إيران تخترق العقوبات الأمريكية.. دولة الملالي تناور واشنطن بورقة التجنيس والأكراد
الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 11:00 ص
مازالت تداعيات فرض العقوبات الأمريكية على طهران تأخذ تصعيدًا من الجانب الإيراني، وتحاول إيران بشتّى الطرق الضغط والاستثمار في الغضب المكتوم لدى بعض رؤساء الدول في الشرق الأوسط. بل أنها تتوغل بأذرع الإرهاب في عمق جيرانها من الدول العربية من خلال تجنيس عناصر تابعة لها لتنفيذ الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية.
استغلت إيران خذلان الولايات المتحدة لآل البارزاني في قضية الإستقلال عن العراق، لضمهم إلى صفّها وتوظيف ما لديهم من سلطة واسعة وسيطرة على الأرض في إقليم كردستان لجعل الأخير بوابة ومنفذ لها لخرق العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وفي وقتِ سابق أدلى أعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني بتصريحات كشفت في مضمونها عن موقف زعيمه مسعود البارزاني من واشنطن وهو موقف "سلبي".
مساعي إيران في العراق للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية
تراهن طهران على إعادة بعث الزعيم الكردي العراقي مسعود البارزاني للملعب السياسي، على أمل أن يلعب دورًا في تخفيف أثر العقوبات الأميركية عليها. إذ يتمتّع البارزاني بنفوذ كبير في المناطق الحدودية الواسعة بين العراق وإيران.
مساعي آل البارزاني في الاستقلال عن العراق، وترقّب الدور الأمريكي لدعم الأكراد في المنعطف الحاسم الذي مرّوا به، ولّد غضب مكتوم لديه من الولايات المتحدة الأمريكية، فالأخيرة لم تساندهم في مسعاهم للاستقلال بل جعلتهم يواجهون منفردين تبعات الاستفتاء على الاستقلال ويتحمّلون الضغوط الشديدة التي سُلّطت عليهم في إثره من قبل بغداد وطهران وأنقرة.
كيف تحاول طهران أن تبعث آل البارزاني للمشهد السياسي من جديد
في سبتمبر 2017، تلقّى البارزاني ضربة سياسية قاتلة، كادت أن تُقصيه من المشهد العراقي السياسي، وذلك في الوقت الذي أصرّ فيه على إجراء استفتاء لسكان المنطقة الكردية بهدف فصلها عن العراق؛ ما تسبب في إثارة ردود فعل داخلية حادة فرضت على الحكومة المركزية الدفع بقواتها إلى تخوم إقليم كردستان وإبعاد قوات البيشمركة الكردية عن كركوك –وهي المنطقة الغنية بالنفط- ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الكبير لأكراد العراق، إلا أن موقفها كان غير متوقع وغير مُنصف لأكراد العراق.
واضطر البارزاني، إثر تداعيات استفتاء الانفصال، إلى التنحي عن منصب رئيس إقليم كردستان، الذي شغله لسنوات عدة، فيما بلغت التوترات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده، وكل من إيران وتركيا، مستوى غير مسبوق من التوتر، وصل إلى حد فرض الجارتين حصارًا جزئيًا على المنطقة الكردية في العراق، وعلقتا الرحلات الجوية إليها. ولكن إيران سرعان ما عادت إلى فتح قنوات التواصل مع البارزاني، مستغلة فتور علاقته بالولايات المتحدة.
وقالت مصادر سياسية كردستانية، أن طهران شجعت البارزاني على الانفتاح على القيادة الجديدة في بغداد، التي يمثلها رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، ما مهّد لزيارة الزعيم الكردي إلى بغداد والنجف حيث التقى رئيس الحكومة ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وغريمه التقليدي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فضلا عن الزعيم الشيعي العنيد مقتدى الصدر.
يرى سياسيون إيرانيون أن معالجة الخلافات بين بغداد وأربيل أمر مهم بالنسبة لجمهورية إيران، إذ يروا أن وجود علاقة أكثر متانة بين الجانبين على أساس المواطنة، سيساهم بتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ودعم وحدة الأراضي العراقية.. ومن هنا يبدأ دور البارزاني في تخفيف العقوبات الأمريكية.
