قصة منتصف الليل.. «رحمة»: جوزي بيخش فى الموضوع على طول
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 10:00 م
جلست "رحمة" السيدة العشرينية أمام المحامى والخجل يسيطر على ملامحها، فكيف تقص عليه سبب خلافها مع زوجها، ليحاول مساعدتها فى السير فى الطريق القانونى، وهو ما لاحظه المحامى لتجاربه العديدة مع السيدات المقبلات على تحريك دعاوى قضائية ضد أزواجهن، فبدأ يتحدث معها بهدوء عن الأسباب الرئيسية التى تجعل الزوجة تفقد السيطرة على أعصابها وتأتى إليه، وهنا بدأت تزيح ستار الخجل مع الوقت وتتحدث باستفاضة.
وبدأت روايتها من ليلة الدخلة والتى تنتظرها كل فتاة، واستطاع زوجها أن يجعل هذه الليلة ذكرى سيئة من الصعب محوها من ذاكرتها، ففور دخولهما المنزل طلب منها زوجها أن تخلع ملابسها بالكامل قائلا "بقولك ايه أنا مش عايز فرهدة ..عايزين الليلة دى تعدى على خير فادخلى اقلعى هدومك ملط وانا هاجيلك".
صدمت "رحمة" فى أسلوب زوجها ولكن خجلها منعها من الاعتراض فنفذت طلبه بهدوء فوجدته يلقيها على السرير وبدأ الإتصال الجنسى فى الحال ولم يهتم بالوجع الذى جعلها تصرخ وصولا للبكاء، فرغم آلامها ظلت مستسلمة لرغباته خوفا من بداية علاقتها الزوجية بمشاكل خاصة من هذا النوع.
وبعد انتهاء زوجها من مهمته ضمها إلى صدره وغرقا فى سبات عميق، ولكن فى هذه الليلة عيناها لم تر النوم، وفى اليوم التالى خافت أن يظهر على ملامحها آثار البكاء حتى لا ينكشف الأمر لأهلها وقت زيارتهم لمباركة العروسين، فوقفت أمام المرآة تخفى ما تريد إخفاءه بلمسات من مستحضرات التجميل، ورغم الإبتسامة التى لم تفارق وجهها إلا أن والدتها شعرت بأن هناك أمر تخفيه بداخلها، فحاولت سؤالها ولكنها تهربت من الإجابة بضحكات متتالية.
ظنت "رحمة" أن توتر زوجها فى ليلة الدخلة هو ما جعله يتعامل معها بهذا الأسلوب ولكن سرعان ما خاب ظنها وفوجئت أن هذه المعاملة هى الأساسية وظلت على هذا الحال لعدة أيام إلى أن قررت الحديث مع زوجها حول الأمر، فبدأت تداعبه فى شعره وتتغزل ملامحه وتهمس فى أذنيه طالبة منه أن يقبلها قبلة حارة، فحركت كلماتها مشاعره وبدأ فى الاتصال الجنسى مجددا دون مقدمات ولا حتى القبلة التى طلبتها، وبعد إنتهاءه تحدثت معه بهدوء تطلب منه أن يدللها قبل العلاقة ويداعبها ليثيرها بدلا من هذا الأسلوب.
نظر إليها زوجها وكأنها ارتكبت جرم فى حقه وأخذ يصرخ فى وجهها ويكرر بصوت يكاد يسمعه سابع جار "اتعلمتى الحاجات دى منين يا هانم .. وأنا اللى كنت فاكرك قطة مغمضة طلعتى زيك زى البنات الصيع" وإنهال عليها بوصلة توبيخ استمرت لساعات خائضا فى عرضها وعرض أهلها وتربيتها وأخلاق عائلتها.
حاولت "رحمة" إلتزام الصمت ولكنه أراد كسرها فهاتف والدتها وطلب منها الحضور فى أسرع وقت، فجاءت وضربات قلبها تكاد تخترق جلبابها، فجلس ليخبرها بأن إبنتها "رحمة" ليست كما كان يظن عن أخلاقها وتابع وصلة توبيخه للأم التى لا تعلم ما حدث ولكن كلاه كان لا يعنى سوى أن "رحمة" ارتكبت جريمة أخلاقية فى العلاقة الزوجية، ولم يكن هذا الاستنتاج الوحيد الذى استنتجته الأم بل ظل عقلها يفكر طوال الجلسة عن سبب كل هذه الكلمات إلى أن توقعت أن إبنتها لم تكن عذراء، فجلس الأم تبكى بصوت مسموع وعجزت عن الرد على زوج إبنها، وهنا حاولت "رحمة" التحدث لأمها لتهدئ من روعها وتخبرها بالحقيقة إلا أن صدمة الأم بالحديث الذى قاله زوج إبنتها جعلها ترفض الاستماع إليها وتركت لهما المنزل وعادت إلى بيتها والدموع تملأ وجهها.
وجدت "رحمة" نفسها أمام طريقين كل منهما أصعب من الآخر، فإما أن تكمل حياتها الزوجية بالطريقة الغير آدمية التى تتعامل بها من زوجها، أو تذهب لأمها والتى ظنت سوء خلق إبنتها وبالتالى سيكون الخيارين أصعب من بعضهما لأنها إذا حاولت توضيح الأمر لوالدتها ستضطر تقص عليها تفاصيل العلاقة الجنسية وهو ما تخجل الحديث عنه مع أمها، وحتى إذا تحدثت معها فلم تصدق حديثها بعدما سمعته من زوجها.
وبعد طول تفكير قررت التوجه إلى المحامى لإتخاذ الطرق القانونية لإنهاء هذه العلاقة التى كتبت لها الفشل فى الشهر الأول من زواجها، وبعدما قصت كل ما بداخلها للمحامى توجها سويا إلى محكمة الأسرة لتحريك دعوى التطليق بالخلع من زوجها.