متي ينتهي العنف ضد الطلاب؟.. دخل التابلت المدارس وما زالت العصا في إيادي المعلمين
الخميس، 08 نوفمبر 2018 06:00 م
ظاهرة العنف المدرسي ضد الأطفال تزداد يوما بعد يوم ، فعلي الرغم من التحذيرات المتكررة من المسئولين من انتهاء عصر الضرب داخل الفصول المدرسية ، إلا أن هذه الظاهرة لم تنتهي بعد فلا يخلو عام دراسي إلا وتابعنا حالات التعدي علي تلاميذ بالضرب من قبل مدرسيهم ، متزامنة هذه الوقائع مع تبني وزارة التربية والتعليم نظام تعليمي جديد وحل التابلت مكان الكتب التقليدية في المدارس، وفي وقت تطور أسلوب وطريقة التعليم التي يتلقى بها الطالب دروسه يبدو أننا لم نستطيع تطوير عقول بعض المدرسين.
البداية كانت في منطقة شبرا الخيمة، حيث شهدت واقعة تعدي بمدرسة "صلاح الدين الايوبي" عندما قامت مدرسة بالضرب المبرح على طالب، فبعدما عاد إلى منزله وشاهد والده ووالدته أثار الضرب على أبنهم توجهوا علي الفور إلى مدير المدرسة والذي استدعى بدوره المعلمة التي لم تكتفي بما فعلته وتطاولت عليهم وقامت بسبهم وطردهم من المدرسة ليتوجهوا إلى قسم أول شبرا الخيمة لتحرير محضر بالواقعة يحمل رقم "19626اداري ".
وفي مدرسة الاحايوة الابتدائية بالعسيرات جنوبي محافظة سوهاج، صفعت معلمة تلميذ علي وجهه أمام زملائه في الفصل فقفز من الطابق الأول، ليتوجه والد الطفل ويدعي مصطفي علي عبد الباسط إلى مركز شرطة العسيرات لتقديم بلاغ يتهم فيه "أميرة.م.س"مدرسة بمدرسة الأحايوة الابتدائية بصفع أبنه جمال علي وجهه أمام زملائه في الفصل مما دفعه إلى القفز من الطابق الأول للمدرسة.
لم تنتهي حوادث الاعتداء علي الطلاب في المدارس فقد قام أحد المدرسين ويدعي " ماجد .و" بمدرسة "احمد ابو حسين "بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط بضرب التلميذة " نورا. ه" الطالبة بالصف السادس الابتدائي بالعصا 6 مرات علي يدها خلال حصة الألعاب، وبعد أن انتهي منها توجه إلي زميلتها ليضربها فقام بإصابة عين نورا التي كانت تقف بجوار زميلتها فسقطت علي الأرض، ولم تفيق إلا علي صوت مدير المدرسة وهو يقول «يلا يانورا هنروح المستشفي نطمن عليكي» لم يكتفي المدرس بما فعله وقام بالتلفظ بكلمات خارجة وعند حضور والديها نصحه أحد الأطباء بالتوجه إلى مستشفي أسيوط لأن ابنته تحتاج إلى إجراء عملية في عينها وأنها مصابة بنزيف داخلي في العين، لتجري نورا عمليتين في عينها حتي الآن وأكد والدها أنه سيتبع كل الطرق القانونية في الفترة القادمة لاسترداد حق أبنته موضحًا أن أبنته «خايفة ترجع المدرسة تاني بعد واقعة الضرب على الرغم من توقيف المعلم لمدة شهر لحين الانتهاء من التحقيقات».
الدكتورة رحاب العوضي استشاري الطب النفسي قالت إن تعرض الأطفال للضرب يحولهم إلى بلطجية وإرهابيين، وعلي المعلم أن يعرف جيدًا كيف يجعل الأطفال يحبونه وبالتالي يمنحونه ثقتهم مشيرة إلي أن ضرب الطفل عموما يشعره بالإهانة ويولد داخله عدوانية دائمة ويكره بسببها الناس ويتحول إلى بلطجي أو ينضم بسببها إلى جماعات إرهابية.
وتضيف دكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس «أنه لابد من الكشف الطبي والنفسي علي المدرسين كل عام حتى يتم التأكد من سلامة المدرسين النفسية»، مؤكدة أن نسبة كبيرة من الأطفال تعاني من "تبولا لا إراديا "بسبب المدرسين وخوفهم من الذهاب إلى المدرسة وكثرة تعرضهم للضرب ما يؤثر علي تعاملهم مع الآخرين.
كما كشفت دراسة أمريكية نشرت في يوليو 2017 أن محاولة تهذيب سلوك الأطفال من خلال ضربهم يمكن أن يؤثر سلبا على حالتهم المزاجية والسلوكية ويجعلهم أشخاصًا عدوانيين.
وأشارت الدراسة التي أجراها فريق البحث بجامعة ميسوري الأمريكية إلى أن الأثر الذي يتركه الضرب على تعديل سلوكيات الطفل لحظيا، ويخلف أثارا أخرى سلبية في المستقبل وأن الأطفال الذين يعاقبون بشدة يكونون أكثر عدوانية لدى بلوغهم سن 10 إلى 12 عاما كما يكونون أقل إظهارا للسلوكيات الإيجابية.