قصة منتصف الليل.. فركش قبل الزفة

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. فركش قبل الزفة
صورة أرشيفية
إسراء بدر

عاشت "فاطمة" ثلاث سنوات غارقة فى حب "أيمن"، إلى أن تخرجا فى كلية التجارة، وقررا أن يكملا حياتهما سويا وتوثيق علاقة الحب بالخطبة والزواج، وبدأت "فاطمة" تناقش الأمر مع والديها، وتمهد له الطريق، ليتم الزواج فى أسرع وقت دون معوقات.

اقرأ أيضا: قصة منتصف الليل.. خانت زوجها وتلذذت بطعن عشيقها

وفى صباح اليوم التالى، أخبرها بعدم موافقة والدته على الزواج، وعندما سألته عن رد فعله، أكد لها استسلامه لرغبات والدته، رغم ما بداخله من حزن، ولكن والدته هى الآمر والناهى فيما يخص العائلة بأكملها، فاصطدمت "فاطمة" من حديث حبيبها الذى قرر الاستسلام فى بداية طريق حياتهما، فطلبت منه أن يدافع عن قصة حبهما، ويتجنب الاستسلام المسيطر عليه، ويتناقش مع والدته بهدوء، وهو ما قام به بالفعل، وعاد للحديث مع والدته، إلا أن نتيجة هذا النقاش كانت صادمة.

 

فجاء إليها باكيا يقص عليها ما حدث مع والدته والذى انتهى بقرارها زواجه من إبنة خالته، ولم تعط له الفرصة فى المناقشة مجددا، وهنا وقفت "فاطمة" لتضع حد لهذه المهزلة وقلة حيلة حبيبها أمام رغبات أمه المسيطرة، وأعلنت رفضها الحديث معه مجددا، إلا بعد موافقة أهله على قرار زواجهما، وذلك فى خلال شهر، على أنه بعد مرور هذا المهلة ستعتبر العلاقة انتهت وستسلك طريقها بمفردها باحثة عن الشخص المناسب والكفيل بأن يتولى زمام الأمور ومسئولية الزواج وبناء أسرة، ولا يكون لديه المسيطر على قراراته سوى قناعته الشخصية.

 

استمع "أيمن" لحديث "فاطمة"، ووعدها بأن يحل الأمر فى أقرب وقت، ورحل كل منهما فى طريقه فى انتظار الأيام تثبت حقيقة الأمر، ففوجئت "فاطمة" بعد أسبوعين باتصال هاتفى من "أيمن" يطلب منها مقابلتها أمه بعدما وافقت بالزواج، ولكنها تريد رؤية الفتاة قبل دخولها منزل عائلتها.

اقرأ أيضا: قصة منتصف الليل.. عانس في عش الزوجية

ترددت "فاطمة" فى الأمر وفكرت لدقائق ثم توجهت لمقابلة أمه والتى حاولت أن تتصيد لها الأخطاء فلم تجد، وانتهى لقاءهما على الموافقة التامة على الزواج وتحديد موعد مع العائلة، وتمت الخطبة بالفعل وبدأ الطرفان فى تحضير لوازم الزواج، وفى كل خطوة فى هذا المشوار تتأكد "فاطمة" من سيطرة والدة خطيبها على الأمور بأكملها، ورغبتها المستميتة فى السيطرة على "فاطمة" أيضا، ولكنها استوعبت الأمر وحاولت تجنب الصراعات إلى أن تنال مبتغاها وبعدها ستضع حدود لكل فرد بعد الزواج.

 

وقبل الزفاف بأيام معدودة شعرت "فاطمة" بأن المرحلة العصيبة انتهت، وأن الآتى أفضل ولكنها صدمت من مشكلة أخرى، ولكن هذه المرة لم يكن بيد "فاطمة" التدخل، فنشب صراع على قائمة المنقولات الزوجية بعد رفض والدة العريس إمضاء إبنها عليها وأمرته بذلك، وفى ذات الوقت كان والد "فاطمة" فاض به من هذه الأم المسيطرة ومن خطيب ابنتها عديم الشخصية، فقرر الوقوف عند هذا الإجراء، وعدم إتمام الزواج، إلا بعد إستلام قائمة المنقولات الزوجية ممضى من "أيمن" ووالده، وعلى الرغم أن كافة لوازم العروسة أصبحت فى عش الزوجية بالفعل، إلا أن هذه الورقة أصبحت القشة التى قضمت ظهر البعير.

 

فى هذه اللحظة استسلمت "فاطمة" لرغبة والدها باقتناع، لأنها يجب أن تضع حد لما يحدث، حتى إذا كانت النتيجة إنهاء هذه العلاقة قبل الزفاف مباشرة، وظل والدها متمسك بحق إبنته فى القائمة، وظلت والدة "أيمن" متمسكة بقرارها، إلى أن جاء "أيمن" وأخبر عائلة خطيبته بأنه سيسلم لهم قائمة المنقولات الزوجية ممضاه يوم الزفاف، ووعدهم بذلك على مسئوليته الشخصية.

 

رغم وعده المتكرر فى الجلسة، إلا أن "فاطمة" لا تستطيع الثقة فى تنفيذه ولكنها تركت الأمر جانبا، واستكملت تحضيرات الزفاف، وفى يوم العرس ارتدت "فاطمة" فستان الزفاف، ووضعت ما يحلو لها من مستحضرات التجميل، لتظهر أميرة متوجة أمام الكافة، فجاء "أيمن" ليستلم عروسته، فوقف الأب مطالبا إياه بتنفيذ وعده وتسليمه قائمة المنقولات الزوجية بعد إمضته، وهنا تلون وجه "أيمن" ورد بكلمات متلعثمة بأن والدته لا تزال ترفض الفكرة.

اقرأ أيضا: قصة منتصف الليل.. «رحمة»: جوزي بيخش فى الموضوع على طول

فلم يتردد الأب فى سحب ابنته "فاطمة" من يديها، وقرر إنهاء هذه العلاقة، ليس من أجل المال ولا المنقولات، ولكن من أجل خوفه على ابنته من الدخول فى هذه العائلة مع شريك قليل الحيلة أمام قرارات والدته، فرغم التنازلات التى لا تعد منذ بداية الخطبة، إلا أن الطلب الوحيد الذى صمم عليه الأب لم يستطع "أيمن" تنفيذه، ونظرت والدة "أيمن" إلى والد العروسة نظرة انتصار، وأمرت "أيمن" بالخروج وكافة أهل العريس كذلك، فخرجوا جميعا.

 

وهنا خاف الأب على مشاعر إبنته وفرحتها التى تحطمت فنظر إليها ليجدها تحتضنه بشدة وتؤكد أن ما فعله هو الصواب، لقد إنساقت وراء مشاعرها عسى أن يتغير ولكنه لم يف بوعده ويظل مستسلم وهو الأمر الذى كان سينهى العلاقة آجلا أم عاجلا فإنتهاءها حاليا كان أفضل من إتمام الزواج وبعدها الوصول إلى الطلاق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق