«هما معانا ولا علينا».. «النباشين» على بُعد خطوات من الاندماج مع منظومة النظافة الجديدة
الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 02:00 م
أرادت الحكومة بتطبيقها لمنظومة النظافة الجديدة، أن تحقق عدد من الأهداف أبرزها هو القضاء على النباشين لما يسببوه من فوضى حول تجمعات القمامة، حيث يستخلصون منها القابل للبيع ويتركون المخلفات العضوية، لكنهم عضو مؤثر وفعال فى كل منظومات النظافة السابقة، فلا يمكن الاستغناء عنهم، مما دفع الدولة للبحث عن إمكانية دمجهم فى المنظومة الجديدة للنظافة.
تجدهم فى الحوارى والأزقة يعملون فى صمت بمحيط أى تجمع للقمامة يرونه حتى وإن كان مجرد شنطة ألقاها أحد المواطنين فى الشارع، فيحولون منازلهم لأماكن لفرز ما يجمعوه من زجاجات كنز وزجاج وبلاستك وكارتون، فبعضهم جديد فى المهنة والبعض الأخر ورثها عن آباءه، حيث ينتشرون بشكل أكبر فى محافظات بحرى وكلما توغلت فى صعيد مصر تراهم يختفون.
إقرأ أيضاً : «اليوم بجنيه».. الحكومة تدعم منظومة الجمع المنزلي والنظافة بمشروع قانون جديد
يختلف الوضع كثيراً فى محافظات الصعيد عما هو عليه فى محافظات وجه بحرى، حيث تستأثر الأحياء التابعة للمحافظات أو شركات النظافة سواء التابعة للجمعيات الأهلية أو الأفراد بالعمل فى جمع المخلفات، وخاصة فى المحافظات الحدودية وذات الطابع السياحى، ويتم التركيز على مخلفات الفنادق، لما تحتويه على الكنز الحقيقى فى القمامة وهو الذى يتم بيعه.
وفى أسيوط، تتم عملية جمع القمامة من خلال بعض الجمعيات أو جامعى قمامة غير تابعين لأى جهة وهناك النباشين الذين يقومون بجمعها من القمامة بالشوارع وينتشرون فى القرى والمراكز أكثر من المدينة، وفى هذه المحافظات أيضاً، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تمتهن السيدات هذه المهنة، وذلك بسبب أنها مهنة صعبة وعادة ما تكون القمامة فى أماكن بعيدة ولها مخاطر تهدر بعض كرامتهن.
وفى مناطق الأبراج بأسيوط يقومون بجمع القمامة بطريقتين، إما من خلال الاتفاق مع اتحاد الملاك أو خفراء الأبراج السكنية، وخلال الجمع يتم فرزها فى أحد الشوارع، بحيث يتم رفع زجاجات البلاستيك، والكانزات، والأوراق فى أجولة لبيعها للتجار المتخصصين، وباقى القمامة والمخلفات العضوية يتم وضعها فى أجولة مختلفة، تسلم لمصنع السماد العضوى بمدينة أسيوط حيث تتم معالجته ليتحول إلى سماد عضوى.
اقرأ أيضا: «اليوم بجنيه».. الحكومة تدعم منظومة الجمع المنزلي والنظافة بمشروع قانون جديد
وفى كل الأحوال فإن القمامة تدر دخلا كبيرا للنباشين وللشركات على حد سواء، وبالنسبة للنباشين يصرفون على أسرهم منها، حيث يقومون ببيع المخلفات الصلبة «أوراق –كانزات – زجاج – حديد» لتجار الخردة الذين يتعاملون مع الشركات الكبرى التى تقوم بتدوير وإعادة تصنيع هذه المخلفات.
أما فى الأقصر، انتشرت خلال الفترة الأخيرة مجموعة من النباشين، حيث يتوجهون لأماكن تجمع القمامة ليلاً كل يوم لفرز القمامة واستخلاص ما يرغبون فيه، ويقومون بترك الباقى بمشهد مروع فى شوارع المحافظة، الأمر الذى دفع رجال مجالس المدن لشن حملات موسعة على العربات الكارو، والتكاتك الخاصة بالنباشين لمواجهة تلك الأزمة.
ولمواجهة تلك الأزمة فى أحد أهم المدن السياحية فى مصر، ومنع ظهور نباشين القمامة من شوارع المدينة تخرج الحملات كل 8 ساعات من قبل مجلس المدينة لنقل القمامة من الصناديق المنتشرة بمختلف أحياء وشوارع المدينة إلى العربات وإرسالها لأماكن تجميع القمامة تمهيدًا للاستفادة منها
وفى البحر الأحمر، فإن نظام التعاقد السنوى مع شركات النظافة مازال مستمراً، حيث يتم تجميع القمامة من المنازل «نظام الجمع السكنى»، كما يتم تنظيف شوارع الغردقة ومرسى علم من خلال هذه الشركات بعد تعقدها مع المحافظة التى سلمتها مصنع لتدوير وفرز القمامة بنظام الايجار، من خلال أكثر من 300 عامل يقومون بالعمل.
ويتم تسخير سيارات مخصصة لنقل القمامة من المدينة إلى منطقة الفرز غرب مدينة الغردقة خلف الحرفيين، ويتم فرز البلاستيكات والكرتون والمعادن الاخرى التى تصلح، وينقل المواد التى سيعاد تدويرها لمصنع تدوير القمامة بالقاهرة لحين الانتهاء من تشغيل مصنع تدوير القمامة الجديد بمدينة الغردقة التابع لمجلس المدينة، ويتم الدفن البيئى الأمن للمرفوضات من القمامة.
أما فى وجه بحرى، فقد فرض الوضع البيئى بها وجود النباشين كمهنة أساسية فى منظومة النظافة بها، وإن كان ذلك غير شرعى، فوجود هذه الفئة من العمالة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بانتشار تراكمات القمامة، حيث أصبحت مشكلة النباشين فى الإسكندرية تمثب عقبة أمام منظومة النظافة لما تسببه من تشويه لهذه المدينة العريقة، لم يتوقف الأمر عند نبش القمامة وتشويه الشوارع فقط، بل وصل إلى ممارسة أعمال بلطجة والاعتداء بالأسلحة البيضاء على عمال شركة النظافة التى تعاقدت معها المحافظة.
وفى منطقة منشية السادات بمحافظة الشرقية، أنشأ النباشون مملكتهم الخاصة، حيث يتمركز عملهم اليومى فى مناطق الغشام والقومية، فى جمع المنتجات البلاستيكة، وتربية الخراف على المخلفات العضوية من بواقى المأكولات، حيث ترى الخراف يطلقها أمامهم النباشين للراعى فى أكوام القمامة وفتح الأكياس البلاستيك للبحث عن بواقى الطعام، وبعدها يأتى دور النباشين لجمع المنتجات البلاستيكية، والكارتون، والكانز وغيرهم.
ومن جانبه، اقترح شحاتة المقدس، نقيب الزبالين فى مصر، عدة خطوات لتفعيل المنظومة الجديدة للنظافة، وتتمثل أولى هذه الخطوات فى إنشاء وزارة للنظافة تكون مسئوليتها النظافة فقط، لأن مسألة القمامة فى مصر مهدر دمها بين 13 جهة، والكل يأخذ قرارات وجميعها يتعارض مع بعضه.
ويرى «المقدس» أن هذه الوزارة لن تحصل على أى دعم مادى من الدولة يكفيها فقط أن تأخذ ما يتم جمعة على فواتير الكهرباء من الشقق والمحلات، ثم يتم شراء معدات جديدة بدلا من التى تم إهلاكها وسرقتها فى أعقاب ثورة يناير، وتوظيف اكثر من 3 ملايين عامل نظافة، وتأسيس شركات من عمال النظافة الذين يعملون على أرض الواقع.