في ذكرى رحيل الشاعر والمثقف والفنان.. قصة اكتشاف عبد الرحمن الخميسي لـ«سعاد حسني»
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 08:00 م
حياة عريضة عاشها الفنان والمثقف، والشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الخميسي، الذي تحين اليوم الاثنين ذكرى ميلاده في 13 نوفمبر عام 1920، عام 1987، بالمنصورة، حيث كان يجوب القرى مع فرقة المسيرى المسرحية، يؤلف لها ويمثل فيها، ودخل عالم الصحافة، وعمل في الإذاعة، وعُرف عنه بأنه صاحب الصوت الذهبي.
الكاتب الراحل عبد الرحمن الخميسي
كتب يوسف إدريس عن عبد الرحمن الخميسي، يقول: حطم الخميسي طبقية القصة القصيرة، بعد أن كانت حكرا على فئة معينة، وحسبما يشير نجله الكاتب والقاص المعروف أحمد الخميسي، فإن والده دخل عالم المسرح، وألف وأخرج ومثل فيه، ثم عالم السينما، حيث كتب وأخرج مجموعة من أفلامه، ثم عمل مع يوسف شاهين في فيلمه "الأرض" في دور الشيخ "يوسف" بقال القرية.
عبد الرحمن الخميسي من اليمين ونجله الكاتب القاص أحمد الخميسي في اليسار
في عمله بصحيفة المصري قبل ثورة 1952، قدم عبد الرحمن الخميسي المواهب الأدبية الصاعدة، ومنهم يوسف إدريس، وكانت صحيفة المصري حينذاك لسان حال حزب الوفد، ثم اكتشف سعاد حسني، ودفعها للعمل بالسينما، واكتشف وقدم شمس البارودي، وحسين الشربيني في أول أعمالهما "الجزاء، وهو أول من قدم الكاتب الكبير الراحل فتحي غانم، على حد قول رجاء النقاش، وكذلك الكاتبة فتحية العسال، التي ذكرت في مذكراتها أنها لم تكن تعرف تكتب أو تقرأ، والخميسي هو من علمها.
عبد الرحمن الخميسي وسعاد حسني
تعرض عبد الرحمن الخميسي للاعتقال عام 1953 حتى 1956، يحكي أحمد الخميسي عن زيارته لأبيه المسجون بقوله: عندما زرته، جاء إلينا بصحبة أحد العساكر والحديد يكبلهما سويا، فرفع يده لأعلى، وقال: شوف أنا سجنت الراجل دا عشان بيعمل مخالفات، ثم جلس بجواره، وظل يضحك طيلة الجلسة محاولا أن يخفف عنه وقع الاعتقال والغياب عنه.
كتب صلاح عيسى واقعة رفض انضمام عبد الرحمن الخميسي للتنظيم الطليعي الجناح السري للاتحاد الاشتراكي، وكان رئيسه شعراوي جمعة وزير الداخلية، الذي التقى بعبد الرحمن الخميسي، وطلب منه الانضمام للتنظيم، فقال له الخميسي: أصل أنا يا شعراوي بيه مش بيتبل في بقي فوله، أحضر اجتماع معاكم، وأطلع أحكي اللي حصل يقبضوا عليكم، فقهقه شعراوي جمعة وزير الداخلية، ومسؤول التنظيم، وفهم اعتذار والده عن الارتباط بالنظام المصري آنذاك.
يقول أحمد الخميسي: لم يكن والدي يخشى شيئا، ولم يكن يحب الاقتراب من لاسلطة، وعاش في مصر، ولم يتقلد بها مناصب رسمية، سواء رئيس تحرير، أو أي صورة، وعندما صار السادات رئيسا، عرض عبد الرحمن الشرقاوي على عبد الرحمن الخميسي مطلب السادات بنشر الديموقراطية، وطالبه بالكتابة عن وقائع الاعتقالات التي حدثت في عهد عبد الناصر، طلب الخميسي من صلاح عيسى أن يأتي له بمجموعة من الكتب عن فترة عبد الناصر، وحسبما يحكي أحمد الخميسي في حوار صحفي عن والده، قال الخميسي لصلاح عيسي: خلاص يا بني، أنا مش هكتب، هذا حق يٌراد به باطل، فعبد الناصر لم يكن ديموقراطيا، هذا حق، لكن الديموقراطية لا تعنيهم في شيء.
فهم عبد الرحمن الخميسي، أن المطلوب منه أن يشارك في الحملة على عهد عبد الناصر، وهاجر من مصر وهاجم اتفاقية كامب ديفيد بقصيدة الخديو التي سخر فيها من السادات، ووقتها صدر ضده حكم بإسقاط حقوقه المدنية، فتم منعه من العودة إلى مصر، وكانت رحلة عبد الرحمن الخميسي قد بدأت في بيروت، ثم إلى بغداد، ومن بغداد إلى ليبيا، ومنها إلى روما، ثم باريس، واستقر في موسكو، حيث قضى ما تبقى من سنوات حياته فيها، حتى رحيله في أبريل عام 1987، فنقل جثمانه ليدفن في المنصورة.