رئيس «المحطات النووية» لـ«صوت الأمة»: مفاعل الضبعة أطول عمرا من محطات سيمنز بـ80 عاما (حوار)

ما خطوات العمل القادمة فى مشروع الضبعة ؟ والجدول الزمنى لها ؟
 

 ـ يمر تنفيذ مشروع المحطة النووية بثلاث مراحل رئيسية،  أولها التحضيرية لما قبل الإنشاء ومدتها عامين ونصف العام، وهى التى يمر بها المشروع حاليًا، وتشمل الأعمال والأنشطة الخاصة بالتصميم واستصدار الأذون والتراخيص، وإعداد التجهيزات اللازمة للبدء فى إنشاء المحطة وتشمل عقد الاجتماعات الفنية بين فريقى المشروع من الجانبين المصرى والروسى، وتبادل الوثائق الفنية، وتنفيذ التزامات طرفى التعاقد وفق الجدول الزمنى المتفق عليه، ومتابعة إجراءات الحصول على التراخيص والموافقات الأمنية للخبراء، والأجهزة والمعدات اللازمة لأعمال المسح الهندسى بالموقع.

 

والثانية مرحلة الإنشاء وتستغرق خمسة أعوام ونصف تقريبًا، وتبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء، وتشمل جميع الأعمال الخاصة بالإنشاءات والتركيبات والتدريب والتجهيز لبدء اختبارات التشغيل.
 

والثالثة مرحلة الاختبارات لما قبل التشغيل ومدتها عام تقريبًا، وتبدأ بعد الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل حتى التسليم الابتدائى للوحدة، وذلك مع الحصول على ترخيص تشغيل المحطة.

 

إنتاج محطة الضبعة من الكهرباء يساوى إنتاج محطة واحدة لسيمنز، ومع ذلك فالضبعة بـ 25 مليار دولار، فى حين أن محطة سيمنز بمليارى يورو؟
 

 ـ رغم أنه يجب تقييم المحطة النووية من منظور أوسع وأعمق من مجرد التقييم الاقتصادي، فإنه من المنظور الاقتصادى فإن اقتصاديات المشروع أكثر من ممتازة، حيث يتم التقييم الاقتصادى استنادًا لحساب متوسط تكلفة إنتاج وحدة الكهرباء (ك.و.س)، التى تشتمل التكاليف الرأسمالية والوقود والتشغيل والصيانة طوال العمر التشغيلى لمحطات القوى النووية. والمحطة النووية بعمرها التشغيلى الطويل الذى قد يمتد حتى 80 عامًا، تتميز بقدرتها التنافسية الاقتصادية العالية مقارنة بمحطات سيمنز من خلال طول العمر التشغيلى لمحطات القوى النووية الذى لا يقل عن ضعف مثيلاتها لمحطات سيمنز من نوع  الدورة المركبة، وانخفاض تكاليف الوقود والتشغيل والصيانة، ما يمنحها ميزة هامة تتمثل فى استقرار وجدوى توليد الكهرباء على المدى الطويل.

 

كما تجدر الإشارة إلى أن الاستراتيجية المصرية لتأمين الإمداد بالطاقة الكهربية، ترتكز على عدم الاعتماد على مصدر وحيد أو تكنولوجيا بعينها فى توليد الكهرباء، حيث يجب تنويع تلك المصادر ضمن مزيج هو الأمثل لتوليد الكهرباء من الناحية الاقتصادية ووفق محددات النظام الكهربى المصري.

 

 

«روس اتوم» التى تنشئ الضبعة بـ 25 مليار دولار، هى نفسها التى تنشئ مؤخرًا نفس المشروع لتركيا بـ 16 مليار يورو؟
 

 ـ يجب أن نشير إلى أن الرقم 25 مليار دولار هو سقف الائتمان المقدم لتمويل عقود تنفيذ المحطة بالكامل، شاملا عقد توريد الوقود النووى ودعم التشغيل والصيانة، وعقد الوقود المستنفذ وليس العقد الرئيسى لإنشائها فقط، وفق الاتفاقية المالية الحكومية، كما يجب ملاحظة أنه عند تناول أى أرقام عن تكاليف أية مشاريع مشابهة يجب تناولها بشكل أكثر دقة من خلال تحديد المكونات الحقيقية لهذه التكلفة ونوع المشروع، فكما هو معروف أن العقد التركى الذى وقعته روسيا مع تركيا هو من قبيل النظام بنظامBOO  «البناء والتملك والتشغل»، فالمالك والمشغل هو الجانب الروسي، أى أن المفاعل التركى هو مفاعل روسى على الأراضى التركية، أما المفاعل المصرى فهو ملك الجانب المصرى، كما يجب أيضًا تناول كل البنود التجارية والمالية لتنفيذ هذه المشروعات وأخذها بعين الاعتبار.

 

نشرت الصحف الروسية أن الرئيسين الروسى والمصرى اتفقا على مضاعفة قرض الضبعة إلى 45 مليار دولار؟ فهل هذا صحيح وما الذى تغير؟
 

ـ هذا الخبر عار تمامًا عن الصحة، ولم يكن أبدًا مطروحًا للنقاش من الجانبين. ونؤكد أن قيمة التمويل وبرامج تنفيذ المشروع تتم طبقًا للاتفاقيات الموقعة.

 

 

ما خطة الصيانة للمشروع والمسئول عنها والجدول الزمنى لها وتكلفتها ؟
 

 ـ صيانة وإدارة المفاعل مسئولية الجانب المصرى، وسيتم تدريب الكوادر المصرية بمعرفة المورد الرئيسى للمحطة، ويشمل التعاقد مع شركة روس اتوم الروسية تدريب الكوادر المصرية، وسيتم تدريب 2150 فردًا على التشغيل والصيانة وإدارة المفاعلات النووية.

 

 

كم تبلغ فوائد القرض والجدول الزمنى لتسديدها؟
 

 ـ القرض المقدم للجانب الروسي، حكومى وفق الاتفاقية المالية الحكومية الموقعة من الجانبين فى 19/11/2015، وبموجبها تمنح الحكومة الروسية نظيرتها المصرية، ائتمانًا لتمويل 85% من قيمة عقود تنفيذ المشروع، ومثل هذا النوع من الاتفاقيات يتميز بشروط تمويلية ميسرة تتمثل فى أقل معدل للفائدة، مقارنة بالقروض الممنوحة من البنوك  التجارية والمؤسسات التمويلية الدولية.

 

ووفق الاتفاقية المالية، فالقرض يتم سداده على 22 عامًا بعد الانتهاء من الاستلام الابتدائى للوحدات النووية.