المشروع النووي السعودي.. ماذا فعل محمد بن سلمان لتحقيق حلم المملكة؟
الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 06:00 م
بعد كثير من العراقيل التي واجهت المملكة العربية السعودية في امتلاك برنامج نووي سلمي، خطت الرياض خطوة فعلية، معلنة عن إنشاء أول مفاعل للأبحاث النووية.
ووضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء أمس الاثنين حجر أساس، 7 مشروعات استراتيجية، في مجالات الطاقة المتجددة والذرية وصناعة الطائرات، وغيرها وذلك خلال زيارته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وأنهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في شهر يوليو الماضي جولة ناجحة لتفقد تطوير البنية الأساسية للبرنامج النووي السعودي، بناءً على طلب الحكومة السعودية.
وقال رئيس فريق الوكالة الدولية وقتها فوزية باستوس، إن السعودية أصبحت مهيأة تماما لإنشاء أول مفاعل نووي على أراضيها، وأن تقرير الفريق الزائر أكد أن اللمملكة أحرزت تقدما كبيرا في تطوير بنيتها الأساسية النووية، مضيفة أنها تسعى إلى تنويع وزيادة قدرتها على إنتاج الطاقة، لضمان استمرار النمو الاقتصادي والتنمية.
وضم الفريق خبراء من البرازيل وإسبانيا وبريطانيا، إلى جانب موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين راجعوا وضع 19 قضية تتعلق بالبنية الأساسية لإنتاج الطاقة النووية في السعودية.
ومن المقرر أن يقود المفاعل النووي الجديد، لتطوير الصناعة النووية وبحوثها المتخصصة ونقل تقنياتها إلى السعودية، بما يدعم مشروع وطموحات الرياض النووية السلمية من خلال الالتزام بمعايير الأمان الوطنية والدولية التي توصي بها وكالة الطاقة الذرية.
ويستهدف مشروع المفاعل النووي السعودي تأهيل وتطوير القوى البشرية، والكفاءات البحثية المرتبطة بالعلوم والهندسة النووية، وإجراء البحوث العلمية المتخصصة، وتطوير الصناعة النووية ونقل تقنياتها، ما يدعم المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة.
وترغب المملكة العربية السعودية في بناء محطتين للطاقة النووية بصفة مبدئية، على أن يتم إنشاء 16 مفاعلًا في العقود المقبلة بتكلفة تبلغ 80 مليار دولار، إذ تخطط المملكة لامتلاك طاقة نووية حجمها 17.6 جيجاوات بحلول العام 2032.
وأكدت المملكة العربية السعودية أنها تريد الاستفادة من مواردها من اليورانيوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الوقود النووي، وإنها غير مهتمة بتحويل التكنولوجيا النووية إلى الاستخدام العسكري، وستلتزم باستخدام البرنامج للأغراض السلمية، واستخراج اليورانيوم محليًا، وتطوير الطاقة النووية كقطاع.
وخلال شهر يوليو الماضي، أعلنت كوريا الجنوبية، إن مؤسستها للطاقة الكهربائية (كيبكو)، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا، ستكون ضمن القائمة القصيرة للمشروع النووي السعودي، وإن الاختيار سيقع على الفائز في 2019 على الأرجح.
وتحتاج السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم إلى الطاقة النووية، لتنويع مصادر الطاقة لديها، بحيث يمكنها من زيادة صادرات النفط الخام بدلًا من حرقه لتوليد الكهرباء.
ويخصب وقود اليورانيوم المفاعلات النووية بنحو 5% فقط، وهو مستوى أقل من نسبة الـ90% اللازمة لاستخدام المواد الانشطارية في قنابل نووية.