قبل بيع مجوهراتها في مزاد علني.. هل تعرف من هي ماري أنطوانيت ملكة فرنسا السابقة؟
الإثنين، 12 نوفمبر 2018 09:00 ص
قبل طرحها للبيع في مزاد علني يوم 14 من شهر نوفمبر الحالي، بدأ في جنيف هذا الأسبوع عرض مجوهرات كانت تملكها ذات يوم «ماري أنطوانيت» ملكة فرنسا، بعد أن ظلت تتنقل بين مجموعات المقتنيات الخاصة لأكثر من 200 عام.
وقالت دار المزادات البريطانية سوذبيز، إنها تتوقع أن يبلغ عائد المزاد نحو 4.5 ملايين دولار. ومن المتوقع أن تُقدّر هذه المجوهرات بحوالي 4.5 مليون دولار. وكانت ماري أنطوانيت آخر ملكة لفرنسا قبل الثورة الفرنسية.
وماري أنطوانيت، هي ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ووالدة الأمير الصغير لويس السابع عشر والأميرة ماريا تريزا، تنسب لها المقولة المشهورة «إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً»، رغم أنه لا يوجد دليل على ذلك، والذي ذكر هذه العبارة جان جاك روسو في كتابه الاعتراف ولم يذكر اسم النبيلة التي قالتها. عموما تبدو هذه حكاية واهية منتشرة بين العامة.
ولدت عام 1755 في فيينا، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج، وهي أصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا ملكة، وتزوجت ماري أنطوانيت من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشر من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره.
كانت الملكة الصغيرة جميلة وذكية ومتهورة، وقد ملَّت الشكليات الرسمية لحياة البلاط، لذا اتجهت إلى الترويح عن نفسها بالملذّات، مثل: الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباق الخيول والمقامرة. كان ينقص ماري التعليم الجيد، ولم تكن تعطي الأمور الجادة إلا القليل من الاهتمام، ولم تتردد في عزل وزراء فرنسا الذين هددت جهودهم ملذاتها عن طريق خفض النفقات الملكية.
أصبحت ماري مكروهة جدًا، وقد تم تأنيبها على فساد البلاط الفرنسي، حيث كانت تسرف في إغداق الأموال على محاسيب البلاط، ولم تعط أي اهتمام للأزمة المالية بفرنسا. وقد رويت القصص الكاذبة والسيئة عنها، إلى حد أن أثيرت الشائعات على أنها كانت جاسوسة لحساب النمسا.
أصابت المآسي ماري مرتين في عام 1789م، حيث توفي ابنها الأكبر وبدأت الثورة الفرنسية، وقد فقد زوجها ـ الضعيف الإرادة ـ حكمه للبلاد تدريجيًا، ولكن ماري واجهت المخاطر بشجاعة، وحاولت أن تقوّي من إرادة الملك لويس، ولكنها زادت من غضب الشعب بسبب معارضتها العنيدة للتغييرات الثورية.
ماري أنطونيت
قام الملك ـ الذي كان يعمل بنصيحة ماري أنطوانيت ـ بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789م، ولكن أعقب المرتين العنف، وأصبحت السلطة الملكية أضعف، حيث أنه في المرة الثانية ـ في أوائل أكتوبر 1789م ـ اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة البائسة في مسيرة إلى فرساي وأجبرت العائلة الملكية على الانتقال إلى قصر تويلري بباريس. ومنذ ذلك الحين أصبح لويس وماري سجينين بالفعل.
كان بإمكانهما أن يكونا الحاكمين القادرين على لم شمل الأمة، من أجل دعم الملكية الدستورية، مثلما حدث في إنجلترا، لكنهما لم يتبعا نصيحة رجال الدولة المعتدلين مثل الكونت «دي ميرابو». بدلاً من ذلك، تآمرت ماري أنطوانيت للحصول على المساعدة العسكرية من حكام أوروبا خاصة من أخيها ليوبولد الثاني ملك النمسا، ورفضت أن تعطي أية امتيازات مطلقًا للثوار.
كانت ماري أنطوانيت ذات شخصية كاريزمية وهي الحاكمة الفعلية للدولة لأن لويس السادس عشر كان ضعيف الشخصية متردد غير متوازن مما فسح المجال لماري أنطوانيت للتسيد وتكون صاحبة الكلمة العليا في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، لا هم لها سوى الترف والسلطة والفخر بقوميتها الألمانية وبأسرتها النمساوية الملكية.
مارى أنطونيت
بعد نجاح الثورة الفرنسية الإطاحة بالملك لويس السادس عشر، ومعه زوجته الملكة مارى أنطوانيت في عام 1793، فوجئ الجميع بتحول لون شعر الملكة إلى الأبيض في الليلة التي سبقت إعدامها، حيث ربط الجميع حينئذ بين هذه الظاهرة العجيبة وبين مشاعر الخوف التي عاشتها ماري قبل تنفيذ الحكم بإعدامها، ليطلق على تلك الحالة متلازمة ماري أنطوانيت.
وبحسب المؤرخين، ففي عام 1768 أرسل لويس الخامس عشر مدرسا إلى النمسا لتعليم زوجة حفيده في المستقبل، ووجد المعلم أن ماري أنطوانيت أكثر ذكاء مما كان يتوقع، ولكنه أضاف أنها أيضا كسولة نوعا ما وتافهة للغاية.
مارى أنطونيت
وفي 16 مايو 1770 سافرت مارى أنطوانيت فيينا، حيث كانت أميرة النمسا إلى فرنسا لتتزوج من لويس أوجست وهي في 14 من عمرها، وكان هو في 15 من عمره، وكان يرافقها في رحلتها 57 عربة، و376 من الخيل، وبسبب سنها الصغير لم تتكيف مع الحياة الزوجية أو حتى تحمل المسئوليات الملكية، تقضى أوقاتها بين الحفلات والرقص.