«الجنة من غير ناس ما تنداس».. طلب المساعدة من الأصدقاء ليس ضعف
الأحد، 04 نوفمبر 2018 04:00 ص
قد يخجل البعض من طلب المساعدة من الآخرين لاعتقاده أنه ذلك ضعف في حد ذاته، ليقرر الاعتماد على نفسه فقط، ويتحمل مخاطر ومجازفة ذلك، بل وهناك من يرفض عروض المساعدة المقدمة له، لذا فالفئتان السابقتان ينفيان حقيقة علمية وهي أن الإنسان كائن اجتماعي ويحتاج للتعاون والمساعدة، فحتى لو كان هناك رمزا للنجاح أمامنا نراه ونعتبره مقياسا ونبراسا أمامنا، إلا أنه فى الحقيقة هذا الرمز هناك جنود مجهولين ساعدوه دون أن نعرفهم.
وعن نوعية هؤلاء الرافضون لمساعدة الآخرين لهم، فهناك سؤالا هاما يطرح نفسه، لماذا لا يقبلون بمساعدة غيرهم؟، وقد أجاب على هذا السؤال العديد من علماء النفس، والذين أرجعوا أسباب الرفض للقلق الناتج عن ما سيظنه الآخرون فيهم، وكأن أي شخص يعرض عليك المساعدة هو شخص يهدد استقلالك، فعلى سبيل المثال قد يرى شخص ما تكفل بنفسه منذ صغره بسبب وفاة والدية أو إهمالها له، أن طلب المساعدة من الآخرين يضعف من قوتك وشخصيته.
وهناك نموذج أخر من هؤلاء الرافضين لطلب المساعدة، فى اعتقاد منهم أنه لا يريد أن يشكل عبئا على والديه أو أصدقائه أو دائرة معارفه، إلا أن هذا الاعتقاد خطأ لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ونوعية أخرى ترفض المساعدة فى سعيها للكمال والاعتماد المطلق على الذات، أو الخوف من الفشل فيعتقد أن مساعدة الآخرين له فشل يجب تجنبه.
اقرأ أيضا: هل تتعرض للإحراج أمام أصدقاءك؟ اعرف أسباب «قرقرة البطن»
وفى أجواء العمل، يخشى الكثيرون من طلب مساعدة زملائهم أو رؤسائهم في الأمور المهنية، خوفا من اتهامهم أو ظنهم بأنهم أقل مهنية، وأيضا هناك نموذجا أخر وهو هؤلاء الذين يسعدون للاستحسان الخارجي، بمعنى أنهم يرون أن الآخرين سيصدرون أحكاما عليهم بمجرد طلب مساعدتهم، وهنا الأمر المهم في أن يتقبل الشخص لذاته ونفسه ويعترف بنقاط قوته ويحتفي بها ويدرك نقاط ضعفه ويتقبلها ويسعى لتطويرها، دون الاعتداد بأحكام الآخرين عليه.
وأيضا الخوف من الضعف من أهم أسباب رفض البعض لطلب مساعدة الغير، فهذا الخوف يكرس لديك مشاعر التعري العاطفي الصادرعن طلب المساعدة، إلا أن علماء النفس شددوا على أن الضعف هو جوهر التجربة الإنسانية ذات المغذى.
الاعتقاد الخاطئ بأن طلب المساعدة يعد ضعفا أو فشلا، يعد من أهم روافده الفكرية لدى الإنسان هو إيمانه باعتقادات غير واقعية ومنطقية من الأساس لتشكل طريقة تفكيره، فكما تظهر الأفلام أو حتى الكتب والألعاب أن البطل هو خارق وصل لقمة النجاح في مهمته وحطم كل القيود واخترق كل الحواجز بمفرده اعتمادا على ذاته فقط، إلا أن هذا المنظور خاطئ من الأساس، لأن لأغلب هؤلاء الأبطال والقادة الكثير من المساعدين والداعمين المجهولين الذين يكونون على الهامش، ولا أحد يعرفهم.