تعرف على تفاصيل إنشاء 100 مدرسة ألمانية في مصر أعلن عنها وزير التعليم

تخضع منظومة التعليم المصرية لمجموعة من التغيرات الجذرية بشقيها الأساسي والجامعي، تهدف إلي الارتقاء بمستوي هذه المنظومة وجودة الخريجين، بل والأهم من ذلك وجد التعليم الفني لنفسه مسارا جديدا الهدف منه الاهتمام بجودة الخريجين وملائمة المناهج لمطالب سوق العمل في مصر.

ومن أبرز مؤشرات اهتمام الدولة بهذا القطاع ما أعلنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، حول قرب تدشين أكاديمية لتأهيل المعلمين وإنشاء 100 مدرسة ألمانية في مصر، منهم 50 مدرسة تعليم فني مزدوج، ومع الطموح الذي يحمله هذا المسار تبرز تساؤلات حول أسباب اللجوء إلي النظام الألماني في التعليم بمصر والتوسع في تجربته بهذا الشكل دون غيره.

المراقب لتطور التعليم الفني في الوقت الحالي يلاحظ حالة الغموض التي تعم الخريجين لهذا التعليم في ظل عدم قدرتهم على إيجاد فرص عمل تناسبهم، ولكن وسط هذا الغموض هناك تجربة ناجحة مطبقة منذ سنوات تتبني منظومة التعليم الفني الألمانية منذ سنوات طويلة، ولكن على قدر النتائج المرضية التي تحققها هذه التجربة مازالت تحتاج إلي جهود لتوسيع منهج التطبيق لتعظيم الاستفادة من المناهج الألمانية لتخريج عمالة فنية مدربة على العمل بالمصانع ولديها الخبرة الكافية للإنتاج من اليوم الأول للعمل بدون خسائر.

المركز الوطني للموارد البشرية التابع للاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، تجربة يمكنها أن تجيب على عدد كبير من الأسئلة المتعلقة بأهمية تطبيق التجربة الألمانية التي تسعي الحكومة لتطبيقها في الوقت الحالي، علما بأن هذا المركز يطبق المنهج الألماني في التدريب المزدوج والذي يجمع بين الدراسة النظرية والعملية في المصانع بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي الـ"GIZ"، وكانت من أبرز نتائجه الاحتفال قبل أسابيع بتخريج نحو 50 ألف عامل فني مؤهل للعمل على مستوي الجمهورية.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد حلمي هلال رئيس المركز الوطني للموارد البشرية، أن المركز سعي منذ عدة أشهر لتعزيز التعاون المصري الألماني في مجال التعليم الفني وتوسيع قاعدة الاستفادة من هذه المناهج المتطورة، وكانت النتيجة هي ما أعلن عنه وزير التربية والتعليم بإنشاء 100 مدرسة ألمانية في مصر في الفترة المقبلة، مشيرا إلي أن الجانب الألماني أبدي رغبة كبيرة في توسيع التعاون في هذا الإطار.

وكشف محمد حلمي هلال فى تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، عن استعداد وفد مصري للتوجه إلي ألمانيا في الفترة من 2 وحتى 7 ديسمبر المقبل، من أجل وضع الرتوش النهائية الخاصة بتنفيذ الاتفاق قريبا ومراحله، مشيرا إلي أن الهدف من تنفيذ الفكرة هو نشر المنهج الألماني المبني على الانضباط والكفاءة.

ويري محمد حلمى هلال، أن النموذج التعليمي على أعتاب نمو قوي في محور التنمية البشرية والتعليم الفني، وأن تجربة المركز الوطني استطاعت أن تستوعب المبادئ الأساسية للتجربة الألمانية وما يتماشى معها ويتناسب مع الواقع المصري.

وأعتبر محمد حلمي هلال، أن التوسع في توفير عمالة فنية مؤهلة يمكنه أن يمثل مصدر من مصادر الدخل القومي لمصر، علما بأن القارة الأوروبية من المقدر أن تحتاج إلي 20 مليون عامل فني خلال العشر سنوات المقبلة، وهو ما يفتح الباب لتوفير عمالة مصرية مؤهلة بشكل كبير ولديها شهادات معتمدة كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب المنعقد في شرم الشيخ حاليا.