تعكس إستراتيجية الدولة.. ماذا قال وزير الري عن ضخ 900 مليار جنيه لتنفيذ الخطة القومية للمياه؟
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 09:00 ص
قال الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، أن استثمارات الخطة القومية للمياه بمصر بلغت 40 مليار دولار بما يعادل أكثر من 900 مليار جنيه، وستنفذ على مدار 20 عاما حتى حلول 2050، بهدف مواجهة تحديات المياه التى تتزامن مع زيادة عدد السكان فى مصر بعد أن وصلوا لنحو 105 ملايين نسمة خلال الوقت الحالى، ومحتمل وصول تعداد السكان فى مصر بعد 32 سنة لـ170 مليون نسمة، وبالتالى فهذا الفرق الزيادة السكانية يدعى وزارة الرى لتدبير الموارد المائية للسكان خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك على هامش حضور وزير الرى، افتتاح فعاليات ورشة العمل الدولية حول قضايا "المياه والطاقة والغذاء" والمنعقدة بمدينة أسوان خلال الفترة من 12 وحتى 17 نوفمبر الجارى، تحت رعاية الهيئة الدولية للمياه بالدول النامية وهيئة التبادل والتعاون الألمانى، وبتنظيم من جامعتى أسوان والزقازيق.
وأضاف عبد العاطى، فى تصريحات صحفية أن الخطة القومية للمياه بمصر الخطة تعكس إستراتيجية الدولة، ومن أهم المحاور الرئيسية فيها هى تحسين نوعية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحى والصرف الصناعى المنتشرة والتى تضخ الحكومة لها أكثر من 40 مليار جنيه لمعالجة مياه الصرف الصحى وتحسين نوعية المياه والذى ينعكس على إعادة استخدام المياه مرة أخرى فى مجالات معينة منها رى الحدائق والأشجار فى الشوارع بدلا من ريها بمياه نهر النيل، واستخدام مياه النيل فى الإنتاج الزراعى.
وكشف وزير الرى، عن أن الخطة مرتكزة على 4 محاور رئيسية، وهى المحور الأول تنقية المياه بشكل جيد وإعادة استخدامها ومنها مياه الصرف الصناعي، والمحور الثانى، يتمثل فى ترشيد الاستهلاك من خلال اعتماد الرى الحديث فى الأراضى الزراعية القديمة بدلاً من الغمر واختيار نوعية بذور لمحاصيل كثافة الإنتاجية وقليلة فى استهلاك المياه، والمحور الثالث يتمثل فى تنمية الموارد المائية الحالية من خلال اعتماد جميع المدن الساحلية على تحلية مياه البحر واستغلال مياه الأمطار والسيول وتنمية التعاون مع دول حوض النيل من خلال ربط فيكتوريا بالبحر المتوسط، والمحور الرابع يتمثل فى تهيئة البيئة المناسبة التى تبنى على مصارحة الشعب حول الوضع المائى الحالى.
وفى سياق متصل، أوضح عبد العاطى، أن هناك مبادرة سيتم تنفيذها خلال أيام قليلة بالتعاون مع وزارتى الأوقاف والإنتاج الحربى وستنفذ فى أول مسجدين أحدهما مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، للاستعانة بنظام موفر للمياه، وخلال المبادرة سيتم إجراء قياس قبل وبعد تطبيق النظام الموفر للمياه، وسيتم بعد ذلك تعميمه بالتعاون مع أحد البنوك الوطنية والجمعيات الأهلية.
وحول "السدة الشتوية"، قال الدكتور محمد عبد العاطى، إن وزارة الرى تدرك تمامًا أن الوقت الحالى يعد بداية موسم السياحة الشتوى بأسوان، مشيرًا إلى أن السدة الشتوية معلن توقيتاتها ومناسيبها وستنفذ بداية من شهر يناير القادم، مؤكدًا على أنه بالتنسيق بين الرى ووزارة النقل تعمل حالياً شركات التكريك فى المجرى الملاحى لنهر النيل، وهناك إجراءات احترازية لتفويج المراكب لمنع تكرار ما حدث العام الماضى والذى جاء نتيجة لعدم التزام بعض البواخر السياحية فى خط السير فى مجرى نهر النيل وعدم التزامهم بقواعد الملاحة النهرية خاصة فى ظل أنه مرت مئات البواخر بينما تعطلت الـ20 منها.
وحول مشاركته فى ورشة العمل الدولية حول قضايا المياه والطاقة والغذاء، أكد وزير الرى، على أن الورشة الدولية تعد تجمع لشبكات الجامعات الدولية وتشمل جامعات من مصر وأفريقيا وعدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بهدف تبادل البحوث فى ما يخص المياه، ومركز بحوث المياه فى مصر شريك هذه الجهات فى ورشة العمل الدولية، لمناقشة موضوعات مختلفة منها مشاكل المياه فى عدد من دول العالم، لافتاً إلى أن هناك تبادل للطلاب والباحثين فى هذا المجال.
ولفت "عبد العاطى"، إلى أن حضوره الجلسة الافتتاحية للورشة الدولية، مهم للغاية للتعرف على ما يتم مناقشته فى مجال المياه وعلاقتها فى مجالات الطاقة والغذاء، مشيرًا إلى ضرورة التواصل مع هذه الجامعات المصرية والمؤسسات البحثية الدولية، معلقًا: "عندنا مشاكل فى المياه ومهم جدا الاستعانة بكل الجهات المختلفة فى العالم لإيجاد حلول عديدة لهذه المشكلة".
ومن جانبه أكد اللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، على أن تنظيم هذا المؤتمر الدولى الحيوى هو بشرة خير بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن أسوان عاصمة الشباب الأفريقى لعام 2019 ، مرحبًا بالحاضرين من كوكبة العلماء والمتخصصين المشاركين فى فعاليات المؤتمر والذين أخذوا على عاتقهم تناول قضية المياه بإعتبارها من أهم القضايا المعاصرة والتى توليها الدولة المصرية إهتماماً خاصاً من خلال الحفاظ على نهر النيل من التعديات والتلوث ، بجانب العمل على ترشيد استخدام المياه، علاوة على تعظيم الاستفادة منه سواء بإنتاج الطاقة الكهربائية أو استصلاح الأراضى الزراعية لإنتاج وتوفير الغذاء وهو ما يتجسد هنا فى أسوان على أرض الواقع من خلال مشروعات عملاقة مثل السد العالى وخزان أسوان وتوشكى.
وكانت مدينة أسوان شهدت انطلاق فعاليات ورشة العمل الدولية حول قضايا "المياه والطاقة والغذاء" بدول حوض البحر الأبيض المتوسط والذى يقام خلال الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر الجارى، والذى افتتحه الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى واللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان بحضور الدكتور نوربرت ديشتل رئيس الهيئة الدولية للمياه والدكتور خالد عبد البارى رئيس جامعة الزقازيق والدكتور أيمن عثمان نائب رئيس جامعة أسوان.
يذكر أن المؤتمر الدولى للمياه والطاقة والغذاء يهدف إلى إسراع وزيادة وتوثيق التعاون الدولى بين الدول الأعضاء لدول حوض البحر الأبيض المتوسط حيث ستشهد ورشة العمل عرض العديد من المجهودات التى تقوم بها هذه الدول من أجل تعظيم الاستفادة من المياه فى كافة مجالات الحياة.