فى ذكرى ميلاده الـ129.. نرصد أبرز معارك عميد الأدب العربى مع مختلف طوائف المجتمع
الجمعة، 16 نوفمبر 2018 08:00 ص
يعتبر عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، التى تحل ذكرى ميلاده الـ129 اليوم، من أبرز الشخصيات الأدبية المصرية والعربية فى العصر الحديث، وقد مر بالعديد من الأزمات والمعارك، سواء مع الإسلاميين أو السياسيين أو المثقفين، وخلال السطور التالية نستعرض أبرز تلك المعارك لأهم مفكرى القرن الـ20.
بحسب كتاب "من روائع الرافعى"، فإن معركة عميد الأدب العربى مع المثقفين بدأت عند صدور كتاب للأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعى بعنوان "تاريخ آداب العربية"، حيث انتقده الدكتور طه حسين عام 1912، واشتدت المعركة حين أصدر الرافعى كتابه "رسائل الأحزان"، حيث انتقده الدكتور طه حسين بشدة أيضًا قائلا: "إن كل جملة بالكتاب تبعث فى نفسى شعورا قويا مؤلما بأن الكاتب يلدها ولادة وهو يقاسى من هذه الولادة ما تقاسى الأم من آلام الوضع".
اقرأ أيضا: بعد انتهاء «السف» على توتيتة العقاد.. لماذا لقب طه حسين بـ «عميد الأدب العربي»؟
لم يصمت الرافعى أمام انتقادات طه حسين اللازعة، حيث تحداه بأن يكتب مثل هذه الرسائل خلال 26 شهرا، وقد حمى وطيس المعركة عندما أصدر طه حسين كتابه "فى الشعر الجاهلى"، وهنا برز الرافعى لطه حسين مفندا حججه وشكوكه بمقالات بلغت الـ20، وكان من نتائج المعركة أن أخرج طه حسين روائع كتبه الإسلامية مثل: "على هامش السيرة، والواعد الحق، والشيخان"، وغيرها.
وعلى الجانب السياسى، فكان عميد الأدب العربى من أبرز كتاب المعارضة لحكومة سعد زغلول، حيث كانت تلك الفترة من أكثر الفترات التى شهدت هجوم طه حسين على الحكومة، حيث نشر العديد من المقالات النارية ضدها بحزب الأحرار، وبصحف السياسة والاستقلال والأهرام، ما دعى سعد زغلول للتصعيد ضد طه حسين.
اقرأ أيضا: في ذكرى رحيل عميد الأدب العربي.. طه حسين يتحدث للفرنسيين عن النبي محمد
وفى النصف الثانى من عام 1924، طالب سعد زغلول بشكل رسمى، النائب العام بالتحقيق مع صاحب تلك المقالات بتهمة إهانة رئيس الحكومة، وفى ال27 من يونيو عام 1924، افتتح المحضر بسطور تقول: «بناء على استدعاء رئيس النيابة لطه حسين، وجه إليه اتهاا بإهانة حضرة صاحب الدولة»، وبعد تحقيق طويل أخلت النيابة سبيل عميد الأدب العربى دون إدانته.
من ناحية أخرى، كان لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، معركة أخرى مع الإسلاميين، بسبب كتابه "الشعر الجاهلى"، حيث أثار ضجة كبيرة داخل الأزهر الشريف، واتهمه علماء الدين آنذاك بإهانة الدين الإسلامى، كما تقدم أحدهم ببلاغ رسمى للنائب العمومى وقتها محمد نور، بتاريخ 30 مايو عام 1926م، يتهم فيه الدكتور طه حسين بأن كتابه "فى الشعر الجاهلى" يطعن صراحة فى القرآن الكريم.
اقرأ أيضا: إلى متى تهمل وزارتا الآثار والثقافة استراحة طه حسين في تونا الجبل؟
لم تنته معركة طه حسين مع علماء الدين عند ذلك البلاغ، ولكن تقدم شيخ جامع الأزهر آنذاك ببلاغ ضد طه حسين أيضا، بسبب كتابه "فى الشعر الجاهلى"، يتهمه فيه بتكذيب القرآن صراحة، والطعن في النبى صلى الله عليه وسلم ونسبه الشريف.
وفى هذا السياق، قال الراحل خيرى شلبى فى كتابه «محاكمة طه حسين»: "إنه مما تقدم يتضح أن غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدى على الدين الإسلامي، بل إن العبارات الماسة بالدين التى أوردها فى بعض المواضع من كتابه، إنما قد أوردها فى سبيل البحث العلمى، مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها، وانتهى التحقيق مع طه حسين عبى أن المحقق لم يجد قصدًا متعمدًا من عميد الأدب العربى لإهانة الدين الإسلامي.