«الشهيد الحي».. ساطع النعماني يروي قبل وفاته ما حدث له على يد الإخوان
الخميس، 15 نوفمبر 2018 08:00 ص
أشهر طويلة قضاها العقيد «ساطع النعماني» نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، غائبا عن الوعي سابحا في غيبوبته، لا صلة حقيقية تربطه بالحياة إلا خراطيم المحاليل والأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، مفوضا أمره لله مستسلما لمشارط الجراحين التي تسابق الزمن لتعيده إلى الحياة، بعد الرصاصة الغادرة التي تلقاها في وجهه أثناء دفاعه عن أهالي منطقة بين السرايات وبولاق الدكرور، يوم 2 يوليو 2013، بعد محاولته الدفاع عن أبناء الحي وحمايتهم من هجوم جماعة الإخوان الإرهابية وإطلاقهم الرصاص العشوائي على المواطنين العزل في أعقاب تلقيهم إشارة البدء بالهجوم التي أطلقها لهم المعزول محمد مرسي الذى ردد فيه كلمة «الشرعية» عدة مرات، والذي قال فيه نصاً «دمى يسيل فداء الشرعية»، فكانت إشارة البدء لأنصار الشرعية الذين تمركزوا في منطقة النهضة وتمركزوا أعلى أسوار جامعة القاهرة، لإرهاب المواطنين.
طلقة الرصاص التي تلقاها، العقيد «ساطع النعماني»، في وجهه وأفقدته بصره لم تفقده بصيرته، ولم تقضي على حبه لوطنه، ورغم أنها أفقدته الوعي إلا أنها لم تفقده عزيمته وصبره على تحمل الألم، فكان دائما يردد مقولته الشهيرة في كل اللقاءات التليفزيونية التي أجراها، بعد مثوله للشفاء وعودته للحياة مرة أخرى، منذ عامين، حيثق كان دائما «خلوا بالكم من مصر.. مصر أمانة بين إيديكم.. لو ضاعت كلنا هنضيع».
اقرأ أيضا: عشت قدوة وتوفاك الله بطلا.. «تويتر» ينتفض لوفاة ساطع النعماني (صور)
فور عودة العقيد «ساطع النعماني» إلى أرض الوطن، سجد لله شكرا و«قَبل» تراب مصر، وبكى فرحا بعودته مرة أخرى لوطنه، وبعث بأول رسالة بأول رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، قال فيها: «كلنا معاك يا ريس، وهنخلي بالنا من مصر، أنت أنقذتها في الوقت المناسب، وهتخلي مصر قد الدنيا زي ما بتحلم، وهنشيل أمانة مصر معاك يا ريس».
في أحد لقاءات العقيد «النعماني» التليفزيونية، أكد أنه إذا عاد به الزمن مرة أخرى، لن يتأخر في تأدية واجبه، وأنه كان سيذهب إلى مكان الأحداث، لأنه واجب وطني، حتى إذا أصيب بـ5 آلاف طلقة رصاص، وأنه لن يتهاون في تطبيق القانون ومحاربة الإرهاب، فوزارة الداخلية هي بيتي وأهلي، قضيت بها 24 عاماً في خدمة الوطن، وتعرضت للموت أكثر من مرة، ولا استطيع الاستغناء عن «البدلة الميري»، لتطبيق القانون ومحاربة الإرهاب وأخذ حق كل شهيد من زملائي اغتالته يد الإرهاب الأسود، فمهما بذلنا من تضحيات فإن مصر تستحق الأمن والاستقرار، وقدرنا أن خلقنا الله حراساً لأمنها وجنوداً بواسل لحماية ترابها .
ساطع النعمانى
ساطع النعمانى
اقرأ أيضا: بالفيديو.. السيسى يترجل لتحية ساطع النعمانى ويقبل جبينه بأكاديمية الشرطة
إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية، كان هو الوسام الذي وضعه الراحل «ساطع النعماني» على صدره، فقد أجريت له 12 عملية على مدار 14 شهرا، قضاها بين سويسرا ولندن، والتي كانت محطته الأخيرة التي رحل فيها عن عالمنا، حاملا في قلبه حب الوطن، ونال الشهادة التي طالما حلم بها، وترك لنا مصر أمانة في أعناقنا.