يا عزيزي كلنا سلبيون
الجمعة، 09 نوفمبر 2018 03:40 م
ما أن تتجول في شوارع وحواري روما وتنظر لأعلى المنازل أو ترى أسطح البنايات من الأدوار العليا إلا أن يلفت نظرك الجمال في أغلب الأسطح والشرفات المزروعة إما بالثمار أو الزهور فجميعها تملأها النباتات بشكل مبهج وصحي ومفيد أيضا .
أما في مصر فيعتبر الناس أن البلكونات والأسطح ماهي هي إلا أماكن لتجميع الكراكيب التي تملأها الأتربة في مظهر غير حضاري بالمرة .
وفي ظل الظروف الصعبة التي نحياها نحتاج بشدة لأفكار وجهود ذاتية تساعد على تيسير المعيشة ، فالجميع يشكو ولديه الحق في أكثر الأحيان ، ولا بد من الاعتراف أيضا أن هناك تقصيرا من الحكومة في توفير المنتجات وضبط الأسواق والسيطرة عليها ولكن هل يكفي النحيب والشكوى فقط وهل يفيدان في شيء ؟
حتى وإن استطاعت الدولة حل المشكلات أليس للمواطن أي دور في تغيير حياته للأفضل ببذل بعض المجهود أو تغيير مفاهيمه وتعديل سلوكه فالحكمة تقول أن تضيئ شمعة أفضل من أن تلعن الظلام .
قد يكون في بعض الجهود الذاتية حل للمشكلات اليومية فمثلا في ظل غلاء الخضروات وأيضا الشك في استخدام البعض للمبيدات لماذا لا يفكر الناس في الاستفادة من الأسطح وزراعة مكونات طبق السلطة اليومي على أقل تقدير فيصبح لديهم يوميا طعام صحي ومفيد ومضمون بتكلفة بسيطة ؟ ولماذا لا يفكروا في زراعة الشجر المثمر أمام المنازل ؟
ما هو الضير في اجتماع سكان كل عقار على تنفيذ فكرة مفيدة كهذه ؟ فهي بالإضافة لتوفير الخضروات تعد مظهرا جميلا وعاملا صحيا يساعد في تنقية الهواء وأيضا هي فكرة مبهجة وجميلة .
يستطيع كل منا ببعض الأفكار والجهد أن يضيف للحياة وللمجتمع قيمة إيجابية وأن يحل مشكلة ، فحتى وإن لم يكن دوره فليجعله دوره وهدفه وأن يقدم بيديه لنفسه ولمجتمعه ولو إضافة واحدة جميلة ومفيدة قد تصبح سُنة يقلدها الغير إلى أن نصبح يوما مثل الشعوب المتقدمة التي تعي قيمة الفرد وعطائه ودوره في تقدم مجتمعه ونجاحه ، فالشعوب الناجحة لا تتحجج بالأعذار، والفاشلة لا تتوقف عن المبررات ولا أحد يستطيع تحقيق أي إنجاز بالأمنيات فقط ولكن بالإرادة والإصرار والمبادرة ببذل الجهد تتحقق المعجزات ، وشعب مصر عظيم ويستطيع ولا ينقصه سوى الإرادة الجادة لتحدي الصعاب .
وهنا يأتي دور الدولة ممثلة في وزارة الزراعة لعمل حملات توعية لتشجيع المواطنين على تنفيذ الفكرة مع تقديم المساعدات الفنية والعلمية وتذليل العقبات لمن يرغب في تنفيذها .
في اعتقادي أن لو سكان كل عقار و شارع قرروا معا الحفاظ على نظافة منطقتهم ووضع صندوق قمامة خاص بمخلفاتهم ، وقرروا زراعة الأسطح وغرس شجرة مثمرة أمام كل منزل ، مع الاهتمام بزراعة الزهور ونباتات الزينة في شرفاتهم ستصبح مصر أجمل من دول أوروبا التي نحكي ونتحاكى عنها وكأنها معجزة ، فنحن دائما ما نلقي باللوم على عوامل خارجية مع أننا شخصيا لا نحاول أن نصبح أكثر رقيا وتحضرا وإيجابية حتى نستطيع أن نطالب حكومتنا أيضا أن تحذو حذو حكومات الدول المتقدمة وأن نحاسبها على التقصير ..
في النهاية وإن أردنا العدل والإنصاف في إطلاق الأحكام فيا عزيزي كلنا سلبيون .