هل تفسد الدعاية غير التقليدية للكتب صناعة النشر؟ أو تسيء للمنتج الأدبي؟ أم أنها ضرورة " فيديو "
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 10:29 ص
صارت طوابير الفتيات المرتديات أردية حمراء تشبه القفطان أو العباءة الحمراء القانية، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، محط أنظار متابعي المعرض، بعدما ظهر طابوران من الفتيات المرتديات العباءات في دعاية لرواية الروائية الكندية مارجريت أتوود" المترجمة حديثا إلى العربية بعنوان "جارية" والصادرة عن دار "روايات للنشر" التابعة لمجموعة كلمات عربية.
جزء من طابور السيدات المرتديات حرملات للترويج لحكاية جارية
طابور السيدات يحملن نسخا من كتاب حكاية جارية
وتجولت الفتيات في أروقة المعرض، وكل منهن تحمل نسخة من الرواية الجديدة، وارتدت الفتيات هذه الملابس التي تشبه القفطان، وعلى رؤوسهن قلانس، لفتت أنظار رواد المعرض، وربما حمستهم لشراء الرواية.
والدعاية التي قدمتها دار النشر للرواية الصادر ترجمتها حديثا، تفتح باب الجدل حول ما إذا كانت الدعاية للأعمال الروائية تفسد الأدب، والمنتج الأدبي، وتسيء له، أم أنها إحدى متطلبات صناعة النشر.
والحقيقة أن صناعة النشر، مثل أي صناعة، تحتاج لدعاية جيدة، وتسويق مهم، في ظل عالم تتراجع فيه معدلات القراءة تراجعات مرعبة، فحسب تقرير لمؤسسة الفكر العربي، صدر عام 2011، يقرأ المواطن العربي بمعدل 6 دقائق سنويا، وإن كان هذا الرقم قد ارتفع من 2011، إلى هذا العام، فإن لجنة شؤون النشر بالمجلس الأعلى للثقافة ذكرت أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا.
سابقة في إطلاق كتاب باللغة العربية... كيف تراها؟#معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب#شغف_بالمعرفة#محتوى_ترند pic.twitter.com/qyakaAYryg
— محتوى (@Mohtawaae) November 3, 2018
ودونية القراءة، وتردي أعداد الكتب المباعة، يظهر في عالمنا العربي، من المحيط إلى الخليج، فبينما نحظى بعالم عربي كبير وواسع، وأعداد سكان يتجاوز 287 مليون نسمة، نجد أن أكثر الكتب مبيعا تحقق مبيعات تصل إلى خمسين ألف نسخة، أو مائة ألف نسخة على مدار أكثر من عام، وليس عام واحد.
وبينما تنشر دور النشر الأجنبية، خاصة الألمانية، الطبعة الأولى من كل إصدار، حوالي خمسين ألف نسخة، لا تجرؤ دار نشر مصرية أو عربية على نشر أكثر من عشرة آلاف نسخة للكُتاب الأكثر مبيعا، ولأسماء الكُتاب الأكثر مبيعا.
ونظرا لأن الناشرين المصريين والعرب لا يكشفون في الغالب عدد طبعات كل كتاب، فأننا لا نمتلك أرقاما حقيقية تعبر عن واقع النشر المصري والعربي، لكن المؤكد أن صناعة النشر في مصر والوطن العربي بحاجة لأفكار غير تقليدية لترويج الكتب، والمطبوعات، والأعمال الأدبية الصادرة، مثل فكرة "حكاية جارية" التي ابتكرتها دار "روايات للنشر" للرواية الصادرة للكاتبة الكندية مارجريت أتوود.
والتنويهات التي تضعها دور النشر، فوق الأعمال الروائية وعلى أغلفتها الخلفية، بأن هذا الكتاب بيع عشرات ومئات النسخ في مدينة من المدن، أو أن الناقد الفلاني كتب عنه، أو غيرها من التنويهات، هي محاولة لجذب القارئ إلى المنتج الفني، الذي هو هنا كتاب أو رواية يتناول قصة من القصص، وكذلك العبارات التي يوصي المؤلف ناشره بكتابتها مجتزأ على خلفية غلاف من الأغلفة، هي أيضا من ضمن الأفكار الترويجية التي تساعد على جذب قارئ عابر سبيل، متجول في رواق من أروقة المعارض، أو قارئ ملول، لا يرغب في قضاء وقت طويل، حتى يصل إلى لب الحكاية، أو قارئ متعجل، يرغب في شراء الكتب التي تساعده على قضاء ساعات السفر، وتخفيفها عليه.
مبادرة دار روايات للنشر الإماراتية، بجعل فتيات يرتدين ملابس موحية، تقترب من قصة الرواية، ويمشين بها في طرقات معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمثابة إلقاء حجر في بحيرة الدعاية الترويج للكتب الراكدة، وللأسف تظل أفكار التسويق للكتب والأعمال الروائية الجديدة، قاصرة على توجهات بدائية، بإطلاق صفحة للكتاب، أو العمل، والترويج لها بعمل صور على برنامج الفوتوشوب، دون الاقتراب من أفكار مختلفة، كفكرة دار روايات للنشر