أنا واخويا على ابن عمي
الجمعة، 16 نوفمبر 2018 04:06 م
المثل الشعبي المصري يقول " أنا واخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب " ويبدو بالفعل أن الشعب المصري يطلق أمثاله من خلال قناعاته وهو ما نتأكد منه في المواقف دائما ، وما يخص هذا المثل تحديدا ظهر جليا في موقفين قريبين أولهما حين قام مذيع تونسي بالتجاوز على رئيس نادى الزمالك فى أحد البرامج ، وإذ فجأةً هب أغلب المصريين بهجمة مرتدة في وجه ذلك المذيع سواء من ينتمي للأهلي أو للزمالك ، وبالرغم من اختلاف العديد منهم مع رئيس الزمالك إلا أنهم لم يسمحوا بالتجاوز في حقه لأنه مصري وهم مصريون ، هذا هو شعب مصر الحقيقي تجده في الشدائد حتى الصغير منها كحائط الصد في وجه من يفكر في الاعتداء ولو اللفظي على كل ما يرتبط بالغالية مصر .
أما الموقف الثاني الذي أذهل الجميع ويعد مجرد رمز ورسالة مفادها (اللي عايز يجرب يقرب ) فهو الدور الشعبي القوي الذي قام به المصريون في الدفاع والرد على تجاوز النائبة الكويتية في حق وزيرتنا النشيطة المحترمة والراقية والمحبوبة نبيلة مكرم وفي حق الشعب المصري ، وما حدث من ردود فعل فردية سريعة تحولت لموقف جماعي وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي يعد دليلا قويا وواضح حتى وإن اعتبره البعض مجرد دعابات إلا أنه في الحقيقة رمز لتكاتف المصريين وتجمعهم على كلمة رجل واحد حال اقترب أحد من مصر و شعبها أو من أحد رموزها ، حقا جاءت ردود الفعل قوية رافضة لأي تقليل من شأن مصر والمصريين ، والجميل في الأمر وما يدعو للفخر هو تمييز الأغلبية للفرق بين شخص النائبة وبين الشعب الكويتي الشقيق وهو ما يوضح مدى ثقافة المصريين وعدم تجاوزهم في حقوق الغير فنحن على المستوى الشخصي شعب مسالم لا يبدأ بالإساءة لكنه أيضا لا يقبلها ، وعلى المستوى العام فمصر دائما دولة مسالمة لا تبدأ في الاعتداء لكنها لا تسمح لأي من كان بالاقتراب منها أو أذيتها بأي شكل من الأشكال ، وردها دائما ما يأتي بطريقتها الخاصة كمان أن لرد فعل شعبها في المواقف مذاقا خاصا بنكهة مصرية لا ينافسه فيها شعب آخر .
وبالفعل تعبر كلمات مصطفى صادق الرافعي عن الشعب المصري بمنتهى الدقة حين كتب :
اسْلَمِي يا مِصْرُ إنِّنَي الفدا ذِي يَدِي إنْ مَدَّتِ الدّنيا يدا
أبدًا لنْ تَسْتَكِيني أبدا إنَّني أَرْجُو مع اليومِ غَدَا
وَمَعي قلبي وعَزْمي للجِهَاد ولِقَلْبِي أنتِ بعدَ الدِّينِ دِيْن
لكِ يا مِصْرُ السلامة وسَلامًا يا بلادي
إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي
واسْلَمِي في كُلِّ حين
أنا مِصْرِيٌّ بناني من بنى هرمَ الدَّهرِ الذي أَعْيا الفنا
وَقْفَةُ الأهرامِ فيما بَيْنَنَا لِصُروفِ الدَّهرِ وَقْفَتي أنا
في دِفَاعِي وجِهَادِي للبلاد لا أَمِيلُ لا أَمَّلُّ لا أَلِيْن
لكِ يا مصرُ السَّلامة وسَلامًا يا بلادي
إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي
واسْلَمِي في كُلِّ حين .
دمت يا شعب مصر متكاتفا ومحافظا على وطنك وكرامته مدى الحياة .
وفي النهاية أحب أن أوجه رسالة لكل من يفكر أن يقترب بالسوء من مصر باللهجة المصرية مقتبسة من أحد الأفلام :
- إوعى تفكر تغلط في مصر لحسن يحصللك زي اللي حصل لعبد الشكور .
- مين عبد الشكور ده ؟
- لأ ده واحد صاحبي إنت ما تعرفهوش .