منتدى شباب العالم.. ماركة صُنع في مصر
السبت، 03 نوفمبر 2018 02:59 م
اليوم السبت، تنطلق فعاليات منتدى شباب العالم على أرض السلام، مدينة شرم الشيخ.. المنتدى العالمي في دورته الثانية، والإقبال اللافت على المشاركة فيه، يؤكدان أن هذه الفعالية اكتسبت صفة وثقة دوليتين من مختلف شباب العالم.. فأول عشرة أيام من فتح باب التسجيل لحضور المنتدى تقدّم حوالي 35 ألف شاب من 156 دولة، والمفاجأة أن 70% من المتقدمين من دول أجنبية، و30% فقط من مصر والدول العربية.
الإقبال يُثبت أن الشباب المصري المُدرّب والمؤهَّل، عندما تُتاح له الفرصة في الإدارة والتنظيم، يُحقِّق النجاح بامتياز، فالمؤتمر يحمل ختم وشعار "صُنع في مصر"، فهو صناعة مصرية خالصة من شباب مصر الذي أثبت أنه على قدر التحدّي في التنظيم والإعداد لكل التفاصيل، دون استعانة بأية خبرات أجنبية، ودون أن تتكلّف الدولة أية نفقات أو مصاريف، وهذا يُعني أننا دخلنا عصر الاحتراف في تنظيم المؤتمرات والمعارض، وأصبحت لدينا خبرات شبابية قادرة على وضع نواة حقيقية في صناعة تُدرّ ملايين الدولارات، وهي صناعة المؤتمرات والمعارض، بعيدًا عن عصر "الفهلوة" و"كله تمام معاليك".
الشباب المصري، خاصة شباب البرنامج الرئاسي والأكاديمية الوطنية للتدريب، أثبتوا الكفاءة والجدارة في تولّي المسؤولية عن واحد من أضخم المؤتمرات الشبابية في العالم، بحضور 6 آلاف شاب من 150 دولة حول العالم، ومشاركة عدد من قادة ورؤساء الدول.
حُسن التنظيم والإعداد والإدارة كلها تجعل المنتدى منصّة كُبرى للتنشيط والترويج السياحي لمصر، وشرم الشيخ تحديدًا، دون إنفاق أموال طائلة على زيارات الترويج الخارجية، كما يبعث هذا الحدث رسائل قوية بشأن الأوضاع الاقتصادية والأمنية لمصر.
المنتدى أيضًا منصّة ديمقراطية؛ للاستماع للشباب وأفكارهم وآرائهم، والتواصل مع صانعي القرار الحاضرين، ومن ثمّ الاستماع إلى الشباب، صوت المستقبل وحاملي رايته، كما أنه منصّة للمحبة والسلام وتلاقي أفكار وإبداعات شباب العالم، وتحاور الثقافات والحضارات وتعارف الشعوب.
المستقبل ملك الشباب.. والقضايا والمحاور التي أعلنها المنتدى تهم الجيل المقبل بالدرجة الأولى.. فالسلام هو ما يسعى إليه العالم؛ من أجل حياة آمنة مُستقرّة للمستقبل، والتنمية هي الثمار التي سيحصدها الشباب، والإبداع لغة عالمية لتفاعل الثقافات ونشر ثقافة السلام والمحبة.
وقت طويل ضاع ونحن نرفع شعار الشباب دون أن يصبح واقعًا على الأرض، وتجاهلنا ثروة بشرية قادرة على الإنتاج والإبداع والقيادة والمسؤولية، فهل يُعقل أن بلدًا يُمثّل الشباب قرابة 60% من تعداد سكانه، وتتجاهل قيادته في سنوات ما قبل 2011 هذا الحيّز البشري الضخم، وتتجاهل الثقة فيه والعمل على تأهيله وتدريبه ومنحه المسؤولية مبكّرًا، حتى صدق عليها قول الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل: "سلطة شاخت فوق مقاعدها".
على العكس من الموقف السابق، جاءت 30 يونيو بقيادتها لتُقدّم الشباب إلى الصفوف الأولى، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح حرصه على الاهتمام بالشباب، وخصّص لهم عامًا لدعمهم، وقرّبهم منه. فالدول التي تعتمد على شبابها لا تمرض أبدًا، وتحيا شابة فتيّة.