أسباب إنتشار الجريمة المعلوماتية.. أنواع المجرم الإلكتروني من المتخصص لـ«المحترف»
الأحد، 11 نوفمبر 2018 02:00 م
كثرت في الآونة الأخيرة تعدد الجرائم وتطورها وفقا للتطورات المتلاحقة في العصر الحديث، والعدالة الجنائية التي هي المعارف والعلوم التي تحقق حفظ وحماية حقوق الإنسان ومنع الاعتداء عليها، وبما أن هذه الجرائم تعددت وتطورت وتنوعت وازدادت بكثرة متناهية ونتيجة هذا التطور في عالم المعلوماتية نشأت ونمت أنواع جديدة من الجرائم التي ما كانت لتبصر النور لولا ظهور هذه الآلة التي اتفق على تسميتها بجهاز الكمبيوتر.
هذه الجرائم تنوعت واتخذت مظاهر مختلفة بحيث أصبحت اليوم تطرح إشكاليات خطيرة على الصعيدين الاقتصادي والقانوني، فهي تشكل تهديدا لكل مناحي الحياة ومنها بالطبع الاستثمار بسبب القرصنة، هذا من جهة، كما تستدعي مراجعة شاملة للأحكام والنصوص القانونية، هذه المراجعة تظهر دون عناء أن القوانين التقليدية قاصرة على تغطية هذه الجرائم لأن تطبيق هذه القوانين يفترض وقوع الجرم على أموال مادية بينما جرائم المعلومات تقع على أموال معنوية لا تغطيها هذه القوانين.
«صوت الأمة» ترصد فى التقرير التالى الجرائم الحديثة والمستحدثة التى تتنوع وتتضاعف يوما بعد يوم، ويختلف مرتكبوها عادة عن المجرمين التقليديين لأنهم في الغالب أشخاص على مستوى عال من العلم والمعرفة-وفقا للمحكم الدولى والمحامى بالنقض رجب السيد قاسم.
اقرأ أيضا: نصب وتزوير وإرهاب.. 330 جريمة إلكترونية وقعت في شهر على يد تشكيلات عصابية
مرتكبو الجرائم الإلكترونية يختلفوا عادة عن المجرمين التقليديين لأنهم في الغالب أشخاص على مستوى عال من العلم والمعرفة، وقد يكون بعضهم من صغار السن أي من طلاب المدارس هذا الوضع يجعلنا بطبيعة الحال نخرج عن الإطار التقليدي للنظرة إلى المجرم العادي، فالإثبات الجنائي بالأدلة الرقمية يعد اليوم من أبرز التطورات وهناك ما يسمى الجريمة المعلوماتية أو المجرم المعلوماتي-بحسب «قاسم».
وتعرف الجريمة الالكترونية عموما، في نطاق القانون الجنائي - الذي يطلق عليه أيضا تسميات قانون الجزاء وقانون العقوبات وهي عموما: «فعل غير مشروع صادر عن إرادة جنائية يقرر له القانون عقوبة أو تدبيرا احترازيا»، نود التأكيد على أهمية هذه القاعدة في تعريف الجريمة، فبيان عناصر الجريمة «السلوك، والسلوك غير المشروع وفق القانون، الإرادة الجنائية، وأثرها - العقوبة أو التدبير الذي يفرضه القانون» من شأنه في الحقيقة أن يعطي تعريفا دقيقا لوصف الجريمة عموما، ويميز بينها وبين الجرائم المدنية أو الجرائم التأديبية-طبقا لـ«قاسم».
تعريفات الجريمة الإلكترونية
واختلفت التعريفات للجريمة الالكترونية فمنها التعريفات التي تستند إلى موضوع الجريمة : تعريفها بأنها: «نشاط غير مشروع موجه لنسخ أو تغيير أو حذف أو الوصول إلى المعلومات المخزنة داخل الحاسب او التي تحول عن طريقه»، وتعريفها بأنها: «كل سلوك غير مشروع أو غير مسموح به فيما يتعلق بالمعالجة الآلية للبيانات أو نقل هذه البيانات»، أو هي «أي نمط من أنماط الجرائم المعروف في قانون العقوبات طالما كان مرتبطا بتقنية المعلومات» أو هي «الجريمة الناجمة عن إدخال بيانات مزورة في الأنظمة وإساءة استخدام المخرجات إضافة إلى أفعال أخرى تشكل جرائم أكثر تعقيدا من الناحية التقنية» .
تعريف جرائم الكمبيوتر
أما ظاهرة جرائم الكمبيوتر فتعرف علي أنها: «الأفعال غير المشروعة المرتبطة بنظم الحواسيب»، أما تعريف جريمة الكمبيوتر : فإنها «سلوك غير مشروع معاقب عليه قانونا صادر عن إرادة جرمية محله معطيات الكمبيوتر» فالسلوك يشمل الفعل الإيجابي والامتناع عن الفعل، وهذا السلوك غير مشروع باعتبار المشروعية تنفي عن الفعل الصفة الجرمية، ومعاقب عليه قانونا في عدة دول لأن اسباغ الصفة الاجرامية لا يتحقق في ميدان القانون الجنائي إلا بارادة المشرع ومن خلال النص على ذلك حتى لو كان السلوك مخالفا للاخلاق-هكذا يقول «قاسم» .
اقرأ أيضا: "الجريمة الالكترونية" تقف عند حدها.. تعرف على تفاصيل القانون الجديد وعقوباته
المجرم الإلكترونى
أما بشأن المجرم الالكتروني وتعريفه وهل هناك نموذج محدد للمجرم المعلوماتي ؟؟ بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك نموذج محدد للمجرم المعلوماتي، وإنما هناك سمات مشتركة بين هؤلاء المجرمين ويمكن إجمال تلك السمات فيما يلي:
- مجرم متخصص: له قدرة فائقة في المهارة التقنية ويستغل مداركه ومهاراته في اختراق الشبكات وكسر كلمات المرور أو الشفرات، ويسبح في عالم الشبكات ليحصل علي كل غالي وثمين من البيانات والمعلومات الموجودة علي أجهزة الحواسب ومن خلال الشبكات.
- مجرم عائد للإجرام: يتميز المجرم المعلوماتي بأنه عائد للجريمة دائما، فهو يوظف مهاراته في كيفية عمل الحواسيب وكيفية تخزين البيانات والمعلومات والتحكم في أنظمة الشبكات في الدخول غير المصرح به مرات ومرات. فهو قد لا يحقق جريمة الاختراق بهدف الإيذاء وإنما نتيجة شعوره بقدرته ومهارته في الاختراق.
- مجرم محترف: له من القدرات والمهارات التقنية ما يؤهله لأن يوظف مهاراته في الاختراق والسرقة والنصب والاعتداء علي حقوق الملكية الفكرية وغيرها من الجرائم مقابل المال.
- مجرم ذكى: حيث يمتلك هذا المجرم من المهارات ما يؤهله إن يقوم بتعديل وتطوير في الأنظمة الأمنية، حتى لا تستطيع أن تلاحقه وتتبع أعماله الإجرامية من خلال الشبكات أو داخل أجهزة الحواسيب.
اقرأ أيضا: تخوفات من «مكافحة الجرائم الالكترونية»..وخبراء يكشفون حقيقة مشروع القانون
الفرق بين الجريمة الالكترونية وغيرها من الجرائم :
ثمة فروق بين الجريمة المعلوماتية سواء كانت تقليدية أو مستحدثه من عدة وجوه:
- الجريمة المعلوماتية أو الإلكترونية يكون مسرح الوقائع أو مسرح الجريمة؟ غير موجود، فمسرح الجريمة هنا هو الفضاء الإلكتروني بأثره.
- أن الجاني والمجني عليه لا يشترط أن يكونا في مكان واحد أو في دولة واحدة على عكس الحال في الجرائم العادية مثل المخدرات والتي لها مسرح جريمة ومن ثم يكون لها محل للمعاينه.
- مبدأ إقليمية النص الجنائي، وما يعنيه ذلك للجرائم المعلوماتية وجرائم الإنترنت ومدي إمكانية تطبيق القوانين الوطنية على الجرائم الواقعة بالإنترنت.
- أن الجرائم المعلوماتية أو الإلكترونية قابلة للتوسع والابتكار إذا هي مرتبطة في الأساس بالتقدم التقني والمعلوماتي.