في الذكرى الـ 87 لميلادها..
قصة تراجع هند رستم عن العودة للتمثيل بسبب نور الشريف: شعرت بـ «القرف»
الإثنين، 12 نوفمبر 2018 05:00 مكتب- معتمد عبدالغني
عام 1979، قررت الفنانة الراحلة هند رستم، اعتزال الفن بعد رحلة سينمائية بدأت في الخمسينيات، مع أدوار الفتاة الشقراء القوية التي تمتلك رصيدًا كبيرًا من الإغراء والشقاوة، لكن بعد قرابة 10 سنوات يعرض عليها مشروع فني أقنعها بالعودة المؤقتة للتمثيل.
في لقاء في السبعينيات، مع الإذاعي وجدي الحكيم، ترثي هند رستم السينما المصرية، والوسط الفني الذي صار «سداح مداح»، على حد قولها، ولم تجد غضاضة في أن تقول إنها تشعر بـ «القرف» في بلاتوه التصوير، ومع ذلك أشادت ببعض نجوم الشباب آنذاك، مثل حسين فهمي، ونور الشريف، ومحمود يس.
كان هذا اللقاء إرهاصة وداع لـ «مارلين مونرو الشرق» قبل أن تترك -طواعية- بريق أضواء الشهرة، وتتفرغ لزوجها، والكلاب التي تعشق تربيتها، وفي ذات الوقت جاء توقيت الاعتزال متماشيًا مع الموجة الجديدة للإغراء لنجمات السبعينيات ميرفت أمين، ونجلاء فتحي، وسهير رمزي، بينما هند رستم كانت تودع أدوار الفتاة الدلوعة، لهذا كان الابتعاد في مصلحتها للحفاظ على صورة «عزيزة بنت الريس حنفي» التي يقع في غرام سلاطة لسانها، أجيال شابة رأت فيها نموذج للأنوثة المتمردة الطبيعية، التي لم تمسسها مشارط جراحة التجميل.
في أواخر الثمانينات، يستعد المخرج محمد أبو سيف، لخوض تجربة سينمائية جديدة، بعد أن قدم نفسه كمخرج في فيلمي «التفاحة والجمجة»، و«نهر الخوف»، والأخير كان بصمة سينمائية موفقة تحسب لنجل مخرج الواقعية «صلاح أبو سيف»، لهذا كان عليه البحث عن مشروع فني صادم ومؤثر، فلم يجد أمامه سوى فتاة أحلام الخمسينيات «هنومة» بطلة فيلم باب الحديد، ليحاول إعادتها للسينما.
في الوقت الذي كانت فيه هند رستم، متمسكة برفض فكرة العودة للفن، يعرض عليها المخرج محمد أبو سيف، فكرة جزء ثاني من فيلم «باب الحديد» بنفس أبطال الجزء الأول فريد شوقي، ويوسف شاهين، تعتمد أحداثه على مصير الشخصيات الرئيسية في الفيلم بعد مرور عشرين عامًا على مشهد النهاية لهنومة – بائعة الكازوزة- وهي ممدة على شريط القطار، وقناوي الأعرج بنصف وجهه الذي أسود بـ«الزفت»، يضع السكين على رقبتها، ثم إيداعه بعد ذلك مستشفى الأمراض العقلية.
تخيلت هند رستم الجزء الثاني، وتغيرت حساباتها الخاصة عندما أعجبتها الفكرة، وقررت أن تعود للسينما من أجل هذا الفيلم فقط، ثم تعود لعزلتها مرة أخرى، خاصًة أن «باب الحديد» مازال يحقق نجاحات على المستوى النقدي، وعرض في تلفزيونات فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا.
لكن طموح المخرج محمد أبو سيف، لم يجد نفس الصدى لدى فريد شوقي، الذي كان في مرحلة فنية مختلفة عن «ملك الترسو»، كذلك يوسف شاهين المنشغل بمشروع سيرته الذاتية «إسكندرية كمان وكمان»، إلى جانب أن باب الحديد قطعة أصيلة في عالم «جو» السينمائي، وتكملتها مع مخرج جديد، مغامرة كبرى، لهذا رفضا المشاركة في الجزء الثاني.
لم يعجز محمد أبو سيف، ويقرر الاستعانة بنجوم الثمانينات بدلًا من شاهين وفريد، ويرشح الفنان نور الشريف، للقيام بدور قناوي في العمل الجديد، خاصًة بعد تألقه اللافت في تجسيد شخصية يوسف شاهين، في فيلم حدوتة مصرية عام 1982.
عندما علمت هند رستم، بإسناد الدور لنور الشريف، قررت الاعتذار عن المشاركة والفيلم في طور الفكرة، كان تدرك أن وجودها في الجزء الجديد بدون يوسف شاهين، وفريد شوقي، ليس كافيًا، ولن يقتنع المشاهد بأن الفيلم الجديد استكمالًا للفيلم السابق، ولم تكن أزمتها مع نور الشريف لشخصه، على العكس كانت مرحبة بوجوده في «باب الحديد 2»، لكن في شخصية جديدة لم تظهر في نسخة الخمسينيات.
يمكنك تخيل جميع سيناريوهات الجزء الثاني، لكن من المؤكد أن شرارة التمرد والجنون لدى هنومة لم تكن ستتكرر بنفس القوة، وفريد شوقي نفسه قدم تجربة جزء ثاني لفيلم «رصيف نمرة5»، تحت عنوان «وحوش المينا»، ولم يجد نفس النجاح المتوقع.
شارك برأيك في هذا التصويت: هل كانت ستنجح تجربة «باب الحديد2» إذا خرجت للنور؟