اتفاقية بين الصين والولايات المتحدة تلوح في الأفق.. ما سر ارتفاع الأسهم العالمية؟
الجمعة، 02 نوفمبر 2018 02:00 م
بصورة متفائلة صعدت الأسهم اليوم الجمعة، معبرة عن احتمالية وقف الصراع التجاري الذي بدأ منذ فترة بين أكبر اقتصادين في العالم، الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بعد حرب تجارية اشتدت وتيريتها مؤخّرًا.
ضمن خريطة الصعود اليوم، كان الارتفاع الأكبر في الأسهم الآسيوية، خاصة مؤشرات هونج كونج التي ارتفعت بنسبة أكثر من 4%، بينما ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 2.5%، وبدأ التحرك الإيجابي، بحسب "سي إن إن"، بعد حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس عن احتمال عقد صفقة مع بكين، قائلا في تغريدة عبر "تويتر" إن "المفاوضات تتحرّك بشكل جيد".
بحسب تعاملات اليوم فقد أضافت الأسواق الآسيوية مزيدًا من المكاسب، بعد أخبار انتشرت من "بلومبرج" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من مسؤولين أمريكيين وضع خطوط عريضة لاتفاقية مُحتملة مع بكين، خلال لقائه المرتقب بالرئيس الصيني شي جين بينج في قمة العشرين الكبرى (G20 ) خلال الشهر الجاري، وفي الوقت نفسه ارتفع اليوان الصيني بنسبة0.4 % مقابل الدولار، وكسبت الأسواق الأوروبية الكبرى ما يقرب من 1% في التجارة، ومن المتوقع أن تقترب مكاسب الأسهم في المستقبل القريب من 1%.
ورغم عدم التأكد حتى الآن من فحوى الاتفاقية التي يرغب "ترامب" في توقيعها مع نظيره الصيني، إلا أنه نجح في دفع الأسهم العالمية للصعود، وخلال هذا الأسبوع نجحت حكومة الولايات المتحدة في التأثير سلبًا على طموحات الصين في أن تصبح قوة عالمية في مجال التكنولوجيا، من خلال منع الشركات الأمريكية من تصدير قطع الغيار والبرمجيات لشركة صينية رئيسية متخصصة في تصنيع رقائق الكمبيوتر.
ويرى عدد من مراقبي السوق، أن هذا المسلك قد يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل جديدة، ورغم حُسن النوايا الذي يفترضه البعض في محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الأزمة مع الصين، فإن الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي التي تلوح في الأفق، ومحاولات ترامب والجمهوريين الفوز بها، ربما تفسر رغبته في التفاوض الآن وبشكل عاجل.
ما يحدث الآن ربما يكون طريقة مثالية لضمان ارتفاع الأسهم في يوم الانتخابات، إضافة إلى أنه قد يرفع أسهم "ترامب" على ضوء الإفصاح رغبته في الحصول على صفقة جيدة، والتحرك باتجاه إنجازها، وفي الوقت نفسه فعندما تفشل هذه الصفقة فلن يُلام عليها.
كانت الولايات المتحدة قد فرضت تعريفة جمركية مضاعفة على أكثر من 250 مليار دولار من الصادرات الصينية هذا العام، وهددت بمزيد من الرسوم، بينما ردّت الصين بتعريفات مماثلة على أكثر من 110 مليارات دولار من البضائع الأمريكية، وتقول إدارة "ترامب" إنها تحاول الضغط على بكين لإجراء تغييرات عميقة في سياساتها الاقتصادية ، متهمة إياها بالإشراف على سرقة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية وتعزيز الشركات الصينية بصورة غير عادلة من خلال البرامج الصناعية العدوانية.
وترى الولايات المتحدة أن جهود الصين للحصول على التكنولوجيا الأمريكية "تشكل تهديدًا وجوديًّا" لمستقبل الاقتصاد، وفقًا للممثل التجاري الأمريكي، ويُشكِّك المُحلّلون بشدة في أن الصين ستوافق على تغييرات كبيرة من شأنها أن تعالج المخاوف الأمريكية، خاصة في مثل هذا الإخطار القصير. وقال لوجان رايت، مدير أبحاث الصين في شركة روديوم جروب، بحسب "سي إن إن"، إن "هذه قضايا هيكلية قديمة داخل الاقتصاد الصيني ولا يمكن حلّها بين ليلة وضحاها".