الإفتاء تجيب عن سؤال: هل يجوز للابن أن يتزوج مطلقة أبيه التي لم يدخل بها؟

الأحد، 04 نوفمبر 2018 11:00 ص
الإفتاء تجيب عن سؤال: هل يجوز للابن أن يتزوج مطلقة أبيه التي لم يدخل بها؟
مجمع البحوث الاسلامية

أجابت لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أحد الأسئلة المثيرة التسي وردت إليها عن: هل يجوز للابن أن يتزوج مطلقة أبيه التى لم يدخل بها؟
 
وقالت الإفتاء في معرض ردها على السؤال، إنه «يحرم على الابن أن يتزوج مطلقة أبيه دخل بها أو لم يدخل، ومثله الجد، وإن علا، سواء أكان من العصبات كأبي الأب، أم من ذوي الأرحام كأبي الأم، لقوله تعالى: { وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا».
 
وأضافت الإفتاء في ردها:  قال ابن كثير رحمه الله: يحرم الله تَعَالَى زَوْجَاتِ الْآبَاءِ تَكْرِمَةً لَهُمْ، وَإِعْظَامًا وَاحْتِرَامًا أَنْ تُوطَأَ مِنْ بَعْدِهِ، حَتَّى إِنَّهَا لَتَحْرُمُ عن الِابْنِ بِمُجَرَّدِ الْعَقْدِ عَلَيْهَا، وَهَذَا أَمْرٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ, وقد جاء فى سبب نزول هذه الآية: عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ- يَعْنِي ابْنَ الْأَسْلَتِ- وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْأَنْصَارِ، فَخَطَبَ ابْنُهُ قَيْسٌ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا أعُدُّكَ وَلَدًا وَأَنْتَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ، وَلَكِنْ آتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَأْمِرُهُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا قَيْسٍ تُوُفِّيَ، فَقَالَ «خَيْرًا» ثُمَّ قَالَتْ: إِنَّ ابْنَهُ قَيْسًا خَطَبَنِي، وَهُوَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِهِ. وَإِنَّمَا كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَدًا فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَهَا «ارْجِعِي إلى بيتك»، قال: فنزلت وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ.
 
من ناحية أخرى، أطلق المؤشر العالمي للفتوى الصادر مؤخرًا عن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم «إنفوجرافا»، تحت عنوان «مجالات الفتوى على مستوى العالم»، كشف خلاله عن ارتفاع نسبة فتاوى العبادات مقارنة بالمجالات الأخرى على مدار العام 2018.
 
وبحسب المؤشر، شكلت فتاوى العبادات 42% من إجمالي 500 ألف فتوى متداولة في 33 دولة عربية وأجنبية، مرجعا ذلك إلى تعدد المسائل الخاصة بها وتنوعها من طهارة وصلاة وصوم وزكاة وحج، فضلًا عن حرص المستفتين على التعرف على أحكام عقيدتهم.
 
وذكر المؤشر العالمي للفتوى، أن ذلك يحدث لا سيما خلال المواسم الدينية من حلول شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، ومواسم الحج والعمرة، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغيرها، حيث دارت أغلب الفتاوى حول أحكام الصوم والزكاة وأحكام الأضحية وكيفية أداء مناسك الحج ومبطلاته.
 
وأوضح المؤشر، تصدر مصر قائمة الدول الأكثر إصدارًا لفتاوى العبادات، بعدما قدرت بما يقرب من 91 ألف فتوى من إجمالي العينة المرصودة، وقد يرجع ذلك إلى غزارة الإنتاج الإفتائي بمصر بشكل عام، واهتمام الجهات الإفتائية المصرية بالمبادرة في إطلاق الفتاوى لا سيما في المواسم الدينية، مع تنوع القنوات والوسائل التي تنشر من خلالها تلك الفتاوى.
 
وبحسب المؤشر، الذي تصدره وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء، فإن الفتوى تأثرت بكافة العوامل المحيطة بها، ودلل على ذلك ببروز الفتاوى التي دارت حول صلاة الخسوف، عقب ما شهدته العديد من الدول من ظاهرة خسوف القمر في يوليو الماضي.
 
هذا فضلًا عن ربط المستفتين بين عباداتهم والأجواء المحيطة بهم، الذي ظهر في الدول التي تشهد عدم توترات وعدم استقرار، حيث ربط البعض بين حكم الزكاة في مناطق بعينها، وأحكام الصلاة والزكاة للاجئين والمهاجرين في مناطق أخرى.
 
ووفقا للمؤشر، استحوذت فتاوى المجتمع والأسرة على ثاني أكثر المجالات المتداولة في الفتاوى بنسبة 15% بما يقرب من 75 ألف فتوى، تنوعت بين فتاوى الزواج والطلاق والتعامل بين الأبناء والآباء، وكان ارتفاع نسب ومعدلات الطلاق في العديد من الدول العربية سببًا في ارتفاع معدلها.
 
وذكر المؤشر، أن انتشار عدد من العادات في بعض الدول، كان سببًا في استحواذ فتاوى الشئون والعادات على المركز الثالث بنسبة 14% من إجمالي العينة المرصودة، كالذبح للسيارات الجديدة، وكذبة أبريل، ورش المياه على القبور، وزينة رمضان، وغيرها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق