«المنافع المتبادلة بين البلدين».. مصر تدخل مرحلة جديدة من الشراكة مع الصين (التفاصيل الكاملة)
السبت، 10 نوفمبر 2018 04:00 م
«المنافع المتبادلة بين البلدين».. هكذا قرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، طبيعة التعاون المصري - الصيني، والمشروعات المشتركة بين البلدين، والتعاون التجاري بينهما والذي يستهدف تحقيق طفرة في الاقتصاد المصري، إضافة لجذب وتشجيع الاستثمارات المشتركة وبالأخص التعاون والاستفادة من النجاحات الصينية للعمل على انتاج منتج مصري متميز قادر على المنافسة العالمية تشارك الصين في تسويقه وتصديره، للخارج خاصة السوق الصيني .
وجائت مشاركة مصر في معرض الصين الدولي للاستيراد المقام في مدينة «شنغهاي» ضمن عوامل نجاح التعاملات المصرية الصينية تجاري، حسبما أوضح «مدبولي»، بالإضافة إلى كونها جائت في إطار الأهداف المستقبلية لمصر لتسويق منتجاتنا وإعادة التوازن للميزان التجاري مع الصين، خاصة وانه حاليا ما زال يميل الى الجانب الصيني حيث تصل الفجوة بيننا بما قيمته 10,6 مليار دولار لصالح الصين.
كما حققت تلك المشاركة واحدا من الأهداف الهامة لمصر وهو بالإضافة إلى جهود وزارة التجارة والصناعة في التعامل مع الجانب الصيني، زيادة الصادرات إلى الصين لذلك كان هذا المعرض فرصة جيدة جدا لتسويق المنتجات المصرية في الصين وبالتالي تشجيع الصادرات المصرية عالميا بوجه عام.
ولكونه سوق تجاري ضخم يقدر حجمه بنحو مليار و300 مليون، اهتمت الدولة المصرية، بالصين نظرا لتزايد احتياجات المستهلك الصيني، وعلي الرغم من الجهود الصينية الناجحة في توفير غالبيتها، إلا إنها لازالت تحتاج إلى استيراد الكثير من المنتجات ومن هنا جاءت هذه الفرصة لتسويق المنتج المصري سواء كان هذا المنتج استهلاكيا كالمنتجات الزراعية والصناعية وأيضا المنتج السياحي.
اقرأ أيضا: كيف تستفيد مصر تصديريا من حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين؟.. "التمثيل التجاري" يجيب
وأضاف أن نائب الرئيس الصيني أشار خلال زيارته لمصر الى أن هناك 135 مليون سائح صيني سنويا، نصيب مصر منهم 300 الف فقط، ولذلك لزم علينا تسويق المنتج السياحي المصري ليس فقط خلال هذا المعرض بالصين ، ولكن في مثل هذه المعارض التي تقام بدول العالم، الأمر الذي جعل مشاركة مصر بمعرض شنغهاى من الهمية التي قد تشجع وتضاعف عدد السياح الصينيين لمصر من ثلاثة الي أربعة أضعاف، وهو ما يترجم بالتالي لدخل بالعملة الصعبة الي مصر .
وشدد رئيس الوزراء علي أهمية الصين كونها شريكا استراتيجيا لمصر، خاصة مع العلاقات التاريخية المتنامية بين الدولتين والعلاقات علي المستوي الشخصي بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي والتي يمكن وصفها بأنها علاقات علي أقوى ما يكون .. مشيرا الى انه منذ أن بدأ زيارته التي اختتمها مؤخرا الى الصين وهناك حرص شديد ملموس من الجانب الصيني لاظهار مدي الاحترام الشديد للرئيس السيسي والاشادة بكل الخطوات التي تقوم بها مصر .
وأضاف أن مبادرة «الحزام والطريق» التي اطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ تهدف الي المزيد من التسويق عالميا ووضع الصين في مكانة اكبر عالميا، وأن تنفيذ هذه السياسة والمبادرة الطموحة لاعادة احياء طريق الحرير القديم، تجد اهتماما كبيرا من القيادة الصينية وعلى كافة الاتجاهات والمجالات .. مشيرا الى أن مصر تطمح ايضا الى الاستفادة المتبادلة من هذه المبادرة الطموحة لجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية من خلال دولة الصين .
وأوضح الدكتور مصطفي مدبولي أن مصر تهتم بالاستفادة من التجربة الصينية عبر قيام الصين بإنشاء أماكن ومراكز مختلفة داخل مصر يتم من خلالها تسويق المنتج المصري عالميا، أو ان تقوم الصين بانتاج جزء من منتجاتها التي تعتزم تسويقها في مصانع مقامة داخل مصر .. مشيرا الى أن ذلك ما يتم تنفيذه حاليا في مشروعات مثل المنطقة الصناعية الصينية بمشروع تنمية منطقة قناة السويس وأيضا مشروعات الوزارات المختلفة ومنها وزارة التجارة والصناعة التي تعمل حاليا على اقامة مدينة غزل ونسيج وملابس بالتعاون مع الجانب الصيني في مدينة السادات .
وحول تأثير الحادث الارهابي الغادر الأخير بالمنيا علي الجهود المصرية الحالية علي المستويين الاقتصادي والسياحي، قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، : لا شك أننا جميعا كمصريين لمسنا النجاحات الكبيرة التي تحققت مؤخرا لدحر الإرهاب والقضاء عليه، والضربات الاستباقية التي قامت بها الدولة ممثلة في الجيش والشرطة للقضاء علي الارهاب وتجفيف منابعه .
وتابع قائلا: إننا ايضا نلاحظ التباعد الكبير مقارنة بما مضي للهجمات الارهابية وقلة عددها وانحسارها وضآلة تأثيرها، ويجب على المواطن المصري أن يعي وينتبه الي حقيقة مؤكدة، انه مع كثرة النجاحات المصرية ستكون هناك محاولات للنيل من مصر من جانب، وفي نفس الوقت من جانب آخر ستستمر ضربات الدولة الاستباقية للحد من محاولات الارهاب والتقليل من تأثيرها، في وقت أصبح الارهاب ظاهرة عالمية لا تعاني منه مصر وحدها بل يصيب أكبر دول العالم، ولا تستطيع أي دولة في العالم مهما بلغت قدراتها ان تتخلص منه بدرجة 100 في المائة .
ووجه رئيس الوزراء رسالة الي المواطن المصري بأنه مهما حدث من محاولات خبيثة للنيل من نجاحات الدولة وجهودها، لا يجب ان نصاب بالاحباط بل يجب علينا جميعا مواجهتها علي مستوي الدولة ممثلة في الحكومة والجيش والشرطة الي جانب المواطن، خاصة وأن الارهاب ليس له ملامح وليس شخصا معروف الهوية او متواجدا باماكن محددة لمحاربته، لكنه عدو متخف يتسلل بيننا مستخدما تقنيات تكنولوجية عالية ووسائل التواصل الاجتماعي ويتم تجنيد البعض من ضعاف النفوس عبر شبكة الانترنت الدولية، لذلك تحول الارهاب الي ظاهرة عالمية تبذل مصر وغيرها من الدول جهودا كبيرة وضخمة لمواجهته ، وبالفعل والحمد لله حققت مصر في ذلك الاطار نجاحات شهد بها العالم أجمع .
وقال رئيس مجلس الوزراء ان الغرض الخبيث من الضربات الارهابية هو التأثير علي الدول واصابتها باهتزازات وايجاد حالة من عدم الاستقرار لدي المواطنين، وبالتالي اختيار توقيتات الضربات قد يكون مقصودا، لكن علي شعوب العالم والشعب المصري الواعي ان نعي هذا المخطط الخبيث ونتغلب عليه بعيدا عن الاحباط والتشكيك، وايضا عبر الثقة في قدرات أجهزة الدولة القوية التي حققت نجاحات هائلة لدحره ومواجهته، مع استمرار كافة أجهزة الدولة الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، في البناء والتنمية والعمل المتواصل لتشكيل حاضرنا ومستقبلنا المشرق.