هل ينقض أكل لحم الإبل الوضوء؟.. الفقهاء يوضحون أوجه الخلاف في القضية

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 07:00 م
هل ينقض أكل لحم الإبل الوضوء؟.. الفقهاء يوضحون أوجه الخلاف في القضية
لحم الآبل

 

أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية على أحد الأسئلة التي وردت إليها بشأن: يحب أبس لحم الإبل كثيرا وبعد تناوله لها رفض أحد الجيران الصلاة خلفه زاعما أن وضوءه قد انتقض بأكله لها، فما صحة قوله هذا؟

وقالت اللجنة في معرض ردها على السؤال: اختلف الفقهاء في نقض الوضوء بأكل لحم الإبل على قولين، والراجح المفتي به عندنا أنه لا ينقض الوضوء بأكل لحمها، وهو مذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والصحيح من قول الشافعية، وهذا القول مروي عن أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبى بن كعب وأبى طلحة وأبي الدرداء وابن عباس وعامر بن ربيعة وأبي أمامة رضي الله عنهم أجمعين، وبه قال جمهور التابعين.

اقرأ أيضا: الإفتاء تجيب عن سؤال: هل يجوز للابن أن يتزوج مطلقة أبيه التي لم يدخل بها؟

وتابعت اللجنة: واستدلوا بما روى ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الوضوء مما خرج لا مما دخل) أخرجه الدارقطني، ولما روى جابر قال: (كان آخر الأمرين عن رسول الله ص ترك الوضوء مما مست النار)، أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه، لأنه مأكول أشبه سائر المأكولات فى عدم النقض، والأمر بالوضوء فيه محمول على الاستحباب أو الوضوء اللغوى وهو غسل اليدين.

وأكمل: «وعلى هذا فإن كان الوالد متوضئا قبل أكله للحم الإبل ولم يحدث بسبب آخر فوضؤه صحيح، وأما كلام الجار فهو موافق لقول الحنابلة ومن وافقهم، وكان ينبغي أن لا ينكر عليه لوجود خلاف معتبر شرعاً في المسألة».

واختتمت لجنة الفتوى ردها: «والقاعدة أنه لا ينكر المختلف فيه، وربما أدى مثل ذلك إلى منكر أشد من وقوع التباغض بين الناس، وهو ما ننبه إلى اجتنابه لأن مقصود صلاة الجماعة هو وحدة كلمة المسلمين واجتماعهم لا فرقتهم».

وأطلق المؤشر العالمي للفتوى الصادر مؤخرًا عن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم «إنفوجرافًا»، كشف خلاله عن ارتفاع نسبة فتاوى العبادات مقارنة بالمجالات الأخرى على مدار العام 2018، تحت عنوان «مجالات الفتوى على مستوى العالم».

وبحسب المؤشر، شكلت فتاوى العبادات 42% من إجمالي 500 ألف فتوى متداولة في 33 دولة عربية وأجنبية، مرجعا ذلك إلى تعدد المسائل الخاصة بها وتنوعها من طهارة وصلاة وصوم وزكاة وحج، فضلًا عن حرص المستفتين على التعرف على أحكام عقيدتهم.

وذكر المؤشر العالمي للفتوى، أن ذلك يحدث لا سيما خلال المواسم الدينية من حلول شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، ومواسم الحج والعمرة، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغيرها، حيث دارت أغلب الفتاوى حول أحكام الصوم والزكاة وأحكام الأضحية وكيفية أداء مناسك الحج ومبطلاته.

وأوضح المؤشر، تصدر مصر قائمة الدول الأكثر إصدارًا لفتاوى العبادات، بعدما قدرت بما يقرب من 91 ألف فتوى من إجمالي العينة المرصودة، وقد يرجع ذلك إلى غزارة الإنتاج الإفتائي بمصر بشكل عام، واهتمام الجهات الإفتائية المصرية بالمبادرة في إطلاق الفتاوى لا سيما في المواسم الدينية، مع تنوع القنوات والوسائل التي تنشر من خلالها تلك الفتاوى.

وبحسب المؤشر، الذي تصدره وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء، فإن الفتوى تأثرت بكافة العوامل المحيطة بها، ودلل على ذلك ببروز الفتاوى التي دارت حول صلاة الخسوف، عقب ما شهدته العديد من الدول من ظاهرة خسوف القمر في يوليو الماضي.

قد يعجبك: الإفتاء تجيب عن سؤال: كيف يقبض ملك الموت أرواح البشر في وقت واحد؟

هذا فضلًا عن ربط المستفتين بين عباداتهم والأجواء المحيطة بهم، الذي ظهر في الدول التي تشهد عدم توترات وعدم استقرار، حيث ربط البعض بين حكم الزكاة في مناطق بعينها، وأحكام الصلاة والزكاة للاجئين والمهاجرين في مناطق أخرى.

ووفقا للمؤشر، استحوذت فتاوى المجتمع والأسرة على ثاني أكثر المجالات المتداولة في الفتاوى بنسبة 15% بما يقرب من 75 ألف فتوى، تنوعت بين فتاوى الزواج والطلاق والتعامل بين الأبناء والآباء، وكان ارتفاع نسب ومعدلات الطلاق في العديد من الدول العربية سببًا في ارتفاع معدلها.

وذكر المؤشر، أن انتشار عدد من العادات في بعض الدول، كان سببًا في استحواذ فتاوى الشئون والعادات على المركز الثالث بنسبة 14% من إجمالي العينة المرصودة، كالذبح للسيارات الجديدة، وكذبة أبريل، ورش المياه على القبور، وزينة رمضان، وغيرها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة