ياسر عرفات لا يموت في ذاكرة الفلسطينيين: من فرط ما ناوش الموت ونجا
الإثنين، 12 نوفمبر 2018 12:00 م
«ومن فرط ما ناوش الموت ونجا, امتلأ لاوعيٌ فلسطيني خرافي بشعور ما بأن عرفات قد لا يموت!»، كلمات رثا بها الشاعر محمود درويش الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، والذي تمنى الشهادة طوال عمله النضالي والسياسي وتنبأ بها قبل عامين من وفاته، أثناء الاجتياح الإسرائيلى لرام الله فى أواخر مارس عام 2002: «يريدونى طريداً أو أسيراً أو قتيلاً، لا، وأنا أقول لهم شهيدًا، شهيدًا، شهيدًا».
وتمر اليوم الذكرى الـ 14 على استشهاد ياسر عرفات رمز النضال الفلسطينى، ولم ينجح أحد في تعويض غيابه، ولم يرث حنكته السياسية، فهو خلال 75 عاما حمل على عاتقه رسالة وحدة الصف الفلسطينى، فى سبيل استعادة حقوقه التاريخية المشروعة وتحقيق السلام القائم على العدل لا القائم على الظلم والاضطهاد.
من هو ياسر عرفات؟
ولد في القدس - فلسطين فى 4 /8 / 1929، اسمه الحقيقى هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، تلقى تعليمه فى القاهرة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصرى، وقاتل فى صفوفه منذ العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وتخرج مهندسا من جامعة فؤاد الأول، وانخرط فى شبابه فى الحركة الوطنية الفلسطينية؛ من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين فى 1944، وتولى رئاسته لاحقا، وفى الخمسينات أسّس مع إخوانه من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح»، وأعلن ناطقا رسميا لها فى 1965.
محطات فى حياة «أبو عمار»
فى العام 1958، غادر الرئيس ياسر عرفات جمهورية مصر العربية إلى الكويت، حيث عمل مهندسا، وقابل عدد من الشخصيات الفلسطينية، وناقش معهم فكرة تأسيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح»، بعد ذلك رجع إلى فلسطين، حيث قابل مجموعة من النشطاء الفلسطينيين ليعلن انطلاقة حركة فتح فى الأول من يناير 1965.
- بقي فى القدس حتى 1967م، وغادرها إلى الأردن، وعاد إلى فلسطين، بشكل سرى ثلاث مرات.
- قاد فصائل منظمة التحرير فى معركة الكرامة وذلك فى عام 1968، بمساندة الجيش العربى الأردنى، تم على إثرها تحقيق انتصار عظيم على الجيش الإسرائيلى.
- انتخب الرئيس ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى العام 1969م. وهو ثالث رئيس للمنظمة بعد أحمد الشقيرى ويحيى حمودة. ولازال رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
- بعد أحداث 1970م التى حدثت فى الأردن، غادرالرئيس على إثرها المملكة إلى بيروت، وبقى فيها حتى عام 1982، بعد حصار مرير فرضه الجيش الإسرائيلى على المدينة لمدة ثلاثة شهوراضطره للخروج، بعد عدة وساطات تم على إثرها انتقال عناصر المقاومة إلى تونس.
- اتخذ مؤتمر القمة العربية التى عقدت فى الرباط عام 1974م قرارا باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطينى، وفى 13 نوفمبر 1974؛ ألقى أبو عمار كلمة هى الأولى من نوعها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث قال عبارته الشهيرة: «لا تسقطوا غصن الزيتون من يدى» ومنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب فى الأمم المتحدة.
- كانت الانتفاضة الفلسطينية التى اندلعت فى 1987 نتيجة طبيعية لتراكم ضغوطات الاحتلال الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى، حيث سارع عرفات إلى توجيه الدعم لأبناء الشعب الفلسطينى فى سبيل توجيه انتفاضته لتحقيق أهدافه.
- وفى 13 سبتمبر 1993، وقع عرفات على اتفاقية إعلان المبادئ فى واشنطن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين.
- وفى 4 مايو1994، وقع اتفاق القاهرة ليعود إلى غزة فى يوليو، بعد 27 عاما من الاحتلال والقمع والقتل الإسرائيلى للشعب الفلسطينى.
- حصل على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع إسحق رابين وشمعون بيرس؛ نتيجة لمساعيه الصادقة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط.
- وقع الرئيس عرفات على اتفاق طابا فى عام 1995، وفى 20 يناير من نفس العام، انتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية من خلال انتخابات حرة مستقلة أشرف عليها العديد من دول العالم، وحصل على نسبة 83% من أصوات الناخبين.