الأخوة حجرة العثرة في وجه الإرهاب.. العلاقات «المصرية-السعودية» خط الدفاع الأول في المنطقة
الخميس، 29 نوفمبر 2018 11:00 ص
«لم تتأخر مصر عن السعودية لحظة، ولن تتأخر السعودية عن مصر لحظة، هذه قناعة راسخة بين قيادة وشعب البلدين».. عبارة قالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. تلخص العلاقات المصرية السعودية.
تشهد العلاقات المصرية السعودية فى السنوات الأخيرة حالة من الازدهار لكن هذا لا يعنى أنها كانت ساءت من قبل، فالعلاقات التاريخية بين البلدين كانت ولازالت مثال على قوة الترابط بين الدول العربية منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين فى 1926، وفى نفس العام أعلنت المملكة تأييدها لحق مصر فى جلاء القوات البريطانية، وتطورت العلاقات حتى توقيع معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين عام 1955.ووقفت السعودية أيضا بجانب مصر خلال العدوان الثلاثى وخلال سحب الولايات المتحدة تمويلها للسد العالى عندها قدمت السعودية 100 مليون دولار أمريكى.
وفى أعقاب حرب 1967، دعا الملك فيصل بن عبد العزيز القادة العرى للتضامن والوقوف فى صف مصر بالدعم المادى والسياسى وهو الدعم الذى استمر من السعودية لمصر فى حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت المملكة مساهمات مالية وأعلنت حظر بيع البترول لأمريكا والدول المؤيدة لإسرائيل فيما عرف بأزمة البترول فى الإعلام الغربى، والذى وصفها بالصدمة.
واستمرت الصداقة بين الشعبين لعقود حتى أصبحت العلاقة بين البلدين حجر الزاوية للأمن العربى والمنطقة، وهو ما برز فى فترة الاضطرابات بين ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 والتعاون السياسى والأمنى بين البلدين لاستعادة الاستقرار ليس فى مصر فقط بل المنطقة كلها.
هذا التعاون الأمنى ظهر جليا فى المناورات العسكرية بين البلدين منذ تدريبات البحرية المصرية والسعودية فى 14 فبراير 2015 والتى عرفت باسم "مرجان 15" بمشاركة قطع بحرية وعناصر القوات الخاصة وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات للعمل على تنقيذ العديد من الأنشطة المشتركة بما فيها تأمين المياه الإقليمية وحركة الإبحار فى البحر الأحمر.
كما دعمت مصر السعودية فى التحالف العربى وجهود المملكة لإعادة الشرعية لليمن، فى مواجهة الانقلاب الحوثى.
وتلى هذا زيارة الأمير محمد بن سلمان الأولى لمصر فى أبريل 2015 وهى الزيارة التى تم فيها استعراض التطورات الخاصة بعمليات التحالف العربى فى إطار "عاصفة الحزم"، فضلا عن مباحثات جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.
وفى أبريل 2018 جاءت مناورات "درع الخليج المشترك -1" والتى أقيمت على أراضى المملكة تحت رعاية الملك سلمان، وبحضور العديد من القادة العرب على رأسهم الرئيس السيسى خلال فعاليات ختام التدريبات المشتركة.
وتكرر التدريبات العسكرية بين البلدين فى تدريب بحرى باسم "استجابة النسر" 2018 والذى تم بالتعاون بين وحدات القوات الخاصة البحرية بين مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة فى البحر الأحمر، وهى التدريبات التى شاركت فيها "الأردن وباكستان وكوريا الجنوبية" بصفة مراقب، واختص التدريب بطرق التعامل مع الألغام البحرية والتحكم فى المركبات عن بعد وأعمال التفتيش للسفن المشتبه بها.
وفى أقل من 3 أشهر كان هناك تدريبا عسكريا أخر بين البلدين فى تدريبات "تبوك 4" الأمر الذى يكشف متانة التعاون الأمنى بين الشقيقتين.