أرض الجحيم.. فرار 5 آلاف مليونير تركي يتسبب في خسارة أنقرة 220 مليار دولار
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 12:00 م
كشفت «منصة العلوم» التابعة لحزب الشعب الجمهوري، التركي المعارض، عن دراسة جديدة بعنوان «هجرة كبار الشخصيات التي تسبب فيها حزب العدالة والتنمية»، بينت فيها تكبُد أنقرة لأكثر من 220 مليار دولار سنويا، بسبب فرار الأتراك إلى خارج تركيا، هربا من سياسات رجب إردوغان القمعية، في الوقت الذي تعيش فيه أنقرة أزمة حادة بعد تهاوي قيمة الليرة ما نتج عنه انهيار اقتصادي وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية.
وبينت دراسة حزب الشعب الجمهوري، ارتفاع أعداد المهاجرين والتي زادت بنسبة 63% العام الماضي، وأرجعت السبب بالدرجة الأولى في موجات الهروب الجماعي خارج البلاد إلى مسؤلية حكومة العدالة والتنمية، بعد تباين أعمار المهاجرين والتي تتراوح بين 20 و34 سنة، ضمت فئات من القوى العاملة ورجال أعمال، مما يؤكد تكبد الخزانة العامة خسائر حوالي 220 مليار دولار سنويا.
وارجع نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فاتح أتشيكال، ارتفاع أعداد الفارين، إلى سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، والتي عملت على طرد جيل مظاهرات «جيزي بارك»، خارج البلاد؛ لأنه يراهم أكبر خطر على بقائه في الحكم، بسبب اشتراكهم في مظاهرات الاحتجاجات التي اندلعت في 15 يونيو 2013، والتي وصفتها الصحف الموالية لأردوغان، بالأكبر في مواجهة حكم الحزب، حيث شارك فيها حوالي 3 ملايين مواطنين أتراك، والتي اندلعت كموجة من التظاهرات المدنية ضد ما اعتبرته تركيا وقتها خطة للتنمية الحضرية، إلا أنها توسعت واجتذبت آلاف الغاضبين على الحكومة، وقتل خلالها 11 شخصا وأصيب 8 آلاف أخرون.
المهاجرين الاتراك هربا من سياسات اردوغان القمعية
فرار 5 آلاف مليونير تركي
ذكرت الدراسة، أن عدد الأتراك الفارين خلال عام 2016، بلغ نحو 69 ألفا و326 مهاجرا، إلا أنه قفز إلى 113 ألفا و326، أي بنسبة زيادة 63% العام الماضي، بينما بلغ عدد المهاجرات نسبة من 37 إلى 42%.، مشيرة إلى أن نحو 5 آلاف مليونير تركي هاجروا خلال عام 2017، وايضا 13 ألف مقاول ورجل أعمال خلال الـ3 سنوات الأخيرة، تصدرت فيها مدن «ازمير، وجناق قلعة، واسكي شهير، وموجلا، وأدرنة، وتكير داغ، وقرقلر إيلي»، النسبة الأكبر فيعمليات الفرار الجماعي.
واتهمت الدراسة، حزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء الخسائر الناتجة عن فرار الأتراك، بسبب دفع المؤهلين للهجرة، لافتة إلى أن 24 ألف مهندس ذهبوا للعمل خارج تركيا عام 2016، في نفس الوقت الذي شهدت فيه البلاد قدوم 5 ملايين لاجئ خلال الفترة الماضية، إلا أنها لم تستفد بمهارتهم، وعمدوا إلى استغلالها كدولة «ترانزيت» يذهبون عبرها إلى أوروبا الشرقية، فيما ارتفعت مؤشرات طلب الأتراك للجوء إلى ألمانيا خلال الشهور الأخيرة، إذ بلغت نحو 3 آلاف و 248 طلبا في العام 2018، بعد أن كانت 1056 طلبا في اكتوبر 2017.
المهاجرين السوريين فى تركيا
خلال 10 سنوات.. اللاجئون السوريون سيتحكمون في الديموغرافيا التركية
تواجه تركيا، خطرا كبيرا بسبب التغيير الديمغرافي في تركيبتها السكانية، إذ فيقول البروفيسور مراد إردوغان رئيس مركز دراسات الهجرة والإدماج في الجامعة التركية الألمانية بإسطنبول، إن 395 طفلا سوريا يولدون كل يوم داخل البلاد، مما سيجعل اللاجئين يغيرون المعادلة الديموغرافية، وستصبح التركيبة السكانية لتركيا في أيدي السوريين خلال عشر سنوات على الأكثر، موضحا أن هناك 3.5 مليون لاجئ سوري مسجلا في السجلات التركية، لاسيما وأن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، إلى جانب حوالي 1000 لاجئ أفغاني وعراقي أخرين، يعبرون يوميا بشكل غير شرعي إلى تركيا من الجنوب الشرقي، وسط تراجع في أعمال السيطرة على الحدود، وتوقع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين لدى تركيا لأكثر من 6 ملايين شخص على مدار العقد المقبل، بما يشكل حوالي 7.5٪ من إجمالي عدد السكان في البلاد.