنظيم حتى على حالة الضعف الذى وصل إليه، وهناك دول مثل قطر وتركيا وبريطانيا توفر الملاذ الآمن لقيات الجماعة التقليدية».