مصائب بالملايين.. كيف تؤثر الأخبار الكاذبة بمواقع التواصل على قرارات المستثمرين؟
الأحد، 11 نوفمبر 2018 06:00 مكتبت: رانيا فزاع
الحديث عن تأثير الأخبار الكاذبة على الأسواق المالية يحتاج إلى مئات الكتب، فالقصص المفبركة لا تنتهي وتأثيراتها السلبية لا تتوقف، ويتساوى في ذلك جميع البورصات والأسواق حول العالم.
المحزن في الأمر أن بعض المستثمرين يعتمدون على معلومات مواقع التواصل الاجتماعى قبل شراء الأسهم، في ظل أن كثير من هذه المعلومات غير جديرة بالثقة، وأغلبها يستهدف مسبقاً ضرب بعض الاقتصادات بناء على خطة موضوعة من قبل دول معادية.
بين عامي 2012 و 2013 تسببت المقالات الإخبارية الزائفة المنشورة في منافذ الأخبار الصينية بشكل مباشر في انخفاض سعر أسهم بعض الشركات، وادعت القصص أن إحدى الشركات فقدت أصولًا حكومية، وانخرطت في ممارسات بيع غير طبيعية وإعداد تقارير مالية خاطئة، مما قضى بطبيعة الحال على بعض الشركات ونهض بأخرى منافسة.
أعطت الزيادة في الأخبار المزورة على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2016، الفرصة للحكومة الصينية لتوجيه أصابع الاتهام إلى الفشل الواضح للديمقراطيات في معالجة هذه المشكلة، وتبرير فرض المزيد من التدابير الصارمة، لفرض رقابة على محتوى المنشورات.
قصص النشر المثيرة، وإن كانت غير صحيحة مربحة للغاية، الأمر الذي يجعل الإقبال عليها كثيفاً، وخاصة أنها لا تكلفهم شيئا، فلاحظت مطبعة جامعة أكسفورد أنه يمكن لأي شخص لديه كمبيوتر محمول واتصال بالإنترنت أن يساهم في عمل الأخبار، ولاسيما مع تزايد ما يطلق عليه المواطنون الصحفيون، الأمر الذي بات يسبب قلقاً للحكومات في دول العالم المختلفة.
على الرغم من أن التنبؤ بما سيحدث في سوق الأوراق المالية أمر مستحيل إلى حد كبير، إلا أن هناك علاقة مباشرة بين سوق الأسهم والانتخابات الحكومية أو غيرها من الأحداث السياسية الرئيسية، فخلال احتجاجات عام 1989، هبط مؤشر هانغ سنغ بنسبة 22 ٪ في يوم واحد، وفقد 37٪ من ذروته في اليوم التالي من تصويت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وألغى كل من S & P 500 وسهم داو جونز كل مكاسبهما لعام 2016 .
وعانت بورصة ناسداك أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ عام 2011 وفي أعقاب ذلك انخفض الجنيه الاسترلينى بشكل كبير وتم تداوله عند حوالي 15 ٪ أقل مقارنة بالدولار ، و 12 ٪ أقل مقارنة مع اليورو ، مما كانت عليه قبل الاستفتاء.
وتشعر الحكومة الألمانية بالقلق من تأثير القصص الإخبارية المزيفة على العملية الديمقراطية التي اتفقت عليها خططًا لتجميل شبكات اجتماعية تصل إلى 50 مليون يورو (43 مليون جنيه إسترليني) لفشلها في إزالة الأخبار الكاذبة التشهيرية ، مثل خطاب الكراهية ومحتويات غير قانونية أخرى.
كما أن التدابير التي فرضتها ألمانيا والصين ليست سوى أمثلة قليلة على التدابير التي تفرضها الحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل مكافحة الأخبار المزورة، بالنظر إلى انتشار التأثيرات العالمية للأخبار المزيفة على السياسة والمجتمع والاقتصاد.