كيف يخفف البارزاني أثر العقوبات الأمريكية على إيران ؟
بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه البارزاني في تخفيف أثر العقوبات الأميركية على إيران، قال القنصل الإيراني، الصحف العربية اليوم، أن العلاقات بين إيران وإقليم كردستان والعراق قوية ومتينة لدرجة لا يمكن فيها للمتربصين إحداث فجوة فيها أو إضعافها. مشيرًا إلى أن شعبا العراق وكردستان يطالبان برفع الحصار أيضًا لأن العلاقات التجارية تصب في مصلحة الطرفين.
ولا تستبعد مصادر سياسية في بغداد أن يكون ثمن الخطة الإيرانية لإعادة البارزاني إلى واجهة الأحداث في العراق، هو دور يمكن أن يلعبه الزعيم الكردي في مساعدة إيران على تجاوز أضرار العقوبات الأميركية بشكل جزئي.
وتمثّل حدود كردستان العراق وإيران ممرا تقليديا للتهريب المتبادل الذي يشتمل على المخدرات والخمور والمواد الغذائية والإنشائية والخضر والفواكه، بعيدًا عن المنافذ الرسمية. وتقول مصادر محلية في كردستان، إن معدلات التهريب بين إيران وكردستان العراق، ازدادت بشكل ملحوظ مؤخرًا.
خرق العقوبات الأمريكية
يقوم تجار العملة الإيرانيين، بتكثيف نشاطهم بشكل واضح في مدينة أربيل معقل حزب البارزاني، ويستخدمون شركات مصرفية محلية لتحويل مبالغ صغيرة بالدولار إلى طهران، على أساس أنها بدل صادرات، وهو ما تحظره العقوبات الأميركية. لكن السلطات المحلية لا تتابع هذه العمليات على اعتبار أنها أنشطة تجارية خاصة، لا تدخل ضمن التعاملات المالية الرسمية
وفي المدى القريب، يمكن لكردستان العراق أن يكون منصة لا بأس بها لتوفير جزء من العملة الأميركية لإيران، في ظل الرقابة الدولية الشديدة المفروضة على التحويلات المالية الرسمية إلى طهران.
التجنيس بوابة طهران لاختراقات سامّة
تحاول إيران تغيير الواقع الديموجرافي للدول المجاورة لها، كما مارسها النظام النازي تمامًا، وهي أول من مارستها في المنطقة، كما فعلت في الأحراز العربية المحتلة، والجزر الإماراتية. وحاليًا بسوريا وشمال العراق.. تحاول في تلك المناطق إيجاد أذرع وميليشيات عسكرية لها شبيهة بحزب الله اللبناني والعراقي والحشد الشعبي من أبناء المناطق والعشائر والمكونات الأخرى في كل المناطق السورية من خلال استغلال فقرهم؛ لنشر التشيع واستقدام آخرين وعائلاتهم من إيران وإنشاء مستعمرات لهم من خلال التسهيلات التي يقدمها لهم النظام.
يقول الكاتب السياسي السعودي أمجد طه، خلال مداخلة هاتفية لقناة الحدث السعودية، إن طهران تمارس التطهير العرقي تجاه أبناء الأحواز العربية المحتلة وسوريا والجزر-٣- الإماراتية، وتحاول وضع خطة تغيير الديموجرافية للمجتمع العربي نهج فارسي عنصري توسعي مستمر عبر التاريخ، ويحاول صنع مستعمرات صغيرة داخل كل أرض عربية.
وتم تجنيس مجموعة من الشيعة العراقيين الذين سكنوا فيها بالجنسية السورية، وفي القصير وفي حمص وغيرها، حتى أن "آخر عملية تجنيس وصلت معلومات بشأنها تتم في الميادين والبوكمال شرق سوريا خاصة تجنيس ميليشيا أفغانيين عراقيين وهناك عائلات عراقية تتوافد بحجة زيارة المراقد ومناطق مقدسة.. وبعض الأفغان الذين تم تجنيسهم في بابا عمر أحد أحياء حمص وسط سوريا.. كلها مؤشرات تُوحي بوجود لعبة خطيرة تلعبها إيران، ومحاولها في خلق "عُملاء محليين" يقودون ميليشيات إيرانية بالداخل، وتحارب تحت قيادة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني.