ما بعد انتخابات التجديد النصفي.. هل يتفرغ ترامب لهيكلة الإعلام الأمريكي؟
السبت، 03 نوفمبر 2018 12:00 م
يتطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحفاظ على الأغلبية الجمهورية خلال انتخابات التجديد النصفي، المقرر لها 6 نوفمبر الجاري.
وفي حال نجح ترامب في الحفاظ على غالبيته، فإن ذلك الانتصار يمثل نقطة تحول في التاريخ الأمريكي، سيكون الرئيس الأول منذ عقود الذى يتمكن من الحفاظ على سيطرته على السلطتين التنفيذية والتشريعية فى آن واحد، خلال مدته الرئاسية بالكامل.
يقول مراقبون إن أهداف ترامب وراء مسعاه الحالي تتجاوز التاريخ، حيث يحاول مواصلة الطريق الذى اتخذه تجاه العديد من القضايا، سواء الدولية أو المتعلقة بالداخل الأمريكي، دون عوائق ربما يضعها أمامه خصومه الديمقراطيين حال فوزهم فى الانتخابات القادمة.
وحال فوز ترامب، فإنه سيتفرغ لعدد من القضايا التي شغلت رأسه، أبرزها وسائل الإعلام، التي حاولت تقويض تحركاته، عبر حملات شنتها عليه الصحف والقنوات من قبل انتخابه، حيث دعموا غريمته الديمقراطية –آنذاك- هيلاري كلينتون فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وواصلت وسائل الإعلام مناهضة ترامب حتى بعد وصوله البيت الأبيض، عبر تشويه صورته سواء شخصيا أو سياسيا، من خلال التركيز على نشر الفضائح المرتبطة به تارة، أو التقليل من شأن توجهاته وقراراته السياسية والدبلوماسية سواء فى الداخل، أو فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية مع العالم الخارجي، خاصة مع الحلفاء.
هل يحمل ترامب خطة للانضباط الإعلامى؟
ورغم عدم الإعلان عن أي خطط من قبل ترامب لتحقيق الانضباط الإعلامى، فى أجندة خطاباته التى أدلى بها لدعم المرشحين الجمهوريين في انتخابات الكونجرس، إلا أن الهجوم على المعبد اليهودي فى بنسلفانيا، واتهام وسائل الإعلام لترامب مباشرة، بالمسؤولية عن الحادث، الأمر الذي دفعه باتهام الإعلام بنشر أخبار كاذبة ساهمت بصورة كبيرة فى تفشى الكراهية داخل المجتمع الأمريكي، وبالتالي تكرار الحوادث.
وقال الرئيس ترامب تعليقا على الحادث إن السبب الرئيسي وراء حالة الغضب الذى نراه فى مجتمعنا هو التقارير المغرضة وغير الدقيقة التى تنشرها وسائل الإعلام الرئيسية، والتى أشير إليها دائما بالأخبار المزيفة.. لقد أصبح الأمر سيئا وبغيضا لدرجة لا يمكن وصفها.. على وسائل الإعلام الرئيسية ضبط نفسها بسرعة، وهو ما اعتبره مراقبون بدعوة صريحة لـ«الانضباط»، إضافة لتحذير ضمني.
هيمنة النشطاء
يقول مراقبون إن هيمنة النشطاء المأجورين على الساحة الإعلامية وكتابة التقارير التى تنشرها الصحف الأمريكية فى السنوات الماضية، يمثل سببا رئيسيا فى زيادة مخاوف الإدارة الحالية، خاصة وأن الآراء الموجهة البعيدة عن الموضوعية غالبا ما تثير ضجة كبيرة فى الداخل الأمريكي، فدائما ما تحاول عرقلة نشاطات الإدارة الحالية، وتشويه ما تحققه من إنجازات على الصعيد الاقتصادي، وهو ما يساهم بصورة كبيرة فى انحسار شعبية الرئيس الأمريكي بين الحين والأخر.
ولم يقتصر تأثير الدعاية المناهضة لترامب على الداخل الأمريكي فقط، بل تكون له تداعيات بصورة كبرى على السياسات الخارجية التى تتبناها أمريكا تجاه العديد من مناطق العالم، فى ظل الخطط الأمريكية الهادفة إلى إعادة هيكلة التحالفات من أجل تحقيق المصالح الأمريكية، وهى الخطط التى دائما ما تثير امتعاض دعاة الفوضى.