«صوت الأمة» داخل قرية الروضة بشمال سيناء.. خلية نحل عاملة ومشروعات تنمية (صور)
الخميس، 22 نوفمبر 2018 07:00 م
تتجه جميع الأنظار إلى قرية "الروضة"، إحدي القرى التابعة لمركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء، حيث تستقبل القرية، صباح الجمعة، محافظ شمال سيناء، اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، على رأس وفد رفيع من رجال الدولة، والوزراء من بينهم وزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية، ووكيل مشيخة الأزهر، وزير التنمية المحلية، ووزير التعاون الدولي، ووزير التضامن الاجتماعي، ووزير الشباب والرياضة، والقيادات الأمنية بالمحافظة.
كما تستقبل القرية عددا من رجال الأعمال، ورؤساء الجمعيات الأهلية المشاركين بمشاريع تتعلق بإعمار قرية الروضة، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والقبلية ورموز وعواقل ومشايخ القبائل والقيادات الشعبية.
وفى هذا الإطار، تجولت "صوت الأمة" فى ربوع قرية الروضة، حيث التقينا الشيخ عيد شريف رئيس الوحدة المحلية بالروضة، الذي اصطحبنا إلى مكتبه، وأصر أن يقدم لنا واجب الضيافة، وبعدها أكد لنا أن الاستقرار العام هو الذى يسيطر على القرية الآن، مشيرا إلى أن بعض الأسر التي رحلت إلى محافظات أخرى بسبب الأحداث الإرهابية التى شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية، عادت جميعها بعد عودة الاستقرار الأمنى للمحافظة بفضل جهود رجال القوات المسلحة المصرية، ودور رجال الأمن بجهاز الشرطة المصرية.
ستوقف عيد شريف لحظات عن الحديث وينظر نظرة عابر عن نافذة مكتبه على ربوع قريته المترامية والتي تبرز من وسطها مؤذنته الشاهقة التي ترتفع في شموخ يجعلها تكاد تلامس السماء ، ويواصل حديثه " عناصر الجماعات التكفيرية عندما نفذت الحادث البشع نفذته بطريقة غير معهودة وغير متوقعه لا للأمن ولا لأهالي قرية الروضة ، خاصة انه لم يأت للأهالي أي تهديد رسمي .
ويشير شريف بيده قائلا ، لم تكن هناك أي تهديدات جادة من قبل التكفيريين لأهالي قريتنا ، كلها كانت مجرد أقاويل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "وما ينفع أعطل حياة بسبب هذا الكلام" ،وخاصة ا ناهل القرية مسالمين لا ينتمون لأي فكر سياسي ولا ديني ، سوى ارتباطهم بعادات وتقاليد نلتزم بها ولا تربطنا اي مشاكل مع إي جهة.
وحول ما تم من إنجازه من أعمال إعادة إعمار ومشروعات بنية تحتية، قال رئيس قرية الروضة: "تم إنهاء المرحلة الأولى من رفع كفاءة منازل أهالي القرية، وعددها نحو 220 منزلا، وجاري رفع كفاءة منازل أخرى ضمن المرحلة الثانية، وتضم قرابة 375 منزلا آخر داخل القرية، سينتهي العمل بها وتسليمها لأصحابها خلال الفترة المقبلة"، مضيفا أن ذلك يأتى إلى جانب إحلال وتجديد شبكة الكهرباء داخل القرية، وتغيير شبكة الكهرباء التي كانت عبارة عن أسلاك هوائية إلى كابلات أرضية، واستبدال أعمدة الكهرباء المتهالكة بأخرى جديدة، فضلا عن مد شبكة مياه لكامل منازل القرية .
وفي تأكيد على تحسن الصورة التي باتت أكثر وضوحا في قريته، أكد "شريف" أن مجمل الأوضاع بقرية الروضة باتت أفضل بكثير مما سبق، وأن كافة الجهات الرسمية قدمت الخدمات اللازمة للأهالي، لتسهيل حصولهم على الأوراق الرسمية الخاصة بهم، موضحا أن كل ذلك تم من خلال لجان المجلس القومي للمرآة، والمجلس القومي للسكان، بالتعاون مع محافظة شمال سيناء، ووزارة العدل.
وفيما ينتظر قرية الروضة من مشروعات قادمة، قال رئيس وحدتها المحلية، إنه سيتم إنشاء شبكة صرف صحي مرتبطة بمحطتين فرعيتان تصبان في محطة واحدة، لمعالجة مياه الصرف الصحي، كما أنه تم تخصيص الأماكن اللازمة لإقامة المحطات الثلاثة، وجاري إسناد عملية التنفيذ لجهاز تعمير سيناء.
وأوضح عيد شريف، أن الدولة تعمل جاهدة على خطط التعمير بقرية الروضة من إعادة تأهيل للقرية بالكامل من إنارة ومياه وطرق وغيرها، والعمل على إنهاء مشاكل المواطنين .
وأضاف: هناك جهود قامت بها الحكومة من خلال إنشاء مزرعة سمكية جنوب القرية أنشأتها الهيئة العامة للثروة السمكية ووزارة الزراعة، ووفرت فرص عمل لنحو 20 شابا من أبناء القرية، كما تدخل اللواء دكتور محمد شوشة، محافظ شمال سيناء، لحل العراقيل التي كانت تقف خلف غلق الملاحات، وتم استثناء العمل بالملاحات لمدة 6 أشهر استثنائيا، لأنها قائمة بدور كبير في تشغيل أهالي القرية.
وحسبما أكد "شريف"، فإن قرية الروضة أنشأت خلال فترة الثمانينات، وتسكنها عشيرة الجريرات إحدى عشائر قبيلة السواركة، وبعض العائلات، وهي إحدى قرى مركز بئر العبد، وتقع شرقي المدينة بنحو 30 كم، وتبعد عن مدينة العريش قرابة 47 كم، ويبلغ عدد سكانه نحو 2200 نسمة.
وكان أهالي قرية الروضة يقيمون في بيوت بدائية من سعف النحيل، ثم أنشئت الدولة للأهالي بيوت بدوية بدأت بعدد 10 بيوت، واشتملت الدفعة الثانية أيضا على 10 بيوت أخرى.
وأوضح أن قرية الروضة شهدت ما بين الفترة من 1984 – 1986دخول الكهرباء وشبكة الاتصالات الأرضية، وتوالت الخدمات بعد ذلك بإنشاء مكتب بريد وجمعية زراعية ووحدة محلية وأخرى صحية وسنترال.
ولقرية الروضة تابعين هما "غريف الغزلان"، و"مزار" ويعتمد أهالي المنطقتين على خدمات القرية، وتضم القرية مدرسة آل جرير الابتدائية المشتركة، ومدرسة إعدادية مشتركة، ومدرسة ثانوية مشتركة، إلى جانب معهد أزهري، ومدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية بمزار، ومدرسة ابتدائية بغريف الغزلان.
ونظرا لطبيعة المنطقة، يعتمد السكان على العمل في إنتاج الملح، لتواجد عدة ملاحات على ضفاف البحر المتوسط المواجه للقرية، إلى جانب صيد الأسماك ورعي الأغنام، وهى الحرفة الأقدم لعدد كبير من الأهالي.
وفي ختام حديثه، وجه رئيس قرية الروضة، الشكر إلى الجمعيات الأهلية التي كان لها دورا مهما في العمل والإنجاز على كافة المستويات بالقرية، لأنها وقفت معنا بكل جدية، وكان لها دورا بارزا، دون أن تكون عبئا على خزينة الدولة